Posted on

صون الصلاة

الصلاة كلِمٌ طيب وعملٌ صالح، وأعظم كلمها الطيب تلاوة القرآن وأعظم عملها الصالح السجود، وعلى هذا نزل القرآن الأول فافتتحت سورة العلق بقوله تعالى “اقرأ باسم ربك الذي خلق” وختمت بالسجود بقوله تعالى “واسجد واقترب” ولعظيم قدر الصلاة مكانة وأمانة احتاجت إلى تعاهد وصيانة.

فصُن صلاتك:-

١- من التثاقلُ عن التأهب لها، بالمحافظة على الوضوء، والشوق إلى المناجاة.

٢- من الاستثقال منها عند دخول وقتها، بإجابة المؤذن، والإكثار من الحوقلة.

٣- من هَجر مواطن النداء لها، بمعرفة فضل الجماعة وتعلّق القلب بالمساجد.

٤- من التشاغل عن أدائها إلى آخر وقتها، بالمبادرة إليها في أول وقتها “فلا خير في عمل يُلهي عن الصلاة”.

٥- من الشعور بثقلها عند أدائها، بالتدرج بالرواتب والنوافل والتلاوة والحوقلة والدعاء بين الأذان والإقامة.

٦- من الغفلة عن ألطافها وهداياتها ووارداتها، بتدبّر الآيات والأذكار وطلب فقهها وهَديِها وهداياتها.

٧- من حرب الوساوس حتى لا يدري ما قرأ ولا كم صلى، بالاستعاذة والتفل عن اليسار، والخجل والوجل من الجبار.

٨- من فقدان الخشوع وجفاف الدموع وتبلّد الجلود، بالتخشّع والتواضع والتضرّع، وإطابة المطعم وتطهير القلب.

٩- من تعجّل الانتهاء منها تسرّعا ونقرا والتفاتا وإقعاء، بالطمأنينة فيها طمأنينة الحركات والسكَنات والخلجات.

١٠- من التخفّف عند الفراغ منها، بدعاء الاستعانة بعد السلام “اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”.

١١- ومن الفرار من مجلسها، بتوطّن المسجد للذكر والتلاوة والعلم.

١٢- ومن فقدان نورها وطيبها وبركتها وأثرها في الإقبال على الخير والتأبّي على المعاصي، بالدعاء والاستعانة والحوقلة والصلاة على النبي ﷺ فمن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.

فجماع الأمر كله، تعظيم الصلاة والمحافظة على الوضوء وإجابة المؤذن حالا وقولا وعملا والحوقلة والاستعانة وهيبة الوقوف بين يدي الله وهيبة تكبيرة الإحرام وحسن الاستفتاح وتدبر الفاتحة وخاصة قلبها “إياك نعبد وإياك نستعين” وتدبر الآيات والدعوات وطمأنينة الحركات والسكنات، وأوجز من هذا “إحسانُ التكبير بالمهابة وإحسان التسليم بالمحبة” فمن صحّت بدايته صلحت نهايته وأصلح الله ما بينهما، تقبّل الله منا وأقبل علينا.

﴿رَبِّ اجعَلني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتي* رَبَّنا وَتَقَبَّل دُعاءِ ۝ رَبَّنَا اغفِر لي وَلِوالِدَيَّ وَلِلمُؤمِنينَ يَومَ يَقومُ الحِسابُ﴾

بقلم الشيخ: أحمد محمود عمورة