توجيهات وضوابط في نصرة القدس والمسجد الأقصى ضد العدوان الصهيوني
الحمد لله ولي المتقين وناصر المستضعفين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
تتوالى عمليات استهداف الأقصى وتهويد بيت المقدس من قبل قطعان المستوطنين والعصابات الصهيونية، عبر إذلال المقدسيين واغتصاب أرضهم وهدم منازلهم والاستيلاء على أملاكهم. إضافة إلى استهداف المسجد الأقصى مباشرة عبر الحفر تحته وتهوين أساساته والاقتطاع منه ومن أوقافه سرا وعلانية.
وإن كان هذا العدوان على أهلنا ومقدساتنا في بيت المقدس سياسة قارة دائمة من قبل الكيان الصهيوني فإنه يزداد بطشا وصلفا في أشهر رمضان المبارك، حيث تغيضهم حشود القائمين المرابطين الذي باهى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله:
"لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" ( رواه أحمد والطبراني، وقال الهيثمي في المجمع ورجاله ثقات ).
وأمام ما تشهده ساحات المسجد الأقصى هذه الأيام من عدوان سافر على المصلين والمعتكفين من قبل جنود ومستوطني الكيان الصهيوني، من غير اعتبار لأي حرمة إنسانية أو قداسة دينية، فإن المجلس الأوروبي للأئمة يدعو الأئمة والدعاة وخطباء المنابر إلى أن لا يألوا جهدا في التعريف بقضية المسجد الأقصى وبيت المقدس ومعاناة المسلمين الفلسطينيين المهددين في أنفسهم وبيوتهم ورزقهم ومساجدهم ومقدساتهم، وحث المسلمين على تقديم الدعم المالي والإعلامي والتضرع في هذه الأيام الرمضانية المباركة أن يحفظهم الله ويكف عنهم كيد الكائدين.
كما يتقدم المجلس الأوربي للأئمة بالشكر والامتنان لكل من يساهم في حملة التضامن الأوروبية مع أهلنا في فلسطين، للتنديد بالمجازر الصهيونية والانتهاكات العنصرية التي تمارسها القوات الإسرائيلية وقطعان المستوطنين على أرواح الفلسطينيين ومقدساتهم وممتلكاتهم، وبخاصة التطهير العرقي في مدينة القدس وتدنيس المسجد الأقصى الشريف والعدوان الغاشم على غزة وأهلها.
ومما يبشر في جهود الدعم هذه:
- تنوع المناشط والفعاليات الرافضة للعدوان وتوسعها.
- مشاركة كثير من الأوربيين في هذه الفعاليات.
- انخراط الشباب المسلم في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.
- تزعزع التوجه الرسمي الأوروبي التقليدي المؤيد للكيان الصهيوني، وتعرضه إلى إرباكات عديدة على المستوى الإعلامي والمؤسساتي.
- بروز أصوات منصفة في الدوائر الأوربية الرسمية، تدعو إلى التوازن ومراعاة الحقوق الفلسطينية.
والمجلس الأوربي للأئمة، إذ يبارك كل هذه التحركات، فإنه يذكر أعضاءه وكل مناصري العدالة والحرية، بالمسائل التالية:
توجيهات عامة:
أولاً؛ الاستمرار في دعم القضية الفلسطينية واعتماد آليات ثابتة في التعريف بحقوق الشعب الفلسطيني وفضح الممارسات العنصرية الصهيونية.
ثانياً؛ اعتماد البناء المؤسساتي لخدمة القضية الفلسطينية، عبر إنشاء جمعيات قانونية في مجالات الإغاثة والإعلام وحقوق الإنسان.
ثالثاً؛ توفير المواد الإعلامية والدراسات العلمية المتعلقة بأبعاد القضية الفلسطينية وحقوق شعبها باللغات الأوربية.
رابعاً؛ الحرص على استقطاب مؤسسات المجتمع المدني الأوروبي، المتعاطفة مع القضية الفلسطينية للمشاركة في الفعاليات التضامنية.
رابعاً؛ تأهيل الشباب وتشجيعهم على حمل راية الدفاع عن الحقوق الإنسانية عامة والحقوق الفلسطينية خاصة.
خامساً؛ تكثيف التواصل مع السياسيين والإعلاميين والشخصيات المؤثرة على الساحة الأوربية، لتبيين الحقائق وحثهم على اتخاذ مواقف منصفة.
سادساً؛ تشجيع المسلمين على المشاركة في الحياة السياسية والحقوقية الأوربية لمواجهة تأثير الدوائر الصهيونية، والانحياز الرسمي لدولة إسرائيل.
ضوابط عامة
- حصر الاحتجاجات في الانتهاكات والتجاوزات الإسرائيلية على أرض فلسطين، وعدم استهداف أي فئة أو طائفة خارج هذا الإطار.
- تجنب أي شكل من أشكال العنف اللفظي أو العملي، أو تعطيلٍ لمصالح الناس، وعدم الانجرار وراء أي استفزاز.
- احترام قوانين البلاد ومراعاة التراتيب والإجراءات المعمول بها، سواءً في تنظيم الاحتجاجات أو جمع التبرعات أو أي نشاط آخر.
- تجنب كل ما يثير الرأي العام المحلي، ويصادم ثقافته بأي قول أو عمل أو شعار، والحرص على استعمال اللغة الرسمية في التحركات والدعايات.
- عدم المبالغة في استعمال الشعارات الدينية في التحركات العامة، لأنها قد تؤدي إلى نتيجة عكسية، والتركيز على البعد القانوني الحقوقي الإنساني لقضية فلسطين.
- التأكيد على أن المظاهرات والاحتجاجات مجرد وسيلة للتعبير عن الرأي والتعريف بالقضية، ويجب التحلي بالفطنة والشجاعة لتجنب أو إلغاء أي منشط قد يحيد عن هذا الهدف.
- تجنب الانفعالات العاطفية وتحري الدقة والموضوعية في عرض القضية، واعتماد الوسائل والمناهج المستساغة في البيئة الأوروبية.
كلمة إلى إخواننا الأئمة
لا يخفى ما للأئمة من دور محوري في خدمة قضايا الأمة ونصرة المستضعفين ودعم قضايا التحرر، حيث تتطلع إليهم أنظار المسلمين في كل مكان طلبا للريادة والتوجيه.
لذلك ننبه إخواننا الأئمة إلى النقاط التالية:
- تخصيص خطبة الجمعة والدروس في هذه الفترة لبيان الأبعاد الدينية الإسلامية للقضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، وحث المسلمين على نصرتها ودعمها، وبيان الضوابط والمحاذير المتعلقة بذلك.
- تذكير المسلمين بأهمية الصدقات للفلسطينيين والدعاء لهم بأن يخفف الله عنهم وينصرهم ويجعل لهم فرجاً ومخرجاً
- قنوت النوازل في الصلوات.
- مد جسور التواصل مع الهيئات الدينية المحلية - إن أمكن - لاتخاذ موقف مشترك ضد العدوان الإسرائيلي.
أخيراً
قد يتوقف العدوان قريباً، ولكن الاحتلال الإسرائيلي للأقصى والأراضي الفلسطينية، والحصار اللاإنساني على شعب غزة منذ سبعة عشر عاماً لن يزول، لذلك نهيب بأصحاب النفوس الأبية والضمائر الحرة أن يبقوا قضية الشعب الفلسطيني المظلوم حية في نفوسهم، وأن يعملوا لها بمنهج ثابت وسعي دائم.
وذلك واجب فرضه علينا الإسلام في نصرة المستضعفين ورد الظالمين عموما، فما بالك إذا كان الأمر متعلقاً بمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولى القبلتين وثاني الحرمين.
ندعو الله تعالى أن ينصر عباده الصالحين ويرفع الظلم عن المظلومين وأن يجعل لأهل فلسطين فرجا ومخرجاً. إنه قريب سميع مجيب الدعاء
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المجلس الأوروبي للأئمة
- الكلمات الدلالية
إدارة الإعلام