Posted on Leave a comment

الجفاء وخطورته على المسلمين وخاصة في أوربا

بين يدي الموضوع:

  1. الجفاء صفة مذمومة ومظهر من مظاهر الأخلاق السيئة وتغير التركيبة المسلمة وهو غلظة الطبع، والخرق في المعاملة، وترك الرفق في الأمور، والهجر والترك.
  2. الأصل في الإنسان أنه يأنس مع غيره وينفر من طول العزلة.
  3. لا يستطيع أحد أن يسعدنا ويزعجنا أكثر من الناس الذين يحيطون بنا.
  4. الانخراط في الحياة المادية والانشغال بالاكتساب يغير نمط الناس ويعيق تواصلهم المحمود.

الجفاء في القرآن الكريم والسنة النبوية.

– ” فبما رحمة من الله لنت لهم” “ثم قست قوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة”

“فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية” “فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان” “أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه”

– “وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا ألا ملجأ من الله إلا إليه”

– ومن السنة

أهل الجفاء في النار: أخرج البخاري في الأدب “عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ»

وهو مما انتفى عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم الطبراني والبغوي عن هند بن بأبي هالة  ” كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَاصِلَ الْأَحْزَانِ، طويل الْفِكْرةِ، لَيْسَ لَهُ رَاحَةٌ لَا يَتَكَلَّمُ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ، طَوِيلَ السُّكُوتِ، يُفْتَحُ ْكَلَامهَ وَيَخْتِمُهُ بِأَشْدَاقِهِ يَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، فَضْلٌ لَا فُضُولَ وَلَا تَقْصِيرَ، دَمْثٌ لَيْسَ بِالْجَافِي وَلَا الْمُهِينِ يُعَظِّمُ النِّعْمَةَ، وَإِنْ دَقَّتْ، لَا يَذُمُّ مِنْهَا شَيْئًا لَا يَذُمُّ ذَوَاقًا وَلَا يَمْدَحُهُ”

ذم التجافي عن القرآن: أحمد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “اقْرَءُوا الْقُرْآنَ، وَلَا تَغْلُوا فِيهِ، وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ، وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ، وَلَا تَسْتَكْثِرُوا بِهِ”

وغير المجافي في القرآن مكرم من ربه: “د/عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن من إجلالِ الله إكرامَ ذي الشيبَةِ المسلمِ، وحاملِ القُرآنِ غيرِ الغالي فيه والجافي عنه، وإكرَامَ ذي السُّلطَانِ المُقْسِطِ”

وقد وعظ السلف من عدم مجالسة أهل التجافي: “أبو نعيم في الحلية عن سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ السَّلِيمِيِّ: “وَإِيَّاكَ وَمَا يُفْسِدُ عَلَيْكَ دِينَكَ، فَإِنَّمَا يُفْسِدُ عَلَيْكَ دِينَكَ مُجَالَسَةُ ذَوِي الْأَلْسُنِ الْمُكْثِرِينَ لِلْكَلَامِ، وَإِيَّاكَ وَمَا يُفْسِدُ عَلَيْكَ مَعِيشَتَكَ،  فَإِنَّمَا يُفْسِدُ عَلَيْكَ مَعِيشَتَكَ أَهْلُ الْحِرْصِ وَأَهْلُ الشَّهَوَاتِ، وَمُجَالَسَةَ أَهْلِ الْجَفَاءِ”

صور الجفاء بين الناس

“عدم السؤال – عدم الاتصال والتواصل – الانشغال المستمر – تقديم البعيد على القريب وتلبية أمره – خدمة الغريب على ذوي القربى والأصحاب – التغيير في المعاملة من الحسن للسوء – عدم تقديم العون عند طلبه – عدم انجاز ما وعدت به – المقابلة بالتعبيس والنفور – الخلف في الوعد”

وأمثلته:

  1. الجفاء بين الزوجين بالانشغال وعدم المعاهدة والاهتمام.
  2. الجفاء بين الأبناء والآباء لعدم تحمل المسؤولية ومصاحبتهم أو الاقتصار على طلب العيش الرغيد لهم.
  3. الجفاء بين الأصحاب والأصدقاء وسببه الأساسي المواقف المؤلمة، أو الألفة الزائدة، أو عدم وجود المنفعة، أو الاستغناء بغيره عنه، أو الاكتساب الدائم المبني على استفراغ الوقت …إلخ.
  4. الجفاء بين أبناء الجالية الواحدة المسلمة وبين أبنا المسجد الواحد والمدينة الواحدة مما يكون تأثيره السلبي كبيرا على الأفراد.
  5. الجفاء بين المسلمين هنا وبين مراكزهم الإسلامية وسببه النفرة أو عدم وجود الوقت، او عدم تقديم الجديد، أو الانشغال بالأولاد والأعمال …. إلخ.

عند ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود “ قَالَ: «مِنَ الْجَفَاءِ أَنْ تَسْمَعَ الْأَذَانَ، ثُمَّ لَا تَقُولُ مِثْلَ مَا يَقُولُ»

  • الجفاء بين المسلم ووطنه الذي قدم منه أو أهله الذين فيه وسببه الأوضاع السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو غياب النزول والاتصال.

أسباب الجفاء بين الناس.

  1. البعد الإيماني والأخلاقي

البخاري عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: «بِئْسَ أَخُو العَشِيرَةِ، وَبِئْسَ ابْنُ العَشِيرَةِ» فَلَمَّا جَلَسَ تَطَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حِينَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ تَطَلَّقْتَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَائِشَةُ، مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ»

  • العزلة والاغتراب وعدم التواصل.
  • الترمذي وأحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَنْ سَكَنَ البَادِيَةَ جَفَا، وَمَنْ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ، وَمَنْ أَتَى أَبْوَابَ السُّلْطَانِ افْتَتَنَ”.
  • أبو نعيم في حلية الأولياء قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ فَقَالَتْ: «أَجَلْ وَاللهِ لَقَدْ سَبَقْتُمُونَا بِالْهِجْرَةِ وَكُنَّا عِنْدَ الْجُفَاةِ الْعُدَاةِ وَكُنْتُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُ جَاهِلَكُمْ وَيُفَقِّهُ عَالِمَكُمْ وَيَأْمُرُكُمْ بِمَعَالِي الْأَخْلَاقِ».
  • كثرة الثراء والغنى أو النعم المنسية
  • البخاري: “عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مِنْ هَا هُنَا جَاءَتِ الفِتَنُ، نَحْوَ المَشْرِقِ، وَالجَفَاءُ وَغِلَظُ القُلُوبِ فِي الفَدَّادِينَ أَهْلِ الوَبَرِ، عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الإِبِلِ وَالبَقَرِ، فِي رَبِيعَةَ، وَمُضَرَ».
  • حم/ عن عمر بن الخطاب حديث جبريل فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: “مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا، إِذَا وَلَدَتِ الْأَمَةُ رَبَّهَا، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا كَانَتِ الْعُرَاةُ الْحُفَاةُ ـ الجفاة ـ  رُءُوسَ النَّاسِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رِعَاءُ الْبَهْمِ فِي الْبُنْيَانِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللهُ “، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

عواقبه “قسوة القلب وغلظته – دنو الشيطان منه وأصحاب السوء – نفرة الإخوان منه وعدم الاقتراب – عدم وجود العون والمساعدة وقت الاحتياج – الوحشة والأخلاق السيئة”.

كيف نتخلص من الجفاء في حديث واحد

  • أحمد / عَنْ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْتَبٍ بِشَمْلَةٍ لَهُ، وَقَدْ وَقَعَ هُدْبُهَا عَلَى قَدَمَيْهِ، فَقُلْتُ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟، أَوْ رَسُولُ اللهِ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى نَفْسِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، وَفِيَّ جَفَاؤُهُمْ فَأَوْصِنِي، فَقَالَ: “
  • لا لتحقير المعروف مهما صغر “لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَوَجْهُكَ مُنْبَسِطٌ، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي،
  • الإحسان لمن أساء: “وَإِنْ امْرُؤٌ شَتَمَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلَا تَشْتُمْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ لَكَ أَجْرُهُ، وَعَلَيْهِ وِزْرُهُ،
  • لا للتفاخر والغرور: “وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ، فَإِنَّ إِسْبَالَ الْإِزَارِ مِنَ الْمَخِيلَةِ، وَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ،
  • احفظ لسانك واضبط كلامك: “وَلَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا، فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ أَحَدًا، وَلَا شَاةً، وَلَا بَعِيرًا”.