Posted on Leave a comment

أسماء الفائزين بمسابقة رسول الإنسانية الثقافية

تم الإعلان عن الفائزين بمسابقة رسول الإنسانية الثقافية، والتي أطلقها ‏المجلس الأوروبي للائمة في مطلع شهر ربيع الأول من عام 1442 هجرية.
وقد تكونت المسابقة من من 40 سؤالا في السيرة النبوية تشمل جميع نواحي حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وشارك فيها 940 متسابق من شتى دول أوروبا.

الفائزون بجوائز مسابقة رسول الإنسانية

الفائزة الأولى: سندس الزعبي – ألمانيا (300 يورو)
الفائز الثاني: صبري علي الدَبّو – ألمانيا (200 يورو)
الفائز الثالث: محمد بن محمد – إيطاليا (200 يورو)

شاهد الفيديو من هنا

Posted on Leave a comment

آفة “بتوع كُلُه”..!

بعض العلماء وطلبة العلم وقادة الرأي، لا يجد أحدهم حرجاً من الحديث عن الموازنات السياسية المعقدة، والصفقات التجارية المركبة، والاتجهات الاجتماعية المتداخلة؛ فتجده يُفتي، ويُرشد، ويُوجه الناسَ بوثوقية عالية في علم النفس، والأسرة، والإدارة، والفن، والعمارة، بل لا يستنكف عن الحديث عن التخطيط العسكري والتدبير الاستراتيجي .!!
يعود السبب في ذلك لاعتبارات متعددة؛منهجية وتربوية ونفسيه واجتماعية، … ويساهم كثير منا في تغذية تلك الظاهرة دون قصد.
*
قديما قرر العلامة بن خلدون: “أن العلماء من بين البشر أبعد عن السياسة ومذاهبها؛ والسبب في ذلك أنهم معتادون النظر الفكري والغوص على المعاني، وانتزاعها من المحسوسات وتجريدها في الذهن، أموراً كليه عامة، ليحكم بأمر على العموم، لا بخصوص مادة ولا شخص ولا جيل ولا أمة ولا صنف من الناس، ويطبقون من بعد ذلك الكلي على الخارجيات”…
ثم يقول: “والسياسة يحتاج صاحبها إلى مراعاة ما في الخارج وما يلحقها من الأحوال ويتبعها، فإنها خفية، ولعل أن يكون فيها ما يمنع من إلحاقها بشبه أو مثال، وينافي الكلي الذي يحاول تطبيقه عليها”.
لقد خان ابن خلدون التعبيرُ عندما عمّم الحكم، ولو كان حياً بيننا لاتهمناه بفهم قاصر لشمولية الإسلام، أو لربما اتهمناه بالعلمانية المبطنة، كما يقول بعض المراهقين (المراهقة هنا ليست مرحلة عمرية).
*
عبر ربع قرن ونيِّف وجدت من خلال احتكاكي بشريحة كبيرة من العلماء والدعاة، ومتابعة جيدة لما يصدر عنهم من كتب ومقالات ومواقف، بل من خلال “مواقفي وأخطائي الشخصية؛ “أن كلمة ابن خلدون تستحق الوقوف طويلا على ما فيها من تعميم مُخل.
صحيح أن تاريخنا عرف علماء موسوعيين، كانت لهم مطالعة وسياحة واسعة في فنونٍ شتى، كوّنت لديهم ما وصفه ابن خلدون “قدرة على الغوص في المعاني بشكل كلي”، ولكنهم لم ينسِبوا لأنفسهم تخصصاً في هذا الشأن، أو يزاحموا أهل الفن، ويتشبّعون أمام الجماهير -زورا- بما لم يُعطوا ! لأن المتشبع بما لم يُعط كلابس ثوب زور كما قال صلى الله عليه وسلم ! والتشبع يكون بالمعرفة والعلم كما يكون بالمال والجاه.
قد يقبل ذلك في العصور البسيطة الغابرة، ولكن عصرنا اليوم بما وصل إليه من ثورة معرفية وتوسع رقعة العلم؛ اضطر إلى فصل عشرات التخصصات في مجال معرفي واحد، ولو توسع كل متخصص في تخصصه، وحَفَر فيه عميقا، لكان إنتاجه أوفر، وأثره أعمق، بدلا من مسلك التشتت والمشاركة المتشظية في كل شيء، بدعوى الموسوعية أو تحت شعار علو الهمة والإيجابية !
*
مما ساعد الغرب على نهضته الحضارية اليوم – بحسب ظني – هو أنه قاوم التمدد الأفقي لرهبان الكنيسة في حقل المعارف الإنسانية، حتى وصل بهم الحال لإصدار قرارات بحرق المخترعين، ومطاردة المبدعين، وإقصاء المفكرين، بعد أن حرفوا الدين نفسه واحتكروا أدوات معرفته بما في ذلك تعلم لغة الإنجيل !!
*
أمتُنا اليوم تحتاج إلى مبدأ التخصص الدقيق “تأسيساً وتكريساً”حتى نُفسحَ للمتخصصين من علماء الاجتماع، والسياسة، والطب، والهندسة، والتاريخ، والفن.. المجالَ للمساهمة في صناعة الحياة، وإعمار الوطن.
كل هذا لا ينافي حريةَ التعبير عن كل رأي، ولا يتعارض مع التفكير في كل شأن، شريطة أن يكون ذلك على سبيل المطارحة والمقاربة، من منطلق التثاقف وتلاقح الأفكار، لا على سبيل القطع والجزم، من منطلق التخصص وحيازة الصواب.
*
إن طبيعة الحياة لا يصلح لها أحزاب وأفراد وعلماء ” بتوع كله”.. والله تبارك وتعالى برحمته ولطفه وعدله، أمِرِنِا بالتعاون والتكامل، وجَعَلَ بعضَنا لبعضٍ سِخْرِيا، و لم يُكلِّف الناس ما ليس في وسعهم، وما لايستطيعون !
وفي وصيةِ دُريد طرفٌ من الحكمة، حين قال:
إِذا لَم تَستَطِع شَيئاً فَدَعهُ * * * وَجاوِزهُ إِلى ما تَستَطيعُ.

Posted on Leave a comment

صدى التطبيع في أوساط المسلمين في الغرب

لعلّ السمة الأساسية في مسار التطبيع الذي تسلكه بعض الأنظمة العربية اليوم هو غلبة طابع النخاسة على تفاصيله وتحكمها في بواعثه ومساراته.  

النخاسة في اللغة   

في لسان العرب: « نَخَسَ الدَّابَّةَ وغيرها يَنْخُسُها ويَنْخَسُها ويَنْخِسُها نَخْساً غَرَزَ جنبها أَو مؤخّرها بعود أَو نحوه حتى تَنْشَط» ولا يخفى حضور هذا المعنى اليوم في مشهد التطبيع، فكأني بهذه الأنظمة قد نُخِست في خاصرتها لتنشط للتطبيع علناً بعد أن استمرأته سراًّ، ضَعُف الناخس والمنخوس.

وفي لسان العرب أيضا: « والنَّخَّاسُ بائع الدواب… وحِرْفته النِّخاسة والنَّخاسة وقد يسمى بائعُ الرقيق نَخَّاساً»، لذلك ارتبط مصطلح النخاسة في المخيال العربي بالصفقات المشبوهة التي تفتقر إلى النزاهة والأخلاق ولا تراعي القيم والمبادئ الإنسانية.

القضية الفلسطينية

بعيدا عن اللغة واشتقاقاتها، فإن القضية الفلسطينية تحتل مكانة مركزية في وعي ووجدان المسلمين في الغرب وذلك لاعتبارات عديدة من أهمها:

أولاً: أن الفلسطينيين يمثلون مكوناً أساسياً من الوجود المسلم في الغرب، بحكم المظلمة التاريخية التي تعرضوا لها، والهجرة القصرية التي أُلْجِئُوا إليها، فهم يتوارثون عبر الأجيال آلام الماضي وآمال المستقبل.

ثاني: التزام المسلمين في الغرب أفراداً ومؤسساتٍ بدعم الشعوب المستضعفة وقيم العدل والحرية والدفاع عن القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

ثالثاً: الأبعاد الدينية والقيمية التي تحملها القضية الفلسطينية باعتبار مكانة القدس الإسلامية والأحداث التاريخية المرتبطة بها.

من هذا المنطلق يشعر أكثر المسلمين في الغرب بمزيج من القلق والأسى لما آلت إليه المواقف الرسمية العربية من خذلان للقضية الفلسطينية وتضييع  لمصالح الأمة على وقع خيبات وأزمات تعصف بالوطن العربي والأمة الإسلامية عموماً.

 ويعتبر الموقف الرافض للهرولة نحو التطبيع قاسماً مشتركاً بين أغلب مكونات الوجود المسلم في الغرب، ويتأسس هذا الموقف على قناعات وقراءة لهذه الظاهرة، متحررةٍ من طغيان السلطة والإرهاب الفكري كما هو الحال في أغلب العالم العربي والإسلامي، ومنها:

فقدان الشرعية

يؤكد أكثر أهل العلم والفكر أن موجة التطبيع الأخيرة في سياقاتها وتفاصيلها وانعزالها عن مسار ورغبة الفلسطينيين أنفسهم، طعنةٌ في ظهر الفلسطينيين وخيانةٌ للأمانة ومخالفةٌ للمبادئ الإنسانية والشرعية والأخلاقية، وقد عبر عن ذلك بوضوح الدكتور أحمد الريسوني رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وهو شخصية علمية مغربية وازنة، عندما قال: “موقف الشريعة، من هذا التطبيع، بهذه المعاني، لا يمكن أن يكون إلا التحريم الشديد والرفض التام. بل حتى الموقف الإنساني والأخلاقي، لا يمكن أن يكون إلا على هذا النحو… تحريم التطبيع في الحقيقة ليس سوى تحريم للظلم والاغتصاب والاحتلال وشتى أنواع الجرائم التي قام ويقوم بها الصهاينة ودولتهم منذ ثمانين سنة، وهذا هو الشرع الذي لا مرية فيه، وهذا أيضا موقف سياسي، نزيه وعادل…»

 بل لا تكاد تجد عالماً واحداً متحرراً من سلطة الحكم أو المصلحة يبرر هذا المسلك ويرضاه، ومثلما أشار إلى ذلك الدكتور الريسوني، فإن رفض الظلم والاحتلال والتطبيع مع العدوان موقف متأصل في وجدان الضمير الإنساني الحر، ولئن تنكبت عنه بعض الأنظمة العربية فإن كثيرا من الأصوات الحرة، أفراداً وشعوباً وحكومات، مازالت متمسكة به، تتداعى إلى نصرة المظلوم والوقوف في وجه دولة الاحتلال وجرائمها المتكررة في فلسطين، تصدح هذه الأصوات من  ماليزيا وباكستان إلى جنوب إفريقيا وجنوب القارة الأمريكية، وقد دعا(ديزموند توتو- Desmond Tutu) رئيس أساقفة في جنوب إفريقيا وحائز على جائزة نوبل للسلام، دعا قبل أيام إلى وقف التستر على دولة الكيان ودعم سياستها القمعية تجاه الفلسطينية، ورفعَ شعارَ:  ” أوقفوا المهزلة “   

منطق المقايضة

شملت كل صفقات التطبيع مقايضة صريحة للحقوق التاريخية في فلسطين بمكاسب محلية أو إقليمية، كالاعتراف بالسيادة على أجزاء من الأرض أو الرفع من قوائم الإرهاب وتحرير الأصول المالية أو تثبيت أركان الحكم والحصول على الحماية الإقليمية، وهذا انحدار مفضوح وغير مسبوق لتعامل الأنظمة العربية مع القضية الفلسطينية، حيث تحولت هذه القضية من رمز للنضال من أجل العدالة والتحرر ووحدة المصير العربي والإسلامي إلى بضاعة مُزجاة في سوق نخاسة أمريكي .

والأنكى من ذلك أن أغلب المكاسب التي تحصلت عليها الأنظمة المطبعة حقوق طبيعية وقضايا عادلة، أزرى بها أصحابها عندما أوردوها مورد التوسل والمقايضة.

تطبيع أنظمة

إن الغائب أو المغيب الأكبر في هذا الخضم (التطبيعي) هو الشعوب المغلوبة على أمرها، فمعظم مبادرات التطبيع الأخيرة صادرة عن أنظمة غير ديمقراطية، لا تعير اهتماماً لإرادة شعوبها وخياراتها، هذه الشعوب التي رضعت حب المقاومة والثبات على الحقوق، تجذرت في ثقافتها ووعيها الجَمْعِيِّ نصرة القضية الفلسطينية، حتى أن شعار الحملة الانتخابية للرئيس التونسي المتمثل في قوله: « التطبيع خيانة» كان سبباً حاسماً في فوزه بمقعد الرئاسة.

بل إن هذه الأنظمة نفسها، لا تملك إرادتها وخيارها فهي مَقُودة رَهَباً أو رَغَباً من إدارة أمريكية جامحة ورغبة صهيونية في اختراق الواقع العربي عبر استغلال الضعف الراهن وامتداد الأزمات على خريطته المثخنة بالجروح والصراعات.

إن المسلمين في الغرب يجددون التزامهم برفض الظلم والاحتلال ومنطق الأمر الواقع والتطبيع مع الكيان الصهيوني من منطلق الاستسلام والمقايضات غير الأخلاقية، كما سيبقى الوجود الإسلامي في الغرب رصيداً استراتيجياًّ لكل قضايا التحرر والعدالة في العالم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

ليس ذلك من باب الخطاب العدمي أو رفض منطق الصلح والسلام، ولكن من باب الإيفاء بالحد الأدنى من الالتزام بنصرة المظلوم ودعم أهلنا في فلسطين، ومقاومة منطق الاستسلام وبيع المبادئ والثوابت في سوق نخاسة يفتقد إلى أدنى مقومات الإنسانية والأخلاق.

وإن كل اتفاق لا يكون معبراً عن إرادة الشعوب، ومراعياً لثوابت الأمة ومصالحها، وموافقا لرغبة الشعب الفلسطيني وطلائعه المقاومة المرابطة، سيبقى نشازاً مرفوضاً من مسلمي أوربا ومؤسساتهم.

Posted on Leave a comment

حب الذات.. السلوك الإبليسي الخطير

يقول الحق تبارك وتعالى {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }(الأعراف: 12)

جُبلت النفوس على حبّ الذات، فتراها تتباهى بما عندها من فضائل، وتنزلق أحيانًا إلى العُجب والتكبّر، وتستمرئ بعض السلوك الهدّام للذات قبل الغير، فتصدر الأحكام جزافاً على الغير لاعتقاد راسخ فيها أنها خير من الجميع.

وتبلغ بها نرجسيتها حتى لا ترى إلا نفسها في هذا الوجود من يملك أقفال الحق والحقيقة، فلا علم إلا ما تقوله، ولا حكم إلا ما تصدره، ولا قول إلا قولها. ومن هنا كانت مصائب النفوس والجماعات والمجتمعات والأمم، فهي تتّبع سلوك ابليس، وقوله، وخطاه، الذي حجب عنه حقيقة الفضل، وجعله يسكن إلى ظنونه النرجسية.

وعندما ننظر في واقعنا نرى عِظَم خطر وآثار هذا السلوك (الابليسي) على المجتمعات، حتى تحوّلت معه الحوارات إلى صمم، لا يسمع الواحد منّا إلا صدى نفسه. وذلك لمعتقد فاسد شرع به ابليس، واقتفينا أثره، وجعل كل واحد منا صورته، وجوهره، وعلمه هي مادة التفضيل

 يقول الفخر الرازي

 ” أن من كانت مادته أفضل فصورته أفضل، فهذا محل النزاع والبحث. لأنه لما كانت الفضيلة عطية من الله ابتداء لم يلزم من فضيلة المادة فضيلة الصورة، فـالفضيلة لا تحصل إلا بفضل الله تعالى لا بسبب فضيلة الأصل والجوهر، وأيضا التكليف إنما يتناول الحي بعد انتهائه إلى حد كمال العقل، فالمعتبر بما انتهى إليه لا بما خلق منه، وأيضا فالفضل إنما يكون بالأعمال وما يتصل بها لا بسبب المادة”.

فلا عبرة بالأصل ولا بالنسب الحزبي أو الفكري، إنما العبرة بما انتهى إليه من سلوك وممارسة وعمل وإنجاز تفيد المجتمع و الإنسانية. وكل من يقدّم عُجبه، فهو يقتفي السلوك غير القويم، وآثاره على نفسه وغيره كأثر معصية ابليس.

فهل نعي خطر عقلية “أنا خير منه” ونتخفّف من حِملها و وزرها الذي يثقل كاهل مجتمعاتنا. فلا حوار ولا تعاون ولا تنسيق تحت سقف هذه العقلية، بل هو الوهم الذي نتلهّى به.