فقه المنة
لقد منّ الله علينا: وأيّدناه ولم نكن مع المطبّعين ولا المنسِّقين ولا المُخذّلين ولا المُذبذبين بل منحازون إلى الحق المبين وأهله الذين هم أولى الناس به. أن أحيانا حتى شهدنا الطوفان المبارك، الذي اجتثّ أصنام الوهم والوهن وانحرافات الفهم وإخفاقات العمل ومنغّصات الأمل.
- لقد منّ الله علينا:
وأيّدناه ولم نكن مع المطبّعين ولا المنسِّقين ولا المُخذّلين ولا المُذبذبين بل منحازون إلى الحق المبين وأهله الذين هم أولى الناس به.
أن أحيانا حتى شهدنا الطوفان المبارك، الذي اجتثّ أصنام الوهم والوهن وانحرافات الفهم وإخفاقات العمل ومنغّصات الأمل.
وأمددناه بما يسّر الله وإنّا لمُقصّرون إلا أن يستعملنا الله أو يتجاوز عنّا والأولى أحبّ إلينا.
- فما "فقه المِنّة"؟
إنّه فقه نفيس في سلسلة من "التوحيد الحيّ" تضمّ إليه "فقه النصّ" و"فقه النفس" و"فقه الحرَكة" و"فقه البركة" و"فقه الحِكمة" و"فقه الأحكام" و"فقه الإحكام" و"فقه التحاكم" و"فقه التحكّم" و"فقه الحُكم".
- ويتضمن "فقه المنّة":
١- تدبّر اسم الله المنّان المتفضل وحده بسابق الفضل وسابغ النعم وبالغ الإحسان، ذو المنّ على من يشاء من عباده بما شاء من نعمه كيفما شاء، وذو المنّ في الدنيا والأجر غير المَمنون في الآخرة.
٢- معرفة أصول مِنَن الله تعالى:
- المنّة بالإيمان: ﴿بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيكُم أَن هَداكُم لِلإيمانِ﴾ الحجرات- 17.
- المنّة بالوحي والنبي ﷺ: ﴿لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ﴾ آل عمران-164.
- المنّة بالتمكين والنِكاية: ﴿وَنُريدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ استُضعِفوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوارِثينَ وَنُمَكِّنَ لَهُم فِي الأَرضِ وَنُرِيَ فِرعَونَ وَهامانَ وَجُنودَهُما مِنهُم ما كانوا يَحذَرونَ﴾ القصص -6:5.
- المنّة بالنجاة من عذابَي الدنيا ﴿لَولا أَن مَنَّ اللَّهُ عَلَينا لَخَسَفَ بِنا وَيكَأَنَّهُ لا يُفلِحُ الكافِرونَ﴾ القصص-82، والآخرة ﴿فَمَنَّ اللَّهُ عَلَينا وَوَقانا عَذابَ السَّمومِ﴾ الطور-27.
- المنّة بالثناء الحسن: جمع الله ما سبق في قوله تعالى: ﴿وَلَقَد مَنَنّا عَلى موسى وَهارونَ وَنَجَّيناهُما وَقَومَهُما مِنَ الكَربِ العَظيمِ وَنَصَرناهُم فَكانوا هُمُ الغالِبينَ وَآتَيناهُمَا الكِتابَ المُستَبينَ وَهَدَيناهُمَا الصِّراطَ المُستَقيمَ وَتَرَكنا عَلَيهِما فِي الآخِرينَ سَلامٌ عَلى موسى وَهارونَ إِنّا كَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ إِنَّهُما مِن عِبادِنَا المُؤمِنينَ﴾الصافات- 122:144.
٣- وهو شهود المنّان وحده قبل المِنّة، والتعرُّض للمنن وعدم معارضة قسمة الله وفضله على عباده ﴿وَلكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ﴾ إبراهيم-11، بل الرضا والتسليم، وشُكرُ المِنَن والاستعانة بها على التكاليف والفتن والمحن والملاحم، وعدم المنّ على عباد الله بنِعَم الله، وطلب دوام النعم وثوابها والنعيم المقيم.
اللهم أعِنّا على عبادتك إيمانا وامتنانا وإحسانا واحتسابا.
بقلم الشيخ: أحمد محمود عمورة
- الكلمات الدلالية
الشيخ أحمد محمود عمورة