نصائح وتوصيات بين يدي رمضان

الشيخ كمال عمارة

الشيخ كمال عمارة

الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفةً لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، والصلاة والسلام على من أرسله ربه هدىً ونوراً.

إن لله في أيامه نفحات تستجلب فيها البركات وتتقى فيها النقمات، وإن شهر الصيام لهو أعظم أيام الله زماناً وأعلاها مقاماً وأفضلها بركة وإحسانا، اجتمعت فيه خصال البر من صوم وصلاة وزكاة وتلاوة واعتكاف وغيرها من وجوه الخير ومعالم التقوى.

 لذلك توافق المسلمون على الفرح لقدومه، قال تعالى: ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )، وتعودوا على حسن الاستعداد له واستقباله، وعُدّ ذلك من تعظيم شعائر الله، قال تعالى ( وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ).

شهر بهذه المكانة، حرِيّ بكل مسلم أن يتهيأ له ويوطن نفسه على حسن الاستفادة من نفحاته وبركاته، إن لم يكن من باب تحصيل الأجر والارتقاء بالنفس، فمن باب تجنب الخيبة والخسران وألا يكون من المُرغمين المتربين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”  رَغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ علَيهِ رمضانُ ثمَّ انسلخَ قبلَ أن يُغفَرَ لَهُ “ ( أخرجه مسلم (2551) والترمذي (3545) واللفظ له).

ولعل هذه المعاني تتأكد لدى أهل الإيمان وأحباب رمضان، وتُشحذ لها هممهم وتتطاول لها عزائمهم،  ونحن نرى هذه الهجمة الشرسة على مقام شهر رمضان ومكانته في قلوب المؤمنين، حيث صار سوقاً للبضائع الكاسدة ومرتعا للفاشلين والتافهين، وموسما لإشاعة الفواحش والمنكرات، وصار شهر التقوى محطة للتنافس بالفوازير والمناكير، ومناسبة لإطلاق الأفلام والمسلسلات والدعايات بما فيها من فحش وفجور، لا يرضاه الله تعالى في سائر الأيام فكيف بأحب الأيام إليه؟ ومن السذاجة الظن بأن هذه ظاهرة تلقائية، بل هي حلقة في خطة متكاملة لإفراغ شهر الصيام من محتواه، وتمييع شعائر الإسلام وتحريفها، وقطع الطريق أمام السائرين إلى الله والعائدين إليه.  

ولكن أنى لهم ذلك، ولله عباد مخلصون يستظهر بهم على الباطل ويستنصر بهم على حفظ الدين وتعظيم شعائره، هؤلاء هم عباد الله الذين يعرفون له حقه ويقفون عند حدوده ويغتنمون مواسمه لحسن التقرب إليه والاستئناس به.

ومما يبعث على التفاؤل والسرور ما نلحظه من اهتمام المسلمين في الغرب بهذا الموسم العظيم، وعنايتهم به، وما يضفيه شهر رمضان على حياتهم من بهجة وحيوية وتجديد لمفاعيل الإيمان والارتباط بالإسلام وتجذير معالم الهوية لدى الكبار والشباب على حد سواء.

وقد تذوب لديك كل مشاعر القلق عندما تقرأ خواطر المسلمين الجدد ومشاعرهم في أول رمضان يصومونه. إنه حقاًّ دين الحق.

وأخيراً، اعلم أخي المسلم، أختي المسلمة، أن هذا الشهر المبارك ضيفٌ راحلٌ فأحسن ضيافته، فالعمر قصير، والزاد قليل، والعقبة كؤود فاغتنم منه فإنه لا يعود إلى يوم القيامة.  

نصائح وتوصيات قبل دخول رمضان

  • احرص أن يكون رمضان محطة محاسبة وتقويم، وتصحيح لحياتك. سارع إلى التوبة .
  • التزم بقرارات الهيئات الدينية في بلدك في دخول وخروج رمضان وفتاوى الصيام، وحافظ على صلتك بمسجدك عبر البرامج التي ينظمها.  
  • محنة الوباء والحجر تحمل معها منحة الاجتماع بالعائلة على الصيام والقيام والعناية  بها، وتعهد الأهل بالرعاية والتعليم، فلا تفرط في هذه الفرصة.   
  • احذر الإسراف في الأكل أو النوم أو استعمال الأجهزة في رمضان. قال تعالى: «إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» .
  • تفقد إخوانك وجيرانك، فلعل فيهم المهموم أو المحتاج، واعلم أن رمضان شهر المواساة.
  • إن كنت من العاملين في قطاعات الصحة أو الخدمات العامة لمواجهة الوباء، فاعلم أن جهدك في رمضان أعظم أجرا عند الله، فاغتنم واحتسب، فقد حباك الله بمكرمتين.