بيان المجلس الأوروبي للأئمة حول التطورات الأخيرة في سوريا
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان المجلس الأوروبي للأئمة حول التطورات الأخيرة في سوريا
الحمد لله قاهر الجبارين وناصر المستضعفين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
يتابع المجلس الأوروبي للأئمة بألم وأمل، الأحداث الأخيرة في سوريا، وإذ يؤكد المجلس مواقفه الثابتة الداعمة لتطلعات الشعب السوري، وكل الشعوب الأخرى، في الحرية والكرامة وتقرير المصير، فإنه يُعلن ما يلي:
أولاً: التنديد بالظلم والاستبداد
لقد كان النظام السوري لعقود طويلة رمزًا للاستبداد والقمع، حيث مارس بحق شعبه أبشع الجرائم، من مجزرة حماة في الثمانينات إلى استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الأطفال والمدنيين في المدة الأخيرة. وإننا في المجلس الأوروبي للأئمة نؤكد إدانتنا لهذه الجرائم البشعة، ونُجدد تضامننا مع الشعب السوري في نضاله المشروع لنيل حقوقه.
ثانيًا: الاستبداد إلى زوال
إن الأحداث التي تشهدها سوريا اليوم تبرهن على حقيقةٍ راسخة: أن إرادة الشعوب الحرة لا تُقهر، وأن الاستبداد مهما طال أمده، فهو إلى زوال. فالشعوب التي تسعى للتحرر والكرامة هي وحدها القادرة على استعادة حقوقها، وحماية أوطانها من المخاطر، وبناء مستقبلٍ مزدهرٍ وآمن. أما دعاوي المقاومة أو الممانعة القائمة على الاستبداد فهي دعوى زائفة.
ثالثًا: دعوة إلى وقف التدخلات الخارجية
يدعو المجلس الأطراف الإقليمية والدولية إلى احترام حق الشعب السوري في تقرير مصيره دون تدخلات خارجية تزيد من مأساته. كما يُطالب بخروج جميع القوات الأجنبية من الأراضي السورية، ويدعو إلى تمكين السوريين من إعادة بناء وطنهم بعيدًا عن أي توظيف أو ضغوط أجنبية.
رابعًا: ضبط النفس وحماية الأرواح والممتلكات
يناشد المجلس قوى المعارضة السورية أن تضع أرواح المدنيين وحماية ممتلكاتهم على رأس أولوياتها، وأن تلتزم بمبادئ التسامح والحكمة والتعاون. فالكرامة الإنسانية أساس الثورة الحقيقية، التي تهدف إلى تأسيس مستقبلٍ آمنٍ ومستقرٍ لجميع أبناء الوطن.
خامسًا: الحفاظ على مؤسسات الدولة والخدمات العامة
يؤكد المجلس على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وضمان استمرار الخدمات العامة التي تُعد شريان حياة الشعب. إن حماية هذه المؤسسات هو واجب وطني وأساسٌ لإعادة الإعمار والاستقرار المستقبلي.
سادسًا: دعوة لرعاية الأسرى والكشف عن مصير المعتقلين
يدعو المجلس إلى إعطاء أولوية قصوى لرعاية الأسرى وتأمين حقوقهم الإنسانية، كما يطالب بالكشف عن مصير آلاف المعتقلين والمفقودين الذين غُيِّبوا قسريًا لعقود دون محاكمة عادلة. إن تحرير هؤلاء المعتقلين واجبٌ إنساني وأخلاقي، وخطوة ضرورية لتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا وأسرهم.
سابعاً: نصرة المستضعفين في الإسلام ودور الأئمة
يدعو المجلس الأئمة والخطباء إلى توجيه خطبهم ودروسهم لإبراز مركزية نصرة المستضعفين في تعاليم الإسلام، وضرورة الوقوف بجانب الشعوب المظلومة في محنتها. كما يوصيهم بتعزيز قيم التراحم والتضامن، وبتوجيه الجهود نحو توحيد الصفوف ونبذ الفرقة، بما يخدم مصلحة الأمة وقضاياها العادلة.
ثامناً: دعوة المسلمبن إلى التثبت والثبات
يدعو المجلس المسلمين في أوروبا إلى التحلي بالوعي في التعامل مع الأخبار المتعلقة بسوريا، والتثبت من صحة المعلومات قبل نشرها، حفاظًا على مصداقية القضية العادلة. كما يشدد على أهمية الثبات في مواجهة الظلم والاستبداد، ويدعوهم إلى المشاركة الإيجابية في دعم الشعب السوري بكل السبل المشروعة
تاسعاً: دعوة إلى حملات إغاثة عاجلة
يدعو المجلس الأوروبي للأئمة جميع المساجد وأئمتها في أوروبا إلى إطلاق حملات إغاثة عاجلة لدعم الشعب السوري ومساعدته على تجاوز محنته. وإن الواجب الإنساني والإسلامي يُحتّم علينا جميعًا الوقوف إلى جانب إخوتنا في سوريا بالدعم المادي والمعنوي.
وفي الختام، نسأل الله تعالى أن يرفع البلاء عن الشعب السوري، وأن يُلهمه الصبر والثبات، وأن يُوحّد صفوفه لما فيه خير وطنهم وأمتهم. كما نسأله سبحانه أن يعيد لسوريا أمنها واستقرارها، ويجعلها منارةً للحرية والعدل.
المجلس الأوروبي للأئمة
6 جمادى الآخرة 1446 هـ / 7 ديسمبر 2024 م
- الكلمات الدلالية
- سوريا
- الشعب السوري
إدارة الإعلام