Posted on Leave a comment

الإنسان بين تكريمه وتكليفه وحقوقه

لماذا سمي الإنسان إنساناً؟

معنى كلمة إنسان: كلمة إنسان ترجع إلى معنى (الظهور)، عكس الجن فهم مختفون.

 أو معنى آخر هو: (النسيان)، فعن ابن عباس: “إنما سمي الإنسان إنسانا؛ لأنه عهد إليه فنسي”.

ومعرفة هذه النتيجة لها دور مهم في تحديد ما يجب أن يكون الإنسان عليه، فما دام أن الظهور أصل معناه فينبغى أن يكون الظهور سمته البارزة، فيحقق هذا المعنى في نفسه وطريقته وحياته، فيكون ظاهراً في مبادئه وقيمه وأخلاقه ودينه الذي يؤمن به، فلا يستخفي، ولا يتوارى كما يتوارى الجن.

 وهناك رأي آخر، وهو أن أصل كلمة إنسان من (الأنس) وتعني الوناسة فهو الكائن الذي أنست الأرض بوجوده، وعكسها الوحشة، ومكان موحش يعني المكان الذي يخلو من الإنسان.

كرامة الإنسان :

لقد رفع اللّه تعالی قدر الإنسان في القرآن وأعلی مکانته بحیث لایطاوله في ذلك أی مخلوق من المخلوقات، وذلك ظاهر فى نواح مادية ومعنوية عديدة :

التكريم المعنوي

فمن التكريم المعنوي: خلقه الله وسواه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، ووهبه عقلاً عظيماً يتمكن به من معرفة الأسرار والظواهر، ويسيطر به على كثير من القوى والمخلوقات، ومع أن الإنسان محدود فى أعضائه وخلقته، إلا أن طاقات ضخمة أودعها الله فيه جعلته يخترق الفضاء، وينسف الجبال، وأعظم من ذلك كله معرفته ربه الذى خلقه وسواه ورفع قدره واجتباه.

ومن التكريم المعنوى للإنسان قبول توبته بعد خطئه، واستقباله بالفرح والحفاوة به إذا رجع عن ذنبه.

التكريم المادي

ومن التكريم المادي الذى كرم الله به الإنسان أن سخر له جميع المخلوقات: ” أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ ” 20لقمان.

 ومن هذه المخلوقات ما لا ترى لضخامتها كالمجرات، وما لاترى لتناهى صغرها كالبكتريا، وكلها تشترك فى خدمة الإنسان، وتنعيمه، وتأمين غذائه وكسائه ولباسه ودوائه، وكثير ما يذكر الله تعالى هذا التسخير والتنعيم بين يدى قصة خلق الإنسان، كما فى سورة البقرة، والأعراف، والحجر، وسور أخرى:

 ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ ) البقرة.

 وفى تكريم لله للإنسان بصفة عامة

 قال تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) 70 الإسراء.

تكليف الإنسان :

ولما كان الإنسان بها القدر، وتلك المنزلة شاء الله تعالى أن يجعله مكلفا مسؤولاً، فاستخلفه فى الأرض وحمله الأمانة.

فالمفهوم الصحيح للأمانة :

 هو استخلاف الله لهذا الإنسان فى الأرض يَسكُنها ليعمرها بعبادته،

قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ الذاريات: 56 – 58،

 وقال سبحانه: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 30]،

 فالآيات تُشير بوضوح إلى إرادة الله لهذا الإنسان أن يمثِّل الأنموذج السويِّ في حمل أمانة الله؛ وهي عبادته على النحو الذي يُريده – سبحانه وتعالى – لا كما فعلت الجن الذين سكَنوا الأرض فأساؤوا وأفسَدوا وتمرَّدوا على الله، فسلَّط عليهم ملائكته فقتلتْهم وطارَدتهم حتى ألجأتهم إلى سُكنى البحار والجبال، ولم تقم لهم قائمة، واستخلف مكانهم هذا الإنسان بتكوينه الطِّيني المنسجم مع ذات الأرض؛ ﴿ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ﴾ [طه: 55].

 وفى تحميل الله الأمانة للإنسان يقول تعالى -: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72.

ومما يساعد الإنسان على تحقيق الاستخلاف العقل والعلم والعدل: فالبعقل يفكر ويتأمل، وبالعلم يعرف الحقائق، وبالعدل يحسن فلا يجور، ولا يظلم، لا مع البيئة والطبيعة، ولا مع الناس.

والأمانة يتسع مفهومها فى الإسلام ليشمل كل وظائف الدين، وكل شئ  يؤتمن عليه الإنسان،

” فالتكاليف الشرعية من عبادات ومعاملات، والأموال والثروات، والمناصب الاجتماعية والإدارية والسياسية، والماء والهواء والتربة، وكل عناصر البيئة، والأولاد والأزواج، والآباء والأمهات، والطلاب بين أيدى المعلمين، والأعمال والأشغال والوظائف والمجالس والأسرار بين الناس، كل ذلك وغيره داخل فى مفهوم الأمانة التى كلفنا الله بتحملها وأدائها.

حقوق الإنسان :

ولمّا كانت مكانة الإنسان بهذا المستوى الرفيع، فإنّ الدين الحنيف ضمن له حقوقا تصونه، وتدعمه، وتبعد عنه أسباب الزلل والهبوط، وأولها أن يحيا موفور الكرامة عزيز النفس لا يشكو حيفا ولا هوانا.

  • فضمن له حق الحياة، فلا يعتدى على حياته أحد ولو كان نطفة ولو من والديه، ولو من نفسه لنفسه كالانتحار.
  • وضمن له حق الكرامة، فكما يحيا الجسد بالطعام والشراب، تحيا النفس بالتكريم.
  • وضمن له حق الحرية فى اختيار كل شئ ، بداية من اختيار الدين، واختيار الحاكم، إلى أهون الأمور .
  • وضمن له حق التعليم، وللإسلام فى ذلك ماله من توجيهات معروفة نحو العلم وتحصيله والتمكن من كل العلوم النافعة.
  • وضمن له حق التملك والتصرف فى ماله بالبيع والشراء والهبة والكراء، وغير ذلك.
  • وضمن له حق العمل، وبين حقوق العمال من أجر عادل وراحة مناسبة، وحق الضمان، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يقول ” أنا أولى بكل مؤمن ..”

– وعظم الإسلام حقوق الوالدين والأزواج والأولاد ، وحقوق الأقارب واليتامى والأرامل والمساكين وابن السبيل ، وعظم كذلك حق المسلم على غير المسلم.

Posted on Leave a comment

الإنكار القلبي وأهميته للمسلم الأوروبي

بين يدي الموضوع:

  1. الكراهية للمنكر لا تساوي بالضرورة الإنكار فثم فروق بينهما، فكل كراهية يتبعها سلوك وحركة.
  2. غياب البيئة والمحضن الإسلامي يجعل المنكرات والمعاصي بعد فترة أمر اعتيادي لا تأنف منه النفس ولا ينكره القلب  .
  3. إسلامنا وظف الجنان والأركان توظيفا رائعا بين أمر يعمله ونهي ينكره  .
  4. لغة الإنكار القلبي موجودة في حياة الجميع لكن توظيفها توظيف خاطئ والناس في إعماله متفاوتون.

دلائل القرآن والسنة على الإنكار القلبي:

من القران الكريم

  • ” كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ ۗ وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَٰبِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ” آل عمران-110
  • -” لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِى إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ” المائدة 78-79
  • -” فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلسُّوٓءِ وَأَخَذْنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَـئيس بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ ” الأعراف – 165
  • – ” وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى ٱلْكِتَٰبِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِۦٓ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلْمُنَٰفِقِينَ وَٱلْكَٰفِرِينَ فِى جَهَنَّمَ جَمِيعًا ” النساء – 140
  1. فمنه المشاركة في المعصية والانسحاب لها دون الترك فضلا عن الانكار .
  • ومنه رؤية المحرمات والمنكرات دون ان يتمعر القلب أو ينكر خبث فاعله .
  • 3.     ” رؤية الخمور وحضور مجالسها ومشاهدتها – الخنث – الفواحش – العري – القمار – الزنا وبائعي الهوى… الخ “

من السنة النبوية

  1. أخرج الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري / سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ».

صور المنكر في المجتمع الأوربي وخطورته:

  • حضور الاحتفالات التي يحدث فيها كثير من المحرمات والمنكرات .

أخرج ابن أبي الدنيا بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَضَرَ مَعْصِيَةً فَكَرِهَهَا فَكَأَنَّهُ غَابَ عَنْهَا، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَأَحَبَّهَا فَكَأَنَّهُ حَضَرَهَا»

خطورة عدم الانكار القلبي للمنكر :

 “موت القلب – غياب معالم المنهج القرآني والنبوي – إلف المعصية وعدم الابتعاد عنها – عدم التعريف بالإسلام لغياب عنصر الانكار – الانخراط في الشبهات والشهوات – التغريب التدريجي لفوارق الإسلام”

ضرورة الإنكار القلبي وأهميته:

1-  بقاء صاحبه على درجة الإيمان وأدني درجات السلامة.

  • أخرج مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ، وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ»
  • وأخرج مسلم عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ»

والمعنى: من عرف المنكر ولم يشتبه عليه فقد صارت له طريق إلى البراءة من إثمه وعقوبته بأن يغيره بيده أو بلسانه، فإن عجز فليكرهه بقلبه وقوله ولكن من رضى وتابع معناه ولكن الإثم والعقوبة على من رضى وتابع.

2 – لا يحشر صاحبه مع شرار الخلق أتباع الشيطان.

روى مسلم عن ابن عمرو عن علامات الساعة/ قَالَ ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّأْمِ، فَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ، حَتَّى تَقْبِضَهُ “: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ” فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ، لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا، فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ، فَيَقُولُ: أَلَا تَسْتَجِيبُونَ؟ فَيَقُولُونَ: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، وَهُمْ فِي ذَلِكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ، حَسَنٌ عَيْشُهُمْ”.

3 – الخوف من سوء عاقبة فاعل المنكر، أوعدم الاعتبار بمآلهم.

روى مسلم عنَ عَبْدِ اللهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: مَرَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْحِجْرِ،- ديار ثمود – فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ، إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ حَذَرًا، أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ» ثُمَّ زَجَرَ فَأَسْرَعَ حَتَّى خَلَّفَهَا”.

4 – حفظ حيوية القلب وصفائه وبقاء النور فيه.

روى مسلم عن حُذَيْفَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ».

5 –  الحفاظ على الهوية الإسلامية والخوف من طمسها.

روى الطحاوي عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” كَانَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ إِذَا عَمِلَ الْعَامِلُ مِنْهُمْ بِالْخَطِيئَةِ نَهَاهُمُ النَّاهِي تَعْزِيرًا، فَإِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَالَسَهُ وَآكَلَهُ وَشَارَبَهُ كَأَنَّهُ لَمْ يَرَهُ عَلَى خَطِيئَةٍ بِالْأَمْسِ، فَلَمَّا رَأَى الله عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ مِنْهُمْ ضَرَبَ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ لَعَنَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى الله عَلَيْهِمَا، ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلْتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَيِ السَّفِيهِ وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللهُ قُلُوبَ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ وَيَلْعَنَكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ “

6 – عدم غربة الدين الإسلامي بعد فترة

7 – تعليم الناشئة والجيل الثاني فقه الانكار للخطأ .

8 – التعريف بالإسلام واستمرارية العمل به  .

Posted on Leave a comment

فتفشلوا!.. التنازع طريق فشل الأمة

من روائع كتاب الله العزيز، هذه الآية التي تضمنت نهياً جازماً، وإخباراً صادقاً، وسنة ماضية

“وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” الأنفال -46.

والقرآن لا يَنهى عن تحقق مظاهر النزاع في واقع الحياة، إنما ينهى عن “أسبابه” لأن تنازع الناس -قلّ أو كثر- سنّةٌ ماضيةٌ جُبل عليها البشر كالغضب والغيرة،…

 ويعود أكثره لاختلاف مدارك الناس في تقدير المصالح ومعرفة الصواب والخطأ، والشارع الحكيم لا ينهى عن غير المستطاع، ولا يأمر الناس بتغيير الطباع، وكل من غذى النزاع بهمسة وأضرم نيرانه بكلمة فقد خالف مقصود الشارع وحقق علة النهي.

في زمن التنازع ستكون هناك فرصة -دون شك- لإنفاذ الغيظ الدفين، وتصفية الحساب القديم، والانتصار للرأي، والاستكثار من الأنصار، والاستقواء بالأتباع… ومثل ذلك أو قريب منه حدث بين صفوة البشر عندما تنادوا لإحياء يوم بُعاث!.

في زمن التنازع، تخرج النفوس عما اعتادته من السكينة والحكمة والتأني، ويتطاير في جنباتها الشر والشرر، حتى إذا تمالك الإنسان نفسه وملك غيظه، جاءت “محاريك الشر” لتثير خصومة اندثرت، أو تذكر بإساءة نسيت؛ فتنفخ في رماد النزاع، وتلتقط الحصى لتصنع منه جسرا تعبر به الأطراف للفشل “فتفشلوا”!.

النوايا الحسنة والحماسة الصادقة في إذكاء النزاع، قد تزيد من شعبية المرء، ورصيد المعجبين به، أو توهمه بأنه قد أدى ما عليه، ولكنه عمل سيء! ولا يضفي على قول صاحبه وفِعاله المشروعية.

إن تدبير النزاع (فقه)، وإصلاح ذات البين فضيلة، فإن كان الإسلام يبيح الكذب -وهو أرذل الأخلاق- لإصلاح ذات البين، فإن النفوس الملتوية هي التي تتزيد أو تكذب لإفساد ذات البين، وليس أقل منها التواء، تلك التي تصدق لإفساد ذات البين!.

فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم.