بلغت حرب التجويع والإبادة الجماعية والتدمير الشامل التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني في غزة حدًّا فظيعًا من الوحشية المتفاقمة تحت أنظار العالم بأسره، ولا شكّ أنّ السكوت عن هذه الأهوال الرهيبة يشجِّع مجرمي الحرب على مزيد من التمادي في اقترافها. وإزاء فداحة هذا الوضع الذي يُنذر بموجة أعلى من الهلاك الجماعي للأهالي المجوّعين، علاوة على حصيلة قتل المدنيين وجرحهم وتشريدهم وترويعهم، ومخططات التطهير العرقي المُعلنة، فإن المجلس الأوروبي للأئمة يُطلِق هذا النداء العاجل لدعوة المسلمين وعموم الجمهور في أوروبا والعالم إلى ما يلي:

- أولًا: تصعيد التحركات الجماهيرية والمدنية والإعلامية والحقوقية الضاغطة على صانعي القرار في كل مكان للمسارعة إلى اتخاذ إجراءات جادة ورادعة ترغم الاحتلال على وقف هذه الجريمة الوحشية التي يقترفها في قطاع غزة، ومراسلة الحكومات والبرلمانات وهيئات الاتحاد الأوروبي لمطالبتها بالامتثال لمسؤولياتها المبدئية والأخلاقية في هذا الشأن والمسارعة إلى فرض عقوبات رادعة على الاحتلال الإسرائيلي الذي أسقط القانون الدولي والمواثيق الدولية.

- ثانيًا: أن يكون الخميس القادم، 24 يوليو، يوم صيامٍ تضامنيٍّ مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إحياءً لمعاني الأخوة والمواساة والتضامن. والسعي إلى تنظيم إفطار تقشفي للصائمين في الجمعيات والمساجد والمراكز الإسلامية والمرافق الثقافية والاجتماعية، مع القنوت أثناء  الصلوات، بأن يرفع الله البلاء عن أهل غزة. 

- ثالثًا: توثيق هذه الفعاليات، ونشرها إعلاميًا لتوسيع دائرة الوعي والتعريف بالجرائم ضد الإنسانية التي يمارسها الاحتلال الصهيوني وحلفاؤه.

- رابعًا: تخصيص خطبة الجمعة القادمة للحديث عن غزة وإبراز معاناة أهلها وصمودهم، وربط ذلك بالقيم القرآنية والمبادئ الإنسانية في نصرة المظلوم ورفض الظلم.

- خامسًا: تخصيص يوم الجمعة القادم لجمع التبرعات المالية لدعم أهل غزة والتواصل مع المؤسسات الموثوقة لأجل ذلك.

- سادسًا: دعم حملات كسر الحصار التي تحرِّك القوافل والقوارب، عبر المشاركة فيها أو مساندتها وتمويلها بقدر المستطاع، علاوة على إبراز جهود المتضامنين فيها إعلاميًا وشبكيًا لإيصال رسالة هذه الحملات إلى أوسع نطاق ممكن.

وختامًا، لقد تمادت حرب التجويع والإبادة الجماعية والتدمير الشامل وأطاحت في طريقها بالشرائع والمواثيق والقيم والمبادئ، ولا شك أنّ هذا يفرض رفع الأصوات المبدئية جميعًا وتصعيد التحركات الضاغطة وتكتيل المواقف الجادّة في واقعنا الأوروبي والعالم الإسلامي وأسرتنا الإنسانية؛ انتصافاً للحقوق والعدالة والكرامة البشرية، ووضع حدّ لهذه التجاوزات الرهيبة التي يقترفها الاحتلال وداعموه بلا رادع.

___

المجلس الأوروبي للأئمة

19 يوليو 2025