Posted on Leave a comment

فتاوى الأقليات المسلمة مع الشيخ سالم الشيخي على «قناة ق»

ي لقاء متلفز مع فضيلة الشيخ/ سالم الشيخي على «قناة ق» الفضائية، تناول الشيخ/ سالم الشيخي: دور المسلمون في نصرة إخوانهم في فلسطين، ودواعي وأسباب دعم القضيّة الفلسطينية، ولماذا يجب أن ينتفض المسلمون لأجل المسجد الأقصى؟

وأشار الشيخ إلى مسئولية المسلمون في الغرب تجاه المسجد الأقصى وقضيّة فلسطين، وماذا تقتضي هذه المسئولية؟ والحكم الشرعي في مناصرة الأقليّات المسلمة في أوروبا لأهل فلسطين وهم يعيشون في بلاد تعتبر دولة الاحتلال دولة صديقة!

لمتابعة اللقاء يُرجى مشاهدة الفيديو ..

Posted on Leave a comment

حقيقة نصر القدس وتجليّاته

يقول الحق تبارك وتعالى {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران:160]

يقول العلامة ابن عاشور ليس المراد من هذا ظاهر الإخبار “فإن مثل هذا المعنى محقّق في جانب الله لا يجهله معترف بإلوهيته، مؤمن بوحدانيته، وهل بعد اعتقاد نفي الشريك عن الله في ملكه مجال لاعتقاد وجود ممانع له في إرادته؟”.
ويذهب ابن عاشور إلى أن في هذه الآية تسلية المؤمنين، و”تنبيه إلى أن نصر الله قوما في بعض الأيام، وخذله إياهم في بعضها، لا يكون إلا لحِكم وأسباب، فعليهم السعي في أسباب الرضا الموجب للنصر، وتجنّب أسباب السخط الموجب للخَذل”.

فالمؤمن مطالب بقراءة الدروس من تجارب النصر والهزائم “وفي التفكير في ذلك مجال واسع لمكاشفات الحقائق والعلل والأسباب والحكم والمنافع والمضار على قدر سعة التفكير في ذلك، ففي هذا الخبر العظيم إطلاق للأفكار من عقالها، وزجّ بها في مسارح العبر، ومراكض العظات، والسابقون الجياد”.

تقرر هذه الآية حقيقية سننية، طالما نغفل عنها، رغم تشبّعنا بها، ويقيننا فيها، إلا أن النفوس تركن إلى الدنيا، وكلما زاد ركونها، أُشبعت حبّا لها، فيغفل القلب والعقل عن أقرب الحقائق التي تظلّل حياته. فإرادة الله نافذة في كل وقت وحين، ومن فضله أن كتب الله على عباده المؤمنين، أن جعل نصرهم في نصره، وخذلانهم في خذله. فكلما كان سعينا في نصر الله بالتجرّد والإخلاص والصدق والتقوى والبذل، كلما قربنا من عطاء نصرنا.

فقد كُتب على هذه الأمة أن نصرها في نصر الله تعالى، ونصر الله يتحقّق بشيوع قيم الحق والعدل والحرية فينا، وتطهير بواطننا من كل قيمة إبليسية تدفعنا إلى النكوص عن طريق الله. فلا عزّة لنا إلا في هذا الطريق. ومن عجائب التاريخ أن يذكّرنا الله من حين إلى آخر بهذه الحقيقة، فتعلو النفوس لتحاذيها، وتنهل من معينها، ولكن ما إن يجذبنا النسيان إلى ناحية بعيدة عنها حتى تحلّ بنا الهزائم وتكسونا الذلّة!.

تُذكّرنا فلسطين في هذه الأوقات بهذه الحقيقة العظيمة، فما إن مال قلبها النابض، وأزالت ما ران على قلبها من درن، واتجهت إلى نصرة الله، حتى احتضنت النصر، وبنصرهم انتصرت الأمة. ياله من درس عظيم تقدّمه لنا فلسطين!. ونحن نعلم أن أفواج حفظة كتاب الله، وتقاة الله، هم من يتصدّرون قوافل العطاء، فكانت معية الله معهم أينما كانوا، وكان الله هو الذي يرمي برميهم، فأوجعوا عدوّهم كما لم يوجع من قبل.

هذه الأمة جُعل نصرها في ما تأسست عليه، ويتقوّم وجودها به، هو الدين في معناه السامي الذي يعلو على كل الألوية، وقيمه السمحة التي تنبع من الفطرة، وروحانيته المتعالية التي ترفع النفوس لتزاحم الملائكة في نقاوتها، فتحتضنهم الذات العليّة فتزيدهم من فضله، وتعطيهم في أضيق الممرات، وأحلك الأوضاع، ما لا يخطر على بال. فيأتي النصر من أضعف ما خُيّل وتوهّمنا ضعفه، ولكن الله أودع فيه من القوّة وسدّد رميه، لا تدركها الحسابات البشرية. اللهم لك الحمد والمنّة. وهذا درس جديد تُعطاه الأمة في أصعب ظروفها، فهل نلتقطه ونبني عليه، أم نضيّعه ونضيع!.

Posted on Leave a comment

رسالة إلى السادة الأئمة لدعم أهلنا في فلسطين

الحمد لله ولي المتقين وناصر المستضعفين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين. 

يتوجه المجلس الأوربي للأئمة بالشكر والامتنان لكل من ساهم في حملة التضامن الأوروبية مع أهلنا في فلسطين، للتنديد بالمجازر الصهيونية والانتهاكات العنصرية التي تمارسها القوات الإسرائيلية وقطعان المستوطنين على أرواح الفلسطينيين ومقدساتهم وممتلكاتهم، وبخاصة التطهير العرقي في حي الشيخ جراح وتدنيس المسجد الأقصى الشريف والعدوان الغاشم الأخير على غزة وأهلها.

فقد حفلت كل العواصم الأوربية تقريباّ بمظاهر الاحتجاج والتنديد، في شكل مظاهرات وكتابات وحوارات ومساعدات، مما أقض مضاجع الدوائر الصهيونية وفتح عيون كثير من المنصفين على عدالة القضية الفلسطينية. 

ومما يبشر في حملة الدعم الأخيرة:

  • تنوع المناشط والفعاليات الرافضة للعدوان وتوسعها.
  • مشاركة كثير من الأوروبيين في هذه الفعاليات.
  • انخراط الشباب المسلم وتقدمهم الصفوف في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.    
  • تزعزع التوجه الرسمي الأوروبي التقليدي المؤيد للكيان الصهيوني، وتعرضه إلى إرباكات عديدة على المستوى الإعلامي والمؤسساتي.
  • بروز أصوات منصفة في الدوائر الأوربية الرسمية، تدعو إلى التوازن ومراعاة الحقوق الفلسطينية.  

والمجلس الأوربي للأئمة، إذ يبارك كل هذه التحركات ويدعو إلى تكثيفها، فإنه يذكر أعضاءه وكل مناصري العدالة والحرية، بالمسائل التالية:

توجيهات عامة:

أولاً؛ الاستمرار في دعم القضية الفلسطينية واعتماد آليات ثابتة في التعريف بحقوق الشعب الفلسطيني وفضح الممارسات العنصرية الصهيونية.  

ثانياً؛ اعتماد البناء المؤسساتي لخدمة القضية الفلسطينية، عبر إنشاء جمعيات قانونية في مجالات الإغاثة والإعلام وحقوق الإنسان.

ثالثاً؛ توفير المواد الإعلامية والدراسات العلمية المتعلقة بأبعاد القضية الفلسطينية وحقوق شعبها باللغات الأوربية.

رابعاً؛ الحرص على استقطاب مؤسسات المجتمع المدني الأوروبي، المتعاطفة مع القضية الفلسطينية للمشاركة في الفعاليات التضامنية.

رابعاً؛ تأهيل الشباب وتشجيعهم على حمل راية الدفاع عن الحقوق الإنسانية عامة والحقوق الفلسطينية خاصة.

خامساً؛ تكثيف التواصل مع السياسيين والإعلاميين والشخصيات المؤثرة على الساحة الأوروبية، لتبيين الحقائق وحثهم على اتخاذ مواقف منصفة.

سادساً؛ تشجيع المسلمين على المشاركة في الحياة السياسية والحقوقية الأوربية لمواجهة تأثير الدوائر الصهيونية، والانحياز الرسمي لدولة إسرائيل.  

ضوابط عامة

  1. حصر الاحتجاجات في الانتهاكات والتجاوزات الإسرائيلية على أرض فلسطين، وعدم استهداف أي فئة أو طائفة خارج هذا الإطار.
  2. تجنب أي شكل من أشكال العنف اللفظي أو العملي، أو تعطيلٍ لمصالح الناس، وعدم الانجرار وراء أي استفزاز.
  3. احترام قوانين البلاد ومراعاة التراتيب والإجراءات المعمول بها، سواءً في تنظيم الاحتجاجات أو جمع التبرعات أو أي نشاط آخر.
  4. تجنب كل ما يثير الرأي العام المحلي، ويصادم ثقافته بأي قول أو عمل أو شعار، والحرص على استعمال اللغة الرسمية في التحركات والدعايات.    
  5. عدم المبالغة في استعمال الشعارات الدينية في التحركات العامة، لأنها قد تؤدي إلى نتيجة عكسية، والتركيز على البعد القانوني الحقوقي الإنساني لقضية فلسطين.
  6. التأكيد على أن المظاهرات والاحتجاجات مجرد وسيلة للتعبير عن الرأي والتعريف بالقضية، ويجب التحلي بالفطنة والشجاعة لتجنب أو إلغاء أي منشط قد يحيد عن هذا الهدف.
  7. تجنب الانفعالات العاطفية وتحري الدقة والموضوعية في عرض القضية، واعتماد الوسائل والمناهج المستساغة في البيئة الأوروبية.

كلمة إلى إخواننا الأئمة

لا يخفى ما للأئمة من دور محوري في خدمة قضايا الأمة ونصرة المستضعفين ودعم قضايا التحرر، حيث تتطلع إليهم أنظار المسلمين في كل مكان لما لهم من المكانة والريادة في التوجيه.

لذلك ننبه إخواننا الأئمة إلى النقاط التالية:

  • تخصيص خطبة الجمعة والدروس في هذه الفترة لبيان الأبعاد الدينية الإسلامية للقضية الفلسطينية، وحث المسلمين على نصرتها ودعمها، وبيان الضوابط والمحاذير المتعلقة بذلك.
  • تذكير المسلمين بأهمية الصدقات للفلسطينيين والدعاء لهم بأن يخفف الله عنهم وينصرهم ويجعل لهم فرجاً ومخرجاً.
  • قنوت النوازل في الصلوات.
  • مد جسور التواصل مع الهيئات الدينية المحلية – إن أمكن – لاتخاذ موقف مشترك ضد العدوان الإسرائيلي.

أخيراً

قد يتجدد العدوان، ولكن الاحتلال الإسرائيلي للأقصى والأراضي الفلسطينية، والحصار اللاإنساني على شعب غزة منذ خمسة عشر عاماً لم يزول، لذلك نهيب بأصحاب النفوس الأبية والضمائر الحرة أن يبقوا قضية الشعب الفلسطيني المظلوم حية في نفوسهم، وأن يعملوا لها بمنهج ثابت وسعي دائم، مع ضرورة استمرار الدعم للقضيّة، وعدم جعله موسميًا.

وذلك واجب فرضه علينا الإسلام في نصرة المستضعفين ورد الظالمين عموما، فما بالك إذا كان الأمر متعلقاً بمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولى القبلتين وثاني الحرمين.

ندعو الله تعالى أن ينصر عباده الصالحين ويرفع الظلم عن المظلومين وأن يجعل لأهل فلسطين فرجا ومخرجاً، إنه قريب سميع مجيب الدعاء.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.