Posted on Leave a comment

مشروع الحملة الإيمانية العالمية حملة القانتين

مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد القانتين محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين، وبعد:
فانطلاقاً من قول الحق ﷻ: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَاب).
وقوله: (من قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ ومن قامَ بألفِ آيةٍ كتبَ منَ المقنطرينَ) أخرجه أبو داود (1398)، وابن خزيمة (1144)، وابن حبان (2572) وصححه الألباني
تطلق الجمعية الإسلامية الإيطالية للأئمة والمرشدين، وعدد من المؤسسات الإسلامية في أوروبا الحملة الإيمانية العالمية (حملة القانتين) بين يدي رمضان ترويضاً للقلوب وتهيئة للنفوس للعيش مع الشهر الكريم بروح المنافس المثابر المغتنم لأوقاته، المطرقي في درجاته وكمالاته، والمتعرض لنفحاته.
ولقد تعددت الصفات التي ميز الله تعالى بها المسلم الحق ليصبح عمله مقبولاً، وينال عظيم الثواب في الدنيا والآخرة، ومن أبرز هذه الصفات صفة (القنوت) والمداومة على الطاعات.
وإننا في زمن تمكنت فيه الغفلة، وثقلت فيه الطاعة، وكثرت فيه الشواغل، ومفسدات القلوب، وكسلت فيه النفوس عن معالي الأمور، حتى إننا لنجد الواحد منا لا يمل من قضاء ساعات مع الأجهزة ومواقع التواصل والمتابعات الهامشية، ولكنه يستثقل ويعجز أن يقف بضع دقائق بين يدي ربه يناجيه، ويسأله ما يتمنى، ويشكو إليه ما يخشى، ويسأله الثبات في وقت كثر فيها التساقط.
نستكثر ونستثقل – إن لم نستنكر- لو سمعنا من يطلب من ولده الشاب المعاصر أن يقوم الليل!!
قيام ليل في عصر التكنولوجيا؟! قيام ليل في زمن الشاشات والهواتف والألعاب والتواصل والعولمة؟!
نعم.. قيام الليل، العبادة التي أصبحت مهجورة منسية، في الزمن الذي تشهد كل المعطيات والأدلة أنها آكد ما تكون؛ ليستمد العبد الضعيف الغارق في لجج الفتن مدد الرحمن وسنده، والقيام أول عبادة كلف الله بها نبيه ومن معه، فقال سبحانه: (يَٰأَيُّهَا ٱلمُزَّمِّلُ (1) قُمِ ٱلَّيلَ إِلَّا قَلِيلٗا (2) نِّصفَهُۥٓ أَوِ ٱنقُصۡ مِنهُ قَلِيلًا (3) أَوۡ زِدۡ عَلَيهِ وَرَتِّلِ ٱلقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلقِي عَلَيۡكَ قَوۡلٗا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيلِ هِيَ أَشَدُّ وَطۡ‍ٔٗا وَأَقوَمُ قِيلًا (6) المزمل: ١ – ٦
ثم أمره الله بأن يستعين بالقيام على مصائب الدنيا ومصاعب الرسالة بالقيام أيضاً (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) الإنسان: ٢٤ – ٢٦

فدوّن اسمك في السجل الذي تختاره كل ليلة:

  • فإذا نمت ولم تقم فاسمك في سِجِلّ الغافلين.
  • وإذا قمت بعشر آيات محوت اسمك من هذا السجل.
  • وإذا قمت بمائة آية فاسمك في سجلِّ القانتين.
  • وإذا قمت بألف آية فاسمك في سجل المقنطرين.. يعني أصحاب القناطير المقنطرة، والكميات الهائلة من الأجر والثواب.

الأهداف:

  1. إحياء شعيرة القيام التي هي شرف المؤمن، ودأب الصالحين، والقُربة لرب العالمين.
  2. تشجيع الأبناء على عبادة القيام والتدرب على التذلل بين يدي الله، وحسن التقرب إليه.
  3. الاستعانة بعبادة القيام على مصائب الدنيا وفتن الحياة (إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيۡلِ هِيَ أَشَدُّ وَطۡ‍ٔٗا وَأَقۡوَمُ قِيلًا)
  4. اغتنام ساعات الإجابة في الأسحار للتضرع واللجوء إلى الله لرفع الوباء وكشف الغمة، (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا)
  5. مجاهدة النفس على اغتنام بعض الأوقات وعدم الارتهان للأجهزة الحديثة ووسائل التواصل.
  6. التخلي قبل التحلي استعدادا لرمضان، وتدريب النفوس قبله لتكن أعلى همة، وأكثر عزماً في اغتنامه.
  7. الشعور بتعانق أرواح القانتين من كل حدب وصوب، وهم يقومون لله قانتين.
  8. نطمح أن تَنْضم أفواج القانتين من أرجاء الأرض المختلفة لهذه الحملة يُعطِّرون الأرض بسجداتهم لله، ويُنِيرون الليالي بتلاواتهم لكلام الله، وتعرُج إلى الله دعواتهم فتملأ السماء.

مدة الحملة:
تمتد الحملة خلال شهري شعبان ورمضان 1442ه – 2021م

طريقة المشاركة في الحملة:

  1. أن تقوم من الليل بما تيسر لك من ركعات (بـ 100 آية) أو أكثر، فهناك بعض السور في بعض الأجزاء آياتها كثيرة وقصيرة مثل ” الأجزاء 28، 29، 30 ” (كسورة النبأ، والنازعات، وعبس) مثلاً تبلغ مجموعها 128 آية.
  2. أن تلتزم كل ليلة خلال شهري شعبان ورمضان، على أمل أن يقذف لله حب القيام في قلبك فتلازمه ولا تنساه، فعلى قدر ما معك من الأوصاف في مقامات العبودية ترتقي منازل عالية عند الله.
  3. يمكن أن تقوم الليل حسب ما يتيسر لك إما قبل الفجر وهو أفضل الأوقات، وإما قبل أن تنام، كما يمكن لمن يعملون ليلاً أن ينشغلوا بالذكر وسماع القرآن الكريم.
  4. يمكنك أن تختار 100 آية حسب المتاح لديك إما من حفظك ولو تكررت في بعض الأيام، وإما أن تقرأ من المصحف.
  5. أن تشارك في الحملة على الرابط المرفق، والذي لا يوجد فيه كتابة الاسم، وإنما تشجيعاً لغيرك.

من هم القانتون؟
قال الله تعالي في وصف القنوت: (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17) آل عمران: ١٧
تقترن صفة القنوت بالصبر والصدق مع الله عز وجل؛ فالشخص القانت هو الشخص الحريص على الاجتهاد في أداء العبادات والطاعات بدون تقصير في أوقاتها وإتقانها بحيث يجد راحته في التقرب من الله لسلامته النفسية والجسدية.
كما يشير مصطلح القانت إلى العبد المطيع، والخاضع، والمتضرع لله عز وجل، المُستغرق في الطاعات والمواظب عليها.

كيف يكون الشخص قانتا لله عز وجل

  • الالتزام بالعبادات وأداء الصلوات بخشوع، والسعي الدائم لجهاد النفس وعدم الاستسلام لوساوس الشيطان.
  • التقرب والتضرع إلى الله بالدعاء وطلب الهداية وعدم الانحراف عن الطريق المستقيم مع الدعاء بدوام الثبات على الطاعة والحق.
  • انتقاء صحبة الأخيار فالقانتون يُعينون بعضهم على الخير والاستمرار في الأعمال الصالحة، فالنفس أمارة بالسوء وقد تهزم الإنسان شهواته ” فإنَّ الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد”.
  • الحرص على تجديد التّوبة النّصوح لله تعالى، ومُجاهدة النّفس وخاصّة في قيام الليل لعظيم ثوابه، وفي الصّلاة عموماً.
  • أن يتأمل القانت معاني آيات الذكر الحكيم عند تلاوتها، واستحضار الخضوع والخشوع.
  • المواظبة على ذكر الله تعالى، مثل: الالتزام بأذكار الصّباح والمساء، حيث تجعل الإنسان مرتبطاً بالله تعالى دائم الذكر لفضله ونعمه واستشعار قربه طول الوقت.

ختاماً:
أبناءنا، بناتنا، إخواننا، أخواتنا:

هي دعوة للصغار قبل الكبار، وللشباب قبل الشيوخ، ألا يُحب أحدنا أن يُكتب عند الله في لائحة الشـرف أنه في (زمرة القانتين) “ومن قام بمائة آية كتب من القانتين”
ألا تحب أن تتصف بهذا الوصف الكريم؟!
أما تحب أن يكون لك مع الله في كل ليلة خلوة، تُلبي نداءه وهو يقول: (هل من سائلٍ فأُعطيَه، هل من داعي فأستجيبَ له، هل من تائبٍ فأتوبَ عليه، هل من مستغفِرٍ فأغفرَ له) استعن بالله وقل: (أنا يا رب، أنا يا رب)
والله ولي التوفيق.