path

إضاءات حول النوازل الكبرى في حياة الأمة

article title

1. من العادة عند حدوث النوازل الكبرى  والمستجدات العظمى أن يقع فيها الخلاف والاضطراب الشديد ، وينبغي ردها لأهل العلم المؤهلين للاستنباط  "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم".

2. وقوع الخلاف طبيعي لاختلاف العقول والأفهام في تقدير الأمور  والقياس وإلحاق حكم النازلة بأحكام أخرى في الشريعة.

3. قاعدة تغير الفتوى حسب الزمان والمكان والأحوال قاعدة معتبرة ينبغي مراعاتها والبناء عليها في مثل هذه المستجدات .

4. الراسخون في العلم خصوصا مفروض عليهم التصدر للبيان وتحمل مسؤليتهم حتى لا ينتشر الخلاف ويتسبب في فوضى وشقاق بين المسلمين  ، "  لتبيننه للناس ولا تكتمونه" . 

5. التفريق بين النوازل من حيث مكانتها في الشرع أمر مؤثر مهم، فالقضايا الكبرى للأمة  وقضايا السياسة الشرعية أعقد بكثير من غيرها ، لذلك ينبغي الحذر وعدم الجرأة في التعرض لها ممن هب ودب حتى لا يزيد الأمور تعقيدا . 

6. تعقيدات النوازل في القضايا الكبرى تؤدي غالبًا إلى "فتنة"، لأن تداعياتها خطيرة على الأمة كلها، والتاريخ الإسلامي شاهد على ذلك، ومن أمثلتها :  مقتل الخليفة عثمان، والخلاف بين علي ومعاوية إلى درجة المواجهة العسكرية ، ومقتل الحسين، وفتنة خلق القرآن.

7. قد يهيئ الله للنوازل الكبرى عباقرة حكماء علماء ربانيين قادرين على الكلمة الفصل ويقودون الأمة إلى بر الأمان ، ومن أمثلة ذلك أبو بكر عند الردة، وأحمد بن حنبل في فتنة خلق القرآن، وابن تيمية والتتار ، وينبغي عليهم التقدم في مثل هذه الظروف الحرجة .

8. كلما ابتعد الزمان عن عصر النبوة واقتربت الساعة، كثرت النوازل المعقدة أكثر وظهور الفتنة فيها أكبر، وشيوع الحيرة بين أولي الألباب فضلا عن غيرهم  "تدع  الحليم حيران".

9. التحلي بالحكمة والتوازن ومراعاة آداب الخلاف بين أهل العلم وطلابه له دور في تخفيف آثار النازلة التي تنتج عنها "فتنة" ، ولابد من الحذر من الانجرار وراء العواطف والتخوين والتعجل، "ففي العجلة الندامة وفي التأني السلامة".

10. الرجوع إلى منهجية الأصول والكليات والمقاصد الشرعية ، وفقه الأولويات والمآلات وفقه السنن الكونية ، كل ذلك له دور كبير في ضبط الاجتهاد والإفتاء والخروج بموقف أنسب وأصلح يحقق الألفة ويحفظ وحدة الأمة . 

11. من الحلول المهمة قيام المؤسسات العلمائية والمجامع الفقهية بمسؤوليتها نحو الأحداث الكبرى بالتشاور والتدارس بينهم، وقد ورد عن أحد السلف أنه قال: إن أحدهم يفتي في المسألة لو عرضت على عمر لجمع لها أهل بدر.

تلك أحد عشر كوكبًا، وشمس هذه الكواكب الفزع إلى الصلاة كما هو الهدي النبوي، أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ، ففيها من الفتوحات والبركات ما يعين على الخروج من الأزمات. 

وقمر هذه الكواكب  دعاء وتضرع بين يدي الله الذي بيده التوفيق والسداد عند فقدان المخرج ، كالدعاء المأثور:

"اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم."

د. علي فتيني د. علي فتيني

أرشيف الكاتب

المقالات التالية:

عاشوراء.. والأولوية لمن؟

feather د. يونس محمد صالح الزلاوي

الهجرة بين أبواب المستقبل وغرف الماضي

feather د. يونس محمد صالح الزلاوي

اقرأ أيضا للإمام

article title

في رثاء أستاذ الجيل (عصام العطار) رحمه الله

article title

الزنداني والثناء النبوي على الإيمان اليماني

article title

الصمود الأسطوري لغزة وأثره الدعوي في الغرب

banner title

مقالات مرتبطة

د. يونس محمد صالح الزلاوي

عاشوراء.. والأولوية لمن؟

د. يونس محمد صالح الزلاوي

الهجرة بين أبواب المستقبل وغرف الماضي

الشيخ طه عامر

ظاهرة الخوف... من يصنعها؟ وكيف نحاصرها؟