Posted on Leave a comment

ميزان المسلم في دنياه – خطبة جمعة

لفضيلة الشيخ: على بن مسعود

الخطبة الأولى:

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشداً، وصلى الله وسلم وبارك على حبيب قلوبنا سيدنا محمدٍ وآله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، وعلينا معهم يا رب العالمين.

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أرسَلَهُ ربُّه تبارك وتعالى بين يدَيِ الساعةِ بشيراً ونذيراً، فأدّى الأمانةَ، وبلّغ الرسالةَ، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، بأبي هو أمي، صلوات ربي وسلامه عليه.

أما بعد،

أيها الإخوة المؤمنون،

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: “انْظُرُوا إِلَى مَنْ هو أَسفَلَ مِنْكُمْ، وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوقَكُم؛ فهُوَ أَجْدَرُ أَن لا تَزْدَرُوا نعمةَ اللَّه عَلَيْكُمْ”، أي: أن لا تحتَقِروا نعمة الله عليكم، هذا الحديث رواه الشيخان، الإمامان الجليلان، البخاريُّ ومسلمٌ في صحيحيهما، وهذه رواية الإمام مسلمٍ.

وأما عند البخاري، عن أبي هريرة أيضاً: “إِذا نَظَر أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عليهِ في المالِ وَالخَلْقِ، (يعني في القوة والجسد) فلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُ”.

هذا يأتي في إطار تصحيح المفاهيم لنظرة الإنسان المؤمن، وميزانه الذي يزن به الأمور على وجه صحيح، ففي أمور الدنيا، ينظرُ الإنسانُ إلى مَن هو أسفلُ منه في مستوى المعيشة، ومستوى المكسب، ومستوى السكن، ومستوى ظروف الحياة، فإذا كان عندك عملٌ، هناك من ليس لديه عمل وعنده عائلة وأولاد، وإذا عندك مُرتّبٌ – ربما في نظرك – يسير، فهناك من هو أدنى منك في مرتبه، أو ليس عنده مرتب مستقر، إذا كان عندك زوجة وأولاد، أو أنت في الطريق إلى ذلك، فهناك من لا يطمع في ذلك، وقد بلغ من العمر عِتِيًّا، وهكذا في أمور الجسد، في أمور الصحة، لا ينظر الإنسان إلى المظاهر الخدّاعة، إلى ما يُسوَّق في وسائل الدعاية والمتاجرة بأجساد الناس، وبمفاهيم الناس، ولكن انظر إلى من هو دونك في نعمة الجسد، وفي نعمة الصحة، إذا كان عندك قدمان تَأتيانِ بك إلى المسجد، وتُقِيمانك في الصف، ولك ظهرٌ سليمٌ، تركع لله، وتسجد بين يديه، وتناجيه، فانظر إلى من ليس عنده قدمان، وانظر إلى من ليس عنده صحة تُقِيمُه في الصف، وانظر إلى من يُقِيم في سريره سنواتٍ طويلةً، يُصلِّي في السرير، ويأكلُ في السرير، وينام ويقوم في السرير، لا يرى مِن دنياه إلا سقفَ غرفتِه، في بيتِهِ، أو في مستشفاه.

هذا الميزان الذي يجعل نظرَ المسلمِ يرتد إليه حسيراً، قانعاً، راضياً بنعمة الله عز وجل، إذا أطلق بصره فيما عند الناس من أموال، فيما عند الناس من مقدرة مادية، فيما عند الناس من جاهٍ، فيما عند الناس من سلطانٍ، فيما عند الناس من صحةٍ، فيما عند الناس من قوةٍ، وغير ذلك.

يرتدُّ إليه بصرُهُ، ليقول له: لا، انظر إلى من هو دونك، فتَرجِعُ حامداً لله عز وجل، راضياً بما عند الله عز وجل، ويُروَى أن أحدَ علماءِ السلف الصالح جاءه رجلٌ يشكو قِلَّةَ المال، وكثرةَ العيالِ، وضِيقَ الحالِ، لعلّ الشيخ/ العالم يكلِّم له الأميرَ الفلانيَّ، أو الحاكم الفلانيَّ، يجعلُ له واسطة ليساعده في ماله، فقال له الإمام: أتحب أنك أعمى، وأن لكَ مئةَ ألفِ درهم؟ قال: لا، قال: أتحب أنك مقطوع اليدين، وأن لك مئة ألف درهم؟ قال: لا، قال أتحب أنك مقطوع الرجلين، ولك مئة ألف درهم؟ قال: لا، فما زال به حتى رجع الرجل قانعاً، حامداً لله عز وجل، راضياً بما قسم الله له، صابراً على ما ابتلاه الله به، فكما قال الشاعر:

ما بينَ طرفةِ عينٍ وانتباهتِها                      يُغيّرُ الله من حالٍ إلى حالِ

وهذا ما يوجهنا إليه القرآن الكريم، في مواضعَ كثيرةٍ من كتاب الله عز وجل، أن لا نُطلِق أبصارنا في أمور الدنيا والمال، وننسى، أو نحتقر نعمة الله علينا، قال تعالى كما في سروة طه: “وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه: 131]. “أزواجا منهم” يعني: أصنافاً من الناس، مش زوج وزوجته، أنواعاً من الناس، منهم المؤمن، منهم الكافر، منهم الغافل، منهم غير الغافل، منهم الصحيح، منهم القوي.

وضرب لنا القرآنُ العظيمُ أعظمَ قصةٍ في طغيان المال، وفي قوة المال، وفي زواج المال مع السلطة، وهذا هو الحادث والشائع في كل عصر، وهي قصة قارون، قارونُ هذا كما تعلمون هو ليس من قوم فرعون، هو من بني إسرائيل بالأساس، من قوم سيدنا موسى عليه السلام، لكنه بماله انضمّ إلى الفئة الباغية، إلى جند فرعون، وإلى حاشية فرعون، فكان مَضرِبَ مثلٍ لطغيان المال، كما كان فرعونُ مَضرِبَ مثلٍ لطغيانِ السياسة والسلطة، والجاه والجبروت، ويقصُّ علينا القرآن قصة هَلاكِهِ، وذهاب جميع أمواله، حتى لم يبق منها شيءٌ لوارثٍ، وتَبَدُّلَ نظرةِ الناسِ الذين كانت شهوتُهم في ماله، وفي ما عنده من أموال عظيمة.

قال تعالى: “فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ” كما ترى اليوم، أصحاب السلطة والجاه، والأموال، والسيارات الفاخرة، والمرافقة الطويلة العريضة، وإغلاق الشوارع من أولها إلى آخرها، ليمر البيه الفلاني، أو الملك الفلاني، أو الرئيس الفلاني، أو الوزير، أو الغني، أو الثري، أو صاحب السلطة الفلاني، فتُعطَّلُ أحوال الناس، ليمرَّ موكبُ شخصٍ – ربما – لا يساوي عند الله جناح بعوضة.

قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79)

كما نتمنى نحن اليوم حال الملياردير الفلاني، أو المليونير الفلاني، أو الفنان، أو الرياضي الفلاني، الذي يسبح في بحر من الأموال، فنتمنى ربما، وتشتهي النفس ذلك، “يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ“،

ويأتي الجواب من الفئة المؤمنة: “وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ: وَيْلَكُمْ” أي: انتبهوا، هذه عبارة تنبيه، “ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ (80)،

ثم يأتي الجواب الإلهي: “فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ” يعني مش هو فقط، كل الزينة، والهيلمان، والأموال، والدار، والخزائن، كلها ذهبت معه إلى باطن الأرض، “فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ” (81)

ثم يرجع بنا الخطاب القرآني إلى تلك الفئة المنبهرة بمال قارون، وسلطان قارون، وأُبَّهَةِ قارونَ: “وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ“، “يبسط” يعني: يُوسِّع، و”يقدر” يعني: يُضيّق، فالله سبحانه وتعالى يعطي المال لمن يشاء، ويقدر على من يشاء، “لَوْلا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82)

فرَجَعَتْ إليهم العِبرةُ، وأنّ الله سبحانه بِصرْفِ ذلك الثراءِ الفاحشِ عنهم صَرَفَ عنهم طغيانَ قارونَ، وهلاكَ قارونَ، وكم من قارونٍ يَخسِفُ اللهُ به الأرض في زماننا خسفاً معنويًّا، بضياعِ جاهِهِ، بفسادِ أخلاقِهِ، وأخلاق أبنائه وبناته وزوجاته، وتَفرُّقِ مالِهِ حسراتٍ عليه بعد موته.

ثم يختم السياق القرآني بقول الله تبارك وتعالى: “تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ” الحياة الحقيقية هي هناك، بعد الموت، فالخلود الحقيقي، والنعيم الحقيقي هناك، لذلك قال: “تلك” مش: هذه، “تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)” [القصص].

اللهم اجعلنا من المتقين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه، يا فوز المستغفرين،

الخطبة الثانية:

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وآله وصحبه ومَن وَفَى،

في المقابل، هناك كِفَّةٌ أخرى من كِفّتَيِ الميزان، وهي أن المؤمن ينظر إلى من فُضِّل عليه في طاعة الله، أنت إنسانٌ مؤمنٌ، محافظٌ على الصلوات الخمس، تصلي على الأقل مرة أو مرتين في اليوم في المسجد، تحافظ على السُّننِ، على النوافلِ، لا تنظر إلى من يصلي من الجمعة إلى الجمعة، ومن رمضان إلى رمضان، لا، انظر إلى من هو فوقك في أمور الدين، انظر إلى من هو أكثر اجتهاداً منك، أكثرُ أخذاً للقرآن منك، أكثرُ حرصاً على مجالس العلم منك، أكثرُ إنفاقاً بالليل والنهار، ولو بالجزء القليل من المال، ليس بالضرورة أن تكون غنيًّا حتى تنفق، ولو باليسير من المال، أكثرُ أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر منك، أكثر خدمة للمسلمين، ولضعاف المسلمين، وخدمة لبيوت الله مثل هؤلاء الإخوة جزاهم الله خيرا.

ففي أمور الدنيا، انظر إلى من هو أسفلُ منك، وفي أمور الآخرة، انظر إلى من هو خيرٌ منك، اقرأ في سِيَرِ الصالحين، إذا لم يكن أمامك، في حياتك، في مسجدك، فيمن تعرف، قُدوةٌ حقيقيّةٌ ربما، حتى نحن الأئمة حالَتُنا تعبانة !!، لكن اقرأ في سِيَر السلف الصالح، في اجتهادهم في طلب العلم، حرصهم على طاعة الله عز وجل، اجتهادهم في العبادة، وَصْلِهُمُ الّليلَ بالنهارِ في عملٍ دَؤُوبٍ صالحٍ، فهذا هو الميزان الذي يعدل به الإنسان سيره نحو الله سبحانه وتعالى.

جعلنا الله تعالى وإياكم ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسَنَهُ،

اللهم صلِّ وسلم وبارك على حبيب قلوبنا سيدنا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، واستر عيوبنا، وتجاوز عن سيئاتنا، وألف على الخير قلوبنا، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنّا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير، اللهم يا رب أخرج حُبَّ الدنيا من قلوبنا، اللهم اجعل حُبَّكَ وحبَّ نبيِّكَ وحبَّ دينِكَ أحبَّ إلينا من أهلنا وأنفسنا والناس أجمعين، اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه، واجعلنا من خيرة عبادك الصالحين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ومشايخنا، وإخواننا وأخواتنا، وجميع أصحاب الحقوق علينا، وكل من أوصانا بالدعاء، اللهم يا رب آت كلَّ واحدٍ منا سُؤْلَهُ، وبلغنا مما يرضيك زادنا، واجعل عليك توكلنا واعتمادنا، ولا تجعل إلى النار مصيرنا ومآلنا، واجعل الجنة هي دارنا، مولانا رب العالمين، اللهم يا رب كن لإخواننا المرابطين المستضعفين في بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس، اللهم انصرهم على من عاداهم، اللهم ثبتهم في رباطهم، وبُثَّ الوَهَنَ في قلوب أعدائهم، وانصرهم على من عاداهم،

ربنا آتنا في لدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

وصل الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم

Posted on Leave a comment

ربح البيع يا أليخندرينا

سبحان الله، ليست العبرة بما أكثرت من أعمال، وما قيل فيك من مدح و أقوال، عندما يريد الله بك خيرا يسوقك إليه كيف ما يشاء، وقت ما يشاء، يذلل لك سبل الهداية والخير من حيث لا تدري، ويلفّك برداء عفوه وستره من حيث لا تحتسب..
فالقناعة في الله حرمان.
فلا نضع لطمعنا في الله حدود، ولا نزهد في سؤاله الهداية لعباده للمؤمنين و الكافرين..
كيف لا… وقطرة من فيض جوده تملأ الكون ريّا… ونظرة بعين رضاه تجعل الكافر وليّا..
بلغنا وفاة أختنا في الله الإسبانية المايورقية «من جزيرة مايورقة Mallorca»
رحمة الله على أليخندرينا كاسيريس آلونسو التي توفيت الأسبوع الماضي عن عمر ناهز «100سنة» وهي من مواليد «1921م».
أختنا أليخندرينا أسلمت في مسجد مايورقا مع إبنها خوان وسمّت نفسها مريم و ابنها ذو 61 سنة سمته يونس، أسلما في مطلع 2019 وكان عمرها فوق «98 سنة» ..
إنها أكبر امرأة تعتنق دين الله تعالى في إسبانيا، بعد «98 سنة» على غير دين الإسلام… وبعد سنة و نصف فاضت روحها إلى خالقها.
مريم، كانت تنال حبّ جيرانها وكل من يعرفها في حيّ يوكماجور بمايورقا، وكانت صاحبة خلق و سماحة وحبّ شديد لمعرفة الله و رسالته، فأدركها الله بجميل لطفه في آخر سنة ونصف من حياتها.
لا نيأس من دعوة الناس إلى الله، ولا نهن ولا نستسلم في تعريف الخلق بالخالق بكل ما أوتينا من حكمة وعلم وبصيرة وحسن خلق… فالهداية لها آجال و أسباب ونصيب..
رحمة الله الواسعة على مريم
اللهم اقبلها عندك بقبول حسن
اللهم استعملنا في هداية خلقك واجعلنا هداة مهديين
دفنت مريم أليخندرينا يوم «2 مايو» بمقبرة المسلمين بمايورقا وصلى عليها المسلمون ودعوا لها بالمغفرة والرحمة.

Posted on Leave a comment

ولاء المسلم في البلاد الأوروبية

الولاء رباط وثيق، يربط الإنسان بعلاقة خاصة ووشيجة حميمة، تنشأ عنها التزامات وحقوق وواجبات، وهذه العلاقة ذات أوجه مختلفة، وأبعاد متعددة: فالولاء قد يكون للعقيدة. وقد يكون للنسب والقوم. وقد يكون بالعهد والعقد. وقد أشار القرآن والسنة إلى هذه المعاني جميعاً.

وأعلى هذه الولاءات منزلة الولاء للعقيدة الذي يدخل فيه الإيمان بأركانه، وما يترتب على ذلك من ممارسة الشعائر، والالتزام بالأخلاق الفاضلة. وهذا الولاء لا يتناقض مع الولاء للوطن الذي يرتبط معه الإنسان بعقد المواطنة، فيدافع عن حوزته ضد أي اعتداء

المصدر: المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث.

Posted on Leave a comment

كتاب: الإمام في الواقع الأوروبي – دليل إرشادي في التواصل مع الجمهور والحضور في المجتمع والإطلالات الإعلامية

يسر المجلس الأوروبي للأئمة أن يقدم لكم أحدث إصداراته:
«كتاب: الإمام في الواقع الأوروبي»
أحدث إصدارات المجلس الأوروبي للأئمة ..
والدليل الأول في مضمونه للأئمة والعلماء والدعاة في أوروبا..

كتاب: الإمام في الواقع الأوروبي
دليل إرشادي للأئمة والدعاة في التواصل مع الجمهور والحضور في المجتمع والإطلالات الإعلامية

تقرؤون فيه:
» مكانة الإمام وحضوره ومسؤوليّاته
» العناية بالعلاقات العامّة والمُخاطَبة وكيفيّاتها
» العناية بالخطاب ومضامينه ومراعاة أحوال الجمهور
» ضوابط والتزامات في الرعاية والإرشاد والدعم والوساطة
» التطوير المستمرّ للجدارة الذاتية ومهارات التواصل
» المضامين والتصريحات السياسية
» إرشادات وتنبيهات عامّة بشأن الإطلالات الإعلامية
» الاستعداد للإطلالات الإعلامية والمقابلات الصحفية
» التعامل مع الأسئلة خلال المقابلات الصحفية والإطلالات الإعلامية

للقراءة والتنزيل
http://bit.ly/Bookofimams2021

Posted on Leave a comment

بيان بشأن العمل الإرهابي الذي استهدف عائلة مسلمة آمنة في لندن / كندا

صرح مجلس مسلمي أوروبا أن العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف عائلة مسلمة آمنة في لندن، أونتاريو بـ كندا، وأسفر عن قتل أربعة من أفرادها دهسا وجرح آخر، يدلّ مرّة أخرى على خطر التطرّف اليميني وما يحمله من كراهية وعداء للمسلمين.

وأشار المجلس إلى أنه لابد من يقظة ضمير وإجراءات في حجم هذا الخطر الذي يتهدد التعايش المجتمعي. لابد من الأفعال لا الأقوال فقط.

كما قدم مجلس مسلمي أوروبا التعازي الحارة لأهالي ضحايا الكراهية والعنصرية والتضامن الكامل مع مسلمي كندا في هذا الظرف العصيب.

وبدوره، يطالب المجلس الأوروبي للأئمة كافة الدول باتخاذ إجراءات حاسمة ضد مروجي الكراهية والعنف والتطرف، لوقف جرائم الكراهية والعنصرية التي تستهدف الإنسانية بشكل عام والمسلمين بشكل خاص.

Posted on Leave a comment

الضغوط الحياتية وكيف عالجها القرآن والسنة

الضغوط/ “حالة نفسية ـ ذهنية ـ وجسمية. تنتاب الإنسان عند حدث ما قد يزول وقد يستمر”.

مهمات:

1- “الخوف من المستقبل والحزن على الماضي، “الشيطان يعدكم   الفقر”، “لكيلا تأسوا”.

2- السلف والضغوط، ” الأسرة ـ الزبير 18، عمر، 14، علي 31، أبو بكر 6، عثمان 9″ فلماذا قلت ضغوطهم أو لم تكن تقعدهم؟

3- 75% من أمراض العصر، يسمى طاعون العصر 4. دراسة، 5000 كلمة في اليوم منها 77% سلبي  

أسباب الضغوط: “الوقت، المال، الأسرة، المنافسة، الخوف، العمل …إلخ”

ماذا تصنع الضغوط بنا؟

1- عامل مهم لضياع كثير من الأسر المسلمة وخاصة هنا ويكون أسرع الحلول أسوئها المفارقة.

2- العزوف والانشغال المستمر عن مجالس الخير وشهود الجماعات واللحمة المطلوبة.

3- تعلمنا لغة الأعذار واستحسانها في حياتنا بل وتجعلنا مقيدين بها دائما.

4- تبعد المسلم الأوروبي عن الاندماج الحقيقي البنّاء في مجتمعه والدليل قلة المشاركة الحزبية والسياسية أو الجمعيات الاجتماعية أو غيرها وهذا بدأ يظهر ضرره ويتضح مآله.

5- للأسف يجعله عرضه لأمراض جسدية ونفسية خطيرة من الضغط والسكر وأمراض القلب ومنها إلى أمراض نفسية الاكتئاب، والإحباط … إلخ.

6- كثير مما يتعالجون منه يتلمس العلاج الكيميائي أو النفسي ونحن لا نقلل منه لكنه يتناسى العلاج الروحي الإلهي وهو أعظم أثرا وأعلى تأثيرا.

صوره: (كثير الشجار ـ غير واثق ـ غير حاسم للأمور ـ يلقي باللوم على الآخرين ـ تفكيره غير منظم ـ يفتقد إلى الإرادة القوية ـ غير راض عن نفسه ـ يحتقر نفسه ـ الشعور بالدونية دائما ـ ليس له أهداف ـ لا يشعر بجمال الحياة ـ حاسد باستمرار … إلخ)

كيف عالج القرآن والسنة الضغوط.

1- لا للمقارنات الدنيوية انشغل بنفسك “نحن قسمنا بينهم” “والله فضل بعضكم” ” كل نفس بما كسبت رهينة” “قارون وقومه”.

ت/ هر، “من حسن إسلام المرء”… خزيمة/ هر “ما تقول في الصلاة، اتشهد” … ” خ/ هر: “دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة ” م/ خ  ابن عمرو: “قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه”…عمر/ رحم الله امرئ عرف قدر نفسه” سر من أسرار  الفاتحة .

2- الإيجابية الدائمة في الأشياء “فقد شيء ـ فوات ـ ابتلاء ـ أولاد، مال، عمل” “وعسى أن تكرهوا شيئا …” أم موسى، الخضر مع موسى.

ت/ جابر ” ما لي أراك مهموما …”عمر في الابتلاء ثلاثة تستوجب الحمد، (عبد الله بن أم مكتوم) العمى، الفراق، فقد الولد … إلخ.

كله خير كلمة سمعناها كثيرا من آبائنا …

3- إحياء فقه الخلوة مع الله “السنن المهجورة”  الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم

وفيه عدة وظائف وضعت له (المسجد وروحانيته، والقرآن ومفعوله، التفكر وعبادته، الدعاء وأثره، والاعتكاف وجماله، والبكاء وفوائده) خ/ “حبب إليه الخلاء” “ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه” “أبو تراب” “أبو أمامه”

قال الغزالي: “وأما الخلوة ففائدتها دفع الشواغل “…. أصبح هذا الآن رياضات وأنواع علاج” اليوجا، الكور، السياحة الجبيلة”

خطوات الخلوة العلاجية 
مدة جلسة الخلوة العلاجية تتراوح بين 10 و30 دقيقة يوميا ولمدة 3 شهور على الأقل. الخطوة الأولى: “الخروج من الدوامة” تهدف هذه الخطوة إلى:
أ- الخروج الفوري من التوتر والقلق والانفعالات غير المرغوبة بالاسترخاء والتنفس العميق ببطء. ب- طرد جميع الأفكار الانهزامية السلبية، وأى تخيل أو تصور مكروه أو مزعج أو مخيف. ج- إصدار أوامر للعقل بالتسامح والعفو، مع تكرار الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تدعو لذلك: “خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين” (الأعراف 199)… تأمل معانيها.. رددها مراراً. الخطوة الثانية: “التأمل والتشبع بالرضا”.

4- تحمل على قدر الطاقة ولا تتكلف ما لا تطيق” لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”…”عليكم من الأعمال” “ثلاث رهط” “عبد الله بن عمر بن العاص” “د/ جه ابن عباس، “من نذر نذرا …” “من حلف على يمين” أبو ذر.

5- لا تغال في اتهام نفسك وجلد ذاتك “ولا تهنوا ولا تحزنوا” “م/ أنس، ثابت بن قيس ” ” البيهقي في الدلائل عروة: “بل هم الكرار ان شاء الله” “وإذا اصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل”.

6-  يومك يومك لا تحمل هم الغد، “وما تدري نفس ماذا تكسب غدا” “ولو شاء الله لأعنتكم” “يريد الله أن يخفف عنكم” م/ “احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز”.

وكان ابن عمر يقول: “إذا امسيت فلا تنتظر الصباح … إلخ “

7- إحياء فقه التبسم والتبسط في حياتنا “وأنه هو أضحك وأبكى” “البيهقي عن خارجة، الدنيا، الآخرة الطعام أو كل هذا نحدثكم عنه” “إنك تداعبنا يا رسول الله” لا يدخل الجنة عجوز “ساعة وساعة” ليس من الفقه الوقار في البستان.

8- الصحبة الصالحة، 9- الرياضة، 10- السمر مع الأهل والأصحاب، 11- التنفس، 12- لا تكن مولعا بالحرص الزائد، 13- لا تبالغ في التضحيات، 14ـ لا تكن جادا دائما، 15ـ كفاية النوم – التخطيط الجيد والمهام اليومية – التزاور – الجلسات الإيمانية – العلاقات وطبيعتها من البداية – لا تستخف بنفسك وقدراتك – لا تعمل أكثر من عمل في وقت واحد – الدعاء المستمر – هرع إلى الصلاة – تفريغ القلب من الأحقاد الأحزان – عبادة الرضا.

Posted on Leave a comment

الجفاء وخطورته على المسلمين وخاصة في أوربا

بين يدي الموضوع:

  1. الجفاء صفة مذمومة ومظهر من مظاهر الأخلاق السيئة وتغير التركيبة المسلمة وهو غلظة الطبع، والخرق في المعاملة، وترك الرفق في الأمور، والهجر والترك.
  2. الأصل في الإنسان أنه يأنس مع غيره وينفر من طول العزلة.
  3. لا يستطيع أحد أن يسعدنا ويزعجنا أكثر من الناس الذين يحيطون بنا.
  4. الانخراط في الحياة المادية والانشغال بالاكتساب يغير نمط الناس ويعيق تواصلهم المحمود.

الجفاء في القرآن الكريم والسنة النبوية.

– ” فبما رحمة من الله لنت لهم” “ثم قست قوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة”

“فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية” “فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان” “أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه”

– “وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا ألا ملجأ من الله إلا إليه”

– ومن السنة

أهل الجفاء في النار: أخرج البخاري في الأدب “عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ»

وهو مما انتفى عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم الطبراني والبغوي عن هند بن بأبي هالة  ” كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَاصِلَ الْأَحْزَانِ، طويل الْفِكْرةِ، لَيْسَ لَهُ رَاحَةٌ لَا يَتَكَلَّمُ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ، طَوِيلَ السُّكُوتِ، يُفْتَحُ ْكَلَامهَ وَيَخْتِمُهُ بِأَشْدَاقِهِ يَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، فَضْلٌ لَا فُضُولَ وَلَا تَقْصِيرَ، دَمْثٌ لَيْسَ بِالْجَافِي وَلَا الْمُهِينِ يُعَظِّمُ النِّعْمَةَ، وَإِنْ دَقَّتْ، لَا يَذُمُّ مِنْهَا شَيْئًا لَا يَذُمُّ ذَوَاقًا وَلَا يَمْدَحُهُ”

ذم التجافي عن القرآن: أحمد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “اقْرَءُوا الْقُرْآنَ، وَلَا تَغْلُوا فِيهِ، وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ، وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ، وَلَا تَسْتَكْثِرُوا بِهِ”

وغير المجافي في القرآن مكرم من ربه: “د/عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن من إجلالِ الله إكرامَ ذي الشيبَةِ المسلمِ، وحاملِ القُرآنِ غيرِ الغالي فيه والجافي عنه، وإكرَامَ ذي السُّلطَانِ المُقْسِطِ”

وقد وعظ السلف من عدم مجالسة أهل التجافي: “أبو نعيم في الحلية عن سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ السَّلِيمِيِّ: “وَإِيَّاكَ وَمَا يُفْسِدُ عَلَيْكَ دِينَكَ، فَإِنَّمَا يُفْسِدُ عَلَيْكَ دِينَكَ مُجَالَسَةُ ذَوِي الْأَلْسُنِ الْمُكْثِرِينَ لِلْكَلَامِ، وَإِيَّاكَ وَمَا يُفْسِدُ عَلَيْكَ مَعِيشَتَكَ،  فَإِنَّمَا يُفْسِدُ عَلَيْكَ مَعِيشَتَكَ أَهْلُ الْحِرْصِ وَأَهْلُ الشَّهَوَاتِ، وَمُجَالَسَةَ أَهْلِ الْجَفَاءِ”

صور الجفاء بين الناس

“عدم السؤال – عدم الاتصال والتواصل – الانشغال المستمر – تقديم البعيد على القريب وتلبية أمره – خدمة الغريب على ذوي القربى والأصحاب – التغيير في المعاملة من الحسن للسوء – عدم تقديم العون عند طلبه – عدم انجاز ما وعدت به – المقابلة بالتعبيس والنفور – الخلف في الوعد”

وأمثلته:

  1. الجفاء بين الزوجين بالانشغال وعدم المعاهدة والاهتمام.
  2. الجفاء بين الأبناء والآباء لعدم تحمل المسؤولية ومصاحبتهم أو الاقتصار على طلب العيش الرغيد لهم.
  3. الجفاء بين الأصحاب والأصدقاء وسببه الأساسي المواقف المؤلمة، أو الألفة الزائدة، أو عدم وجود المنفعة، أو الاستغناء بغيره عنه، أو الاكتساب الدائم المبني على استفراغ الوقت …إلخ.
  4. الجفاء بين أبناء الجالية الواحدة المسلمة وبين أبنا المسجد الواحد والمدينة الواحدة مما يكون تأثيره السلبي كبيرا على الأفراد.
  5. الجفاء بين المسلمين هنا وبين مراكزهم الإسلامية وسببه النفرة أو عدم وجود الوقت، او عدم تقديم الجديد، أو الانشغال بالأولاد والأعمال …. إلخ.

عند ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود “ قَالَ: «مِنَ الْجَفَاءِ أَنْ تَسْمَعَ الْأَذَانَ، ثُمَّ لَا تَقُولُ مِثْلَ مَا يَقُولُ»

  • الجفاء بين المسلم ووطنه الذي قدم منه أو أهله الذين فيه وسببه الأوضاع السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو غياب النزول والاتصال.

أسباب الجفاء بين الناس.

  1. البعد الإيماني والأخلاقي

البخاري عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: «بِئْسَ أَخُو العَشِيرَةِ، وَبِئْسَ ابْنُ العَشِيرَةِ» فَلَمَّا جَلَسَ تَطَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حِينَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ تَطَلَّقْتَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَائِشَةُ، مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ»

  • العزلة والاغتراب وعدم التواصل.
  • الترمذي وأحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَنْ سَكَنَ البَادِيَةَ جَفَا، وَمَنْ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ، وَمَنْ أَتَى أَبْوَابَ السُّلْطَانِ افْتَتَنَ”.
  • أبو نعيم في حلية الأولياء قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ فَقَالَتْ: «أَجَلْ وَاللهِ لَقَدْ سَبَقْتُمُونَا بِالْهِجْرَةِ وَكُنَّا عِنْدَ الْجُفَاةِ الْعُدَاةِ وَكُنْتُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُ جَاهِلَكُمْ وَيُفَقِّهُ عَالِمَكُمْ وَيَأْمُرُكُمْ بِمَعَالِي الْأَخْلَاقِ».
  • كثرة الثراء والغنى أو النعم المنسية
  • البخاري: “عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مِنْ هَا هُنَا جَاءَتِ الفِتَنُ، نَحْوَ المَشْرِقِ، وَالجَفَاءُ وَغِلَظُ القُلُوبِ فِي الفَدَّادِينَ أَهْلِ الوَبَرِ، عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الإِبِلِ وَالبَقَرِ، فِي رَبِيعَةَ، وَمُضَرَ».
  • حم/ عن عمر بن الخطاب حديث جبريل فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: “مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا، إِذَا وَلَدَتِ الْأَمَةُ رَبَّهَا، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا كَانَتِ الْعُرَاةُ الْحُفَاةُ ـ الجفاة ـ  رُءُوسَ النَّاسِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رِعَاءُ الْبَهْمِ فِي الْبُنْيَانِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللهُ “، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

عواقبه “قسوة القلب وغلظته – دنو الشيطان منه وأصحاب السوء – نفرة الإخوان منه وعدم الاقتراب – عدم وجود العون والمساعدة وقت الاحتياج – الوحشة والأخلاق السيئة”.

كيف نتخلص من الجفاء في حديث واحد

  • أحمد / عَنْ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْتَبٍ بِشَمْلَةٍ لَهُ، وَقَدْ وَقَعَ هُدْبُهَا عَلَى قَدَمَيْهِ، فَقُلْتُ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟، أَوْ رَسُولُ اللهِ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى نَفْسِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، وَفِيَّ جَفَاؤُهُمْ فَأَوْصِنِي، فَقَالَ: “
  • لا لتحقير المعروف مهما صغر “لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَوَجْهُكَ مُنْبَسِطٌ، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي،
  • الإحسان لمن أساء: “وَإِنْ امْرُؤٌ شَتَمَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلَا تَشْتُمْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ لَكَ أَجْرُهُ، وَعَلَيْهِ وِزْرُهُ،
  • لا للتفاخر والغرور: “وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ، فَإِنَّ إِسْبَالَ الْإِزَارِ مِنَ الْمَخِيلَةِ، وَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ،
  • احفظ لسانك واضبط كلامك: “وَلَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا، فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ أَحَدًا، وَلَا شَاةً، وَلَا بَعِيرًا”.
Posted on Leave a comment

فتوى بخصوص موافقة المرأة في عقود الزواج

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن عقد الزواج من أعظم العقود وأوثقها، قال تعالى: (وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا).[].
وهو شراكة حياة بين طرفين يُفترض أن تكون دائمة في حُلوِ الحياة ومُرِّها؛ ولذلك كان أساسه الإيجاب والقبول، وهو موافقة الطرفين واختيارهما من غير إكراه أو إجبار.
والإسلام الذي قرّرت نصوصه عدم الإكراه في الدين لقول تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ).[البقرة:256] أولى به أن نَفهم أنه لا يقرُّ الإكراه في الزواج، وهذا ما أكَّد عليه النبي صلى الله عليه وسلّم؛ حين جاءته فتاة تشتكي إجبار أبيها لها على الزواج من ابن أخيه.. فقد ورد عن بُرَيْدَةَ بن الحصيب قال: جَاءَتْ فَتَاةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : إِنَّ أَبِي زَوَّجَنِي ابْنَ أَخِيهِ لِيَرْفَعَ بِي خَسِيسَتَهُ – يعني ليرفع قدره ومكانته – فَجَعَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الْأَمْرَ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ: قَدْ أَجَزْتُ مَا صَنَعَ أَبِي، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ تَعْلَمَ النِّسَاءُ أَنْ لَيْسَ إِلَى الْآبَاءِ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ. رواه ابن ماجه (1874).
وهنا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم ردَّ الأمر كله إلى الفتاة، وأن الفتاة لم يكن لها من اعتراض على الزوج المقترح سوى اعتراضها على عدم مشاورة أبيها لها، وكان احتجاجها وشكواها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليس إلا لبيان المسألة دفاعاً عن حقِّها وعن حقوق النساء عموماً، وللتفريق بين ما هو من عادات الجاهلية وما هو من دين الإسلام.
ومعلوم أنه لم يكن للمرأة في الجاهلية رأيٌ وقولٌ يُعتدّ به، لا في زواجها، ولا في سائر شؤونها، وجاء تصرُّف أبيها بناءً على ما اعتاده قبل الإسلام.
بل كان الأمر كذلك في معظم المجتمعات الإنسانية؛ حيث كانت المرأة تتعرض للاضطهاد والتهميش.. وهنا نجد كيف جاء جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم صارماً وحاسماً، في زمن كان مثل هذا الأمر غريباً على ثقافة الناس وعاداتهم. وبالتالي أصَّل النبي صلى الله عليه وسلم حرية المرأة في اختيار الزوج، ثم أكَّده في أكثر من حديث ومناسبة.
فعن خنساء بنت خدام الأنصارية، أن أباها زوجها، وهي ثيب، فكرهت ذلك، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرد نكاحه – أي أبطل هذا الزواج -.

ولقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ). رواه البخاري (6968)، ومسلم (1419).

ويتأكد من هذه الأحاديث وغيرها أنه لا يجوز بحال إجبار البنت على الزواج من شخص لا تريده، ولا يصح عقد دون موافقتها، وهو ما أقرَّه المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث في قرار (4/14)، كما لا يصح إجبار الابن على الزواج بمن لا يرغب بها.. وهذا كله لا يمنع الحق في إبداء الرأي والنصح من قبل الآباء لأبنائهم وبناتهم، حتى يتم التوافق والرضا لدى الجميع لما في ذلك من أثر على استقرار العلاقة وديمومتها.

ونوصي عموم المسلمين أن يجتهدوا في التحرّي في أحكام الإسلام، وعدم الخلط بينها وبين الأعراف والتقاليد.
والله ولي التوفيق

الجمعية الإسلامية الإيطالية للأئمة والمرشدين
فيرونا. إيطاليا
03/06/2021