الهجرة النبوية حصلت في شهر ربيع الأول، وهذا لا خلاف فيه بين أهل العلم. ولكن لماذا نحتفل كل سنة في شهر محرم بالهجرة النبوية؟

١٤٤٤ هـ

الهجرة النبوية ليست في محرم، ولكن؟

الهجرة النبوية حصلت في شهر ربيع الأول، وهذا لا خلاف فيه بين أهل العلم، ولكن لماذا نحتفل كل سنة في شهر محرم بالهجرة النبوية.

عندما أراد الصحابة رضوان الله عليهم في عهد عمر رضي الله عنه أن يؤرخوا للأمة تداولوا عدة آراء: فمنهم من قال: نؤرخ بمولده صلى الله عليه وسلم.

وبعضهم قال: نؤرخ ببعثته صلى الله عليه وسلم، وبعضهم قال: نؤرخ بوفاته صلى الله عليه وسلم، فقرأ عمر رضي الله عنه قول الله تعالى في وصف مسجد قباء وأهله: لمسجد أسس على التقوى من أول يوم، فأول يوم هو يوم هجرته صلى الله عليه وسلم عندما أسس مسجد قباء.

ولكن تعارفت العرب أن تبدأ العام في شهر محرم، فجعلوا عام الهجرة أول التأريخ لأمة الإسلام.

أسس صلى الله عليه وسلم مسجد قباء عند هجرته لما وصل إلى منازل بني عمرو بن عوف. فهو أول مسجد أسس في الإسلام، وأول مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول مسجد شارك في بنائه، فنزلت الآية القرآنية فيما بعد تثني على هذا المسجد وأهله: لمسجد أسس على التقوى.

وجعل له سيد الخلق صلى الله عليه وسلم فضيلة ليست لمسجد في الدنيا، وبه تؤدى إحدى السنن الخمسة التي لا تؤدى إلا في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أول يوم في التأريخ هو يوم بناء المسجد.

من أول يوم.

إنه أول يوم.

من أول يوم: هنا بدأ التاريخ.

من أول يوم: هنا بدأت الحضارة.

وكل عام وأنتم بخير جميعا.

بقلم: الدكتور/ عمار منلا