بيان تنديد واستنكار حول الحادثةَ الإجراميةَ المشينة التي استهدفت أحد المساجد في مدينة ستوكهولم بمملكة السويد

يُدينُ ويستنكرُ المجلسُ الأوروبيُّ للأئمة والمرشدات بأشدِّ عبارات الإدانة والاستنكار الحادثةَ الإجراميةَ المشينة التي استهدفت أحد المساجد في مدينة ستوكهولم بمملكة السويد، والتي تمثلت في الاعتداء على حرمة المسجد، وتعليق المصحف الشريف بسلاسل إلى درابزين السلالم المؤدية إليه، وقد وُجد عليه ستةُ ثقوبٍ ناجمةٌ عن إطلاق النار عليه، في مشهدٍ استفزازيٍّ خطير، يُجسِّدُ كراهيةً صريحةً للإسلام، ويمسُّ مشاعرَ ملايين المسلمين حول العالم، ويمثّل اعتداءً سافرًا على كلام الله عز وجل القائل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الحجر: 9.

إنَّ هذا الفعلَ الإجرامي لا يُعدّ اعتداءً على مقدسات المسلمين فحسب، بل هو اعتداءٌ مباشر على قيم التعايش السلمي، وحرية المعتقد، واحترام الرموز الدينية، في مخالفةٍ صريحةٍ لما قرره القرآن الكريم من مبدأ الكرامة الإنسانية العامة، حيث قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} الإسراء: 70، ويُسهم هذا السلوك المشين في تأجيج خطاب الكراهية والعنصرية، ويفتح الباب أمام العنف والتطرف، ويُهدِّد السِّلمَ المجتمعيَّ في المجتمعات الأوروبية المتعددة الثقافات.

وإذ نؤكد رفضَنا القاطعَ لكل أشكال الإساءة إلى الأديان والمقدسات تحت أي ذريعة، فإن هذه الأفعال العدوانية لا تمتُّ إلى القيم الإنسانية ولا إلى مبادئ الحرية بصلة، بل تُناقضها جملةً وتفصيلًا.

وبناءً عليه، فإننا نُحمِّل الجهاتِ المسؤولةَ كاملَ المسؤولية في ضرورة اتخاذ إجراءاتٍ قانونيةٍ صارمة، وملاحقةِ الجناة، ومنعِ تكرارِ مثل هذه الأعمال التي تتعارض مع القوانين الدولية لحقوق الإنسان، ومع المواثيق التي تُجرِّم الكراهيةَ الدينيةَ والعنصرية، وتخالف ما أُسِّست عليه المجتمعات الديمقراطية من احترامٍ متبادل وسيادةٍ للقانون.

كما نُجدِّد دعوتَنا إلى الحكومات والمؤسسات الأوروبية، ومنظمات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام، إلى تحمُّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية في مواجهة خطاب الإسلاموفوبيا، وتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل، وحماية دور العبادة، وصيانة كرامة الإنسان أيًّا كان دينه أو معتقده، امتثالًا لقوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} فصلت: 34.

ونسأل الله تعالى أن يحفظ المجتمعات من الفتن، وأن يُشيعَ قيمَ العدل والاحترام والتعايش، وأن يُلهم الجميعَ الحكمةَ في مواجهة الكراهية بالحوار، والعنصرية بالعدالة، مصداقًا لقوله سبحانه: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} البقرة: 83.

والله من وراء القصد.

المجلس الأوروبي للأئمة

بروكسل، 23.12.2025