path

عامٌ على جائحة كورونا

الشيخ كمال عمارة
feather icon بقلم الشيخ كمال عمارة
27 ديسمبر 2020
article title

مضى الآن عام على ظهور وباء كوفيد 19 فشغل الناس وتسيد المشهد بلا منازع. ومثلما كانت الجائحة حدثا مفاجئاً قلب الأوضاع العالمية، كان استمرارالفيروس وتكيُّفه وظهور سلالات جديدة منه ظاهرة مفاجئة أخرى أصابت العالم في مقتل وعطلت نشاطه في كل مناحي الحياة.

مضى الآن عام على ظهور وباء كوفيد 19 فشغل الناس وتسيد المشهد بلا منازع.

ومثلما كانت الجائحة حدثا مفاجئاً قلب الأوضاع العالمية، كان استمرارالفيروس وتكيُّفه وظهور سلالات جديدة منه ظاهرة مفاجئة أخرى أصابت العالم في مقتل وعطلت نشاطه في كل مناحي الحياة.

ولقد وجد المسلمون الأوربيون أنفسهم في خضم هذه الأزمة  أمام تحديات لا عهد لهم بها، كانت اختباراً جديا لمدى انخراطهم في مجتمعاتهم ومساهمتهم في رقيها وحمايتها.

ولا يخفى على أي متابع للواقع الإسلامي في الغرب في فترة الجائحة مدى الالتزام والوعي الذي ميز تفاعل المسلمين معها أفراداً ومؤسسات.

فقد كان المسلمون من أوائل الملتزمين بغلق المساجد والمؤسسات وإيقاف المناشط العامة حتى قبل صدور التعليمات الإلزامية بذلك من السلطات الرسمية، وقامت المؤسسات الشرعية الأوربية بتأطير وتوجيه كيفية التعامل مع هذه الظروف الصعبة ضمن منهج أصولي ورؤية مقاصدية، جعلت من حماية الحياة ووقاية النفس والتعاون على الخير وتحصين المجتمعات مقاصد كليةً يُترخص من أجلها في تعطيل بعض الوسائل أوالمقاصد الفرعية.

ولا يتسع المقام لذكر كل المساهمات والإنجازات التي قام بها المسلمون في بلدانهم الأوربية، ولا لذكر قائمة شهداء الواجب من الأطباء المسلمين وموظفي القطاع الطبي الذين كانوا في صدارة المتصدين لهذه الجائحة لحفظ الحياة وإحياء النفوس والتخفيف من معاناة الناس، وربما يساعد إلقاء نظرة على الجدول المرفق، الذي أعدته مؤسساتنا، على الاطلاع على هذه الجهود وتقييم هذه الاستجابة التاريخية في هذه الظروف العصيبة.

وإننا في المجلس الأوربي للأئمة، ندعو أئمتنا وعموم المسلمين في الغرب إلى مواصلة الجهد والاستمرار في العطاء وتسخير كل إمكانياتهم المادية والبشرية لخدمة مجتمعاتهم وإنجاح الخطط للقضاء على هذه الجائحة وعوده الحياة إلى نسقها الطبيعي.

كما ندعو الأئمة خصوصا إلى تذكير المسلمين بقيم التوكل على الله تعالى والصبر والمصابرة والجهد والمجاهدة، وأن يوجهوا الناس إلى استكشاف الحكم الكامنة في مثل هذه الابتلاءات، وإحياء عبادة فعل الخير وبذل المعروف من منطلق أن أحب الناس إلى الله أنفعهم إلى الناس. قال الله تعالى: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (التوبة 105).

الشيخ كمال عمارة الشيخ كمال عمارة

أرشيف الكاتب

المقالات التالية:

اقتضاء التأسي بالرسول النبي ﷺ

feather الشيخ عبد الجليل حمداوي

لماذا نتجاهل الرجال في حياتهم فإذا ماتوا ذرفنا دموعا؟ (الرّاحل الكبير الشيخ عصام العطار: مثالا)

feather الشيخ الهادي بريك

اقرأ أيضا للإمام

article title

بيان المجلس الأوروبي للأئمة حول كارثة فيضان ليبيا

article title

جمال اللغة العربية وتميزها بين اللغات

article title

خطبة «مقاصد الصيام» | للشيخ: كمال عمارة

مقالات مرتبطة

الشيخ عبد الجليل حمداوي

اقتضاء التأسي بالرسول النبي ﷺ

الشيخ عبد الجليل حمداوي

الشيخ الهادي بريك

لماذا نتجاهل الرجال في حياتهم فإذا ماتوا ذرفنا دموعا؟ (الرّاحل الكبير الشيخ عصام العطار: مثالا)

الشيخ الهادي بريك

الشيخ علي فتيني

في رثاء أستاذ الجيل (عصام العطار) رحمه الله

الشيخ علي فتيني