وقفات مع أساليب التعامل مع الإساءة للمقدسات الإسلامية في أوربا ج2 | حرق المصحف نموذجًا
الوقفة الثانية:
في الوقفة الأولى تناولنا حكم شهود حوادث حرق المصحف بنية المنع والإنكار، وبينا حرمة ذلك من حيث التأصيل التنزيل.
وفي هذه الوقفة الثانية نتناول بإذن الله تعالى موقفين من السيرة النبوية، يظهر فيهما أسلوب التعامل النبوي وأسلوب الصحابة مع حوادث الإساءات والسخرية من المقدسات الإسلامية، ونستقي منهما دورسا مهمة ينبغي أن يتأملها المسلم الأوربي وخاصة شبابنا المتحمس، وأن يفقهوها ويعوها ثبتهم الله ورزقهم الفقه والوعي.
الموقف الأول من السيرة النبوية:
موقف سلمة بن الأكوع رضي الله عنه والإقرار النبوي له
روى الإمام مسلم في صحيحه عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال:”فلما اصطلَحْنا نحنُ وأهلُ مكةَ - يعني صلح الحديبية - واختلط بعضُنا ببعضٍ، أتيتُ شجرةً فكسحتُ شوكَها. فاضجعتُ في أصلِها. قال: فأتاني أربعةُ من المشركين من أهلِ مكةَ. فجعلوا يقعون في رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فأبغضتُهم. فتحوَّلتُ إلى شجرةٍ أُخرى. وعلَّقوا سلاحَهم. واضطجَعوا. فبينما هم كذلك إذ نادى مُنادي من أسفلِ الوادي: يا لَلمهاجرين! قُتِلَ ابنُ زُنَيمٍ. قال: فاخترطتُ سَيفي. ثم شددتُ على أولئِك الأربعةِ وهم رقودٌ. فأخذتُ سلاحَهم. فجعلتُه ضِغثًا في يدي. قال: ثم قلتُ: والذي كرَّم وجهَ محمدٍ! لا يرفعُ أحدٌ منكم رأسَه إلا ضربتُ الذي فيه عيناه. قال: ثم جئتُ بهم أسوقُهم إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قال: وجاء عمي عامرٌ برجلٌ من العبلاتِ يقالُ له مكرزٍ. يقودُه إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. على فرسٍ مُجفَّفٍ. في سبعينِ من المشركين. فنظر إليهم رسولُ ﷺ فقال (دَعوهم. يكن لهم بدءُ الفجورِ وثناه) فعفا عنهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم”
بداية لا يجادل أحد أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أعظم الأمة غضبا لله وأشدهم غيرة على المقدسات الإسلامية، وهم مع ذلك كله أفقه وأحكم وأعلم بكيفية نصرتها والدفاع عنها، والهداية إنما تكون بهداهم، والاقتداء بهم، وسلوك سبيلهم، وها نحن أمام موقف من مواقفهم الرائعة، وسوف نستلهم منه بعض الدروس والعبر وأهمها ما يلي:
الدرس الأول - غضب سلمة رضي الله عنه من السخرية بحبيبه ورسوله عليه الصلاة والسلام، وآذى مشاعره واشتاط له غضبا، وهذا هو الأمر الطبيعي الذي يشعر به قلب كل مؤمن صادق غيور.
الدرس الثاني: أدرك سلمة بفطنته وذكائه أنها خطة استفزاز من أولئك الحمقى وربما فهم أن وراءها مقصد خبيث لنقض العهد، لذلك لم يستجب سلمة للاستفزاز ولم يندفع بداعي الغضب والعاطفة لردة فعل يكون سببا في تحقيق هدفهم في نقض العهد، ولم يزد على التحول والإعراض وهجر اللغو إلى مكان آخر بعيد حتى لا يسمع مزيدا من الاستفزازات، وهكذا هو المسلم الواعي الحريص على الوفاء بالعهود والعقود مع الآخرين.
الدرس الثالث: كان رضي الله عنه فقيها للآثار المترتبة على ردة فعله والعواقب والمآلات لذلك، وهذا ما يتوجب النظر فيه وعمل الحساب له في مثل هذا الحالات.
الدرس الرابع: أعرض سلمة عن التصرف الفردي وأعاد القرار والرأي للرسول عليه الصلاة والسلام وهو قائد المسلمين، وهذا فيه درس مهم في العودة إلى أهل العلم والمسؤولين عن القرار في حياة المسلمين.
الدرس الخامس: إقرار الرسول عليه الصلاة والسلام لتعامل سلمة ورضاه بفعله، وفي ذلك درس نبوي عملي في تقديم العقل والحكمة على العاطفة والتشنج.
الدرس السادس: عفو الرسول عليه الصلاة والسلام وتسامحه، وتجاهله للإساءة والسخرية والإعراض عنها، وهنا تظهر عظمة خلقه ورقي تعامله ولم لا؟ وهو من أثنى عليه ربه فقال عنه: ”وإنك لعلى خلق عظيم” القلم الآية 4،
الدرس السابع: وفاؤه صلى الله عليه وسلم بالعهد وتحرزه أن لا يكون هو البادئ بنكثه بقتل هؤلاء الحمقى ورأى أن المفسدة الكبرى هي في نقض العهد حتى يقال: غدر محمد!! وقد كان أبغض شيء إليه الغدر، وهو الذي شهد له أعداؤه بذلك قبل أصدقائه ومن ذلك في الحوار المشهور بين هرقل الروم وأبي سفيان حين سأله: هل يغدر؟! قال: لا..،
والحق ما شهدت به الاعداء.
وهذا الموقف يذكرنا بموقف مشابه يعبر عن صورة من أجمل وأعظم صور الوفاء بالعهد في السيرة النبوية، وهي قصة هجرة حذيفة مع أبيه وعهدهما مع قريش، والذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن حذيفة رضي الله عنه قال:
(ما منعني أن أشهدَ بدراً إلا أني خرجتُ أنا وأبي حُسَيْل، فأخذنا كفارُ قريشٍ، قالوا: إنكم تريدون محمداً؟ فقلنا: ما نريدُه، ما نريدُ إلا المدينة، فأخذوا منا عهدَ الله وميثاقَه لننصرفنَّ إلى المدينة ولا نُقاتل معه، فأتينا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأخبرناه الخبر، فقال: انصرفا، نَفِي بعهدِهم، ونستعينُ اللهَ عليهم) رواه مسلم.
سؤال وجوابه:
وهنا نقطة جديرة بالإشارة والاهتمام والبيان على صورة سؤال قد يتبادر للذهن وهو: هل المسلم الذي يعيش في بلد غير مسلم في حال عهد وعقد مع أهل ذلك البلد؟!
والجواب بإيجاز: نعم، المسلم حين دخل أي بلد أوربي سواء بتأشيرة أو بصفة لاجئ، ثم أصبح مقيما فيها وقد يحصل على الجنسية ويتمتع بكامل حقوق المواطنة، فقد قرر العلماء قديما وحديثا أن ذلك صورة من صور العهد بين المسلم وبين البلد الذي أعطاه الإذن بالعيش فيه وفقا لنظامه وقانونه، ويعتبر ذلك ”عقد الأمان” حسب مصطلح الفقه الإسلامي، و”مفهوم المواطنة في نظرية العقد الاجتماعي” حسب القانون الحديث للدولة المدنية، وسواء كان ذلك بلفظ صريح أو كان ذلك عرفا مقصودا بالمعنى، والقاعدة الفقهية تقول:
“المعروف عرفا كالمشروط شرطا”، ومقتضيات ذلك العهد والأمان المحافظة على أمن البلد وعدم التعدي على النفوس والممتلكات تحت أي مبرر، وأي فعل مخالف يعد صورة من صور نقض العهد والله تعالى يقول: ”يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود” المائدة 1
ويقول: ”وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا” الإسراء 34
ولمزيد من التوضيح في موضوع عقد الأمان في الفقه الإسلامي نورد هنا بعض نصوص العلماء في ذلك ومنها:
- جاء في كتاب الأم للإمام الشافعي رحمه الله: ”إذا دخل قوم من المسلمين بلاد الحرب بأمان فالعدو منهم آمنون إلى أن يفارقوهم أو يبلغوا مدة أمانهم وليس لهم ظلمهم ولا خيانتهم”.
وفي عدم اشتراط اللفظ الصريح في العهد قال الشافعي في الأم: ”فإن أمنوه أو بعضهم وأدخلوه في بلادهم بمعروف عندهم في أمانهم إياه وهم قادرون عليه فإنه يلزمه لهم أن يكونوا منه آمنين وإن لم يقل ذلك"
- وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله في المغني:
“من دخل إلى أرض العدو بأمان، لم يخنهم في مالهم، ولم يعاملهم بالربا …..”
ثم قال مبينا لعدم اشتراط اللفظ الصريح:
“وأما خيانتهم، فمحرمة؛ لأنهم إنما أعطوه الأمان مشروطا بتركه خيانتهم، وأمنه إياهم من نفسه، (وإن لم يكن ذلك مذكورا في اللفظ، فهو معلوم في المعنى)……”المغني 9/237
وقد أشار الفقهاء في كتبهم في باب عقد الأمان إلى أن مجرد ألفاظ الترحيب بالشخص في البلد يعد ”عقد أمان” ينبغي التزامه و الوفاء به.
ويظهر من نصوص الفقهاء قديما ربط الدخول في عهد بلد الحرب، لأن ذلك كان هو المتعارف عليه في الزمن القديم، فكيف في زمننا الذي أصبحت الدول عادة بينها وبين بعضها عقود الصلح والسلام الدولية، ومن ذلك عقود الأمم المتحدة، ولذلك فالمسلم الذي يدخل بلدا أوربيا غالبا تكون بين بلده الأصلي والبلد الجديد الذي انتقل إليه اتفاقيات دولية، وهذا يزيد عهده مع ذلك البلد تأكيدا وتوثيقا.
- وفي الفتاوى المعاصرة جاء في ”الموسوعة الفقهية الكويتية”(31 / 144 - 145):
“اتفقوا - أي الفقهاء - على أنه يجب على من دخل من المسلمين دار الحرب بأمان منهم: أن لا يغدرهم، ولا يخونهم”.
- وذلك ما قرره المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث المرجعية الكبرى للأقليات المسلمة في قارة أوربا، وقد ورد في شأن ذلك الكثير من البحوث وقرارات الفتاوى الصادرة من المجلس، ومن ذلك على سبيل المثال بحث قيم لسماحة الشيخ حسين حلاوة الأمين العام للمجلس بعنوان: قواعد الاندماج يقول عن القاعدة السابعة وهي الوفاء بالعهود والمواثيق: ”حين يدخل المسلم إلى بلاد الغرب بتأشيرة أو حين يكون لاجئاً سياسياً كان أو انسانياً أو حين يكون مواطناً فهذا يعني أن بينه وبين من يقيم معهم عهداً دخل بمقتضاه أو أقام بموجبه في ديارهم والإسلام أمر المسلمين أن يفوا بالعهد والمواثيق لأن ذلك يساعد على حسن التعايش واشاعة الأمن والأمان …. الخ” ويمكن العودة للبحث الذي طرح في الدورة السابعة عشرة للمجلس حول ”المسلمون بأوروبا: المواطنة والاندماج الإيجابي”.
ونخلص هنا إلى أن المسلم الأوربي الذي يحضر حوادث الإساءة للمقدسات الإسلامية مثل حرق القرآن، وتسيطر عليه العاطفة والحماس
ويترتب على ذلك غالبا أعمال فوضى وشغب وتخريب واعتداء على الأنفس الممتلكات وإقلاق الأمن، كل ذلك يعد صورة من صور عدم الوفاء بالعهد مع البلد التي يعيش فيها، وعليه أن يكون أكثر وعيا وفهما لذلك وأن يحذر أن يقدم دينه ومبادئه بهذه الصورة غير اللائقة للمجتمعات التي تراقب سلوكياته وأخلاقه.
الموقف الثاني من السيرة النبوية:
الموقف النبوي مع ”أبي محذورة” الفتى المستهزئ بالأذان
روى الإمام أحمد في مسنده وابن ماجة في سننه وغيرهما عن عبد الله بن محيريز وكان يتيماً في حجر أبي محذورة،
قال روح بن معير حين جهزه إلى الشام: قلت لـأبي محذورة: يا عمِّ! إني خارج الشام، وأخشى أن أُسأل عن تأذينك، فأخْبَرَني أن أبا محذورة قال له: (خرجتُ في نفرٍ -يعني: مع المشركين بعد فتح مكة - فكنا ببعض طريق حنين، فقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين، فلَقِيَناه ببعض الطريق، فأذَّن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعنا صوت المؤذن ونحن متَنَكِّبون، فصرخنا نحكيه ونستهزئ به، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوت فأرسل إلينا، إلى أن وقفنا بين يديه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكم الذي سمعتُ صوتَه قد ارتفع؟ فأشار القوم كلهم إليَّ وصَدَقوا، فأرسل كلهم -أطلقهم- وحبسني، فقال: قم فأذن للصلاة، فقمتُ ولا شيء أكره إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مما يأمرني به، فقمت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقى إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم التأذين فقال: قل: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله -منخفضاً- ثم قال لي: ارْجِع فامدد من صوتك، فقل: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، ثم دعاني حين قضيت التأذين فأعطاني صرة فيها شيء من فضة ثم وضع يده على ناصية أبي محذورة، ثم أَمَرَّها -أي: مر بيده الشريفة- على وجهه مرتين، ثم مرتين على يديه، ثم على كبده، ثم بلغت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم سرة أبي محذورة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بارك الله فيك فقلت: يا رسول الله! مُرْني بالتأذين بـمكة فقال: قد أمرتك به، وذَهَب كل شيء كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كراهية، وعاد ذلك محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقَدِمت على عتاب بن أسيد، عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم بـمكة، فأذنت معه بالصلاة عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم).
هذا الموقف النبوي العجيب يشتمل على فوائد ودروس نبوية قيمة في كيفية التعامل مع المستهزئين وكسب قلوبهم، ومن أهم هذه الدروس على عجل:
- عظمة الخلق النبوي والتعامل بالحسنى مع المستهزئين الساخرين والتغاضي عن سلوكهم وتجاهل حماقاتهم والعفو عنهم.
- الحكمة والبراعة النبوية في أساليب كسب القلوب والتي جعلت أبا محذورة والذي كان فتى صغيرا آنذاك ينتقل من شدة الكره إلى شدة الحب واعتناق الإسلام.
- توظيف المهارات واستثمار المواهب وتحفيز الطاقات، حيث اكتشف الرسول عليه الصلاة والسلام حسن صوت هذا الشاب وعلمه الأذان وجعله مؤذن مكة!
ولم لا يكون عليه الصلاة والسلام كذلك وهو الذي أنزل عليه ربه في القرآن قوله:
“ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ”فصلت الآية 34 -35
وبهذه المناسبة نشير إلى أننا في ظل الظروف الحالية التي انتشرت فيها الإساءة للإسلام ورسوله وكتابه وشيوع الصورة المشوهة عنا وعن ديننا، بحاجة ماسة إلى إعادة الدراسة والقراءة والتأمل في السيرة النبوية وتغيير طرق التعامل التقليدي الذي اعتاد عليه الكثير منا.
فكم يا ترى في مواقفنا من تحبيب وتبشير وكم فيها من تبغيض وتنفير؟!
وكم كسبنا قلوبا وكم فقدنا أخرى؟
كم حببنا شخصا فينا وفي الإسلام وكم كرَّهنا آخر ونفرناه بسلوكنا؟
وكم ألجمنا حماس العاطفة بزمام الحكمة والعقل؟!
اللهم اجعلنا حكماء رحماء، مبشرين لعبادك لا منفرين، يا أرحم الراحمين.
وختاما لهذه الوقفة الثانية أعرف أن هناك تساؤلا سيرد في الأذهان وهو: لقد ركزت الوقفة الأولى والثانية على بيان تحريم شهود حوادث الإساءة للمقدسات الإسلامية، والدعوة إلى هجرها والحكمة في التعامل معها لما يترتب على ذلك من المفاسد والمآلات التي تضر المسلمين وتسيء لصورتهم، فهل ليس لديكم إلا التحذير من ذلك فقط؟؟ أليس لديكم مقترحات لأساليب مؤثرة؟! لماذا لا تقدمون بدائل نافعة خاصة للشباب المتحمس؟!
ونتفق تماما مع هذا التساؤل المهم والوجيه وهو ما سنحاول الجواب عليه بشيء من التفصيل في الوقفة الثالثة القادمة إن شاء الله تعالى.
بقلم: على فتيني
أوسلو -النرويج: 13 يوليو 2023 م
- الكلمات الدلالية
الشيخ علي فتيني