ما دور مسلمي أوروبا في حماية البيئة؟

الشيخ طه عامر

الشيخ طه عامر

ينام العالم ويصحو على وقع أزمات وكوارث طبيعية لا تنتهي، ورغم صيحات الإنذار التي تطلقها المنظمات الدولية المهمومة بملف البيئة إلا أنها تذهب كثيراً كنفخةٍ في رماد أو صرخةٍ في واد.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية

(أ ف ب)

توقع تقرير جديد صادر عن خبراء المناخ في الأمم المتحدة أن يرتفع الاحترار العالمي بمعدل 1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية قرابة العام 2030، أي قبل عشر سنوات من آخر التقديرات التي وضعت قبل ثلاث سنوات، ما يهدد بحصول كوارث جديدة “غير مسبوقة” في العالم الذي تضربه موجات حرّ وفيضانات متتالية.

البيئة التي يجب أن نحفظها ونرعاها، هي: كل عناصر الكون ومكوناته، من شمس وقمر وهواء وماء وأرض وسماء وجبال وبحار وأنهار ونبات وطيور وحيوانات وكائنات حية.

أخطار متجددة

أصبح واضحاً للعيان ما يعانيه العالم من آثار التدهور الشديد الذي ضرب الأرض ومن عليها، وما حرائق الغابات المدمرة التي اندلعت مؤخرا بتركيا واليونان والجزائر إلا من نتائجه.

هذا وقد قصدت التذكير بخطورة هذا الملف الكوني، وبدورنا في أوروبا أفراداً وأُسراً ومؤسسات إسلامية، وذكرتُ عددا من الأفكار والمقترحات.

إن مظاهر الفساد والاعتداء على الطبيعة لا حصر لها، فغاباتٌ غناء تُحرق فتغدو أثرا بعد عين، وحيوانات برية وبحرية مهددة بالانقراض، ونباتات تهلَك، وهواء يزكم الأنوف، وماء يتلوث، وأنهار تجف، وبحار ومحيطات تتحول مقبرة للأسماك، وأرض تضم نفايات نووية تهدد الأجيال.

(جهود مسلمي أوروبا بين الواقع والمأمول)

يزداد وعى مسلمي أوروبا بالأخطار التي تحيط بالبيئة سيما الأجيال الجديدة التي وُلدت هنا، فهم جزءٌ من المجتمع الذي ارتفعت فيه الأصوات وانطلقت فيه المؤسسات لوقف نزيف مقدرات الكون والأخطار الكارثية التي تتنظر الأجيال الجديدة.

 ويمكن أن نذكر جملة من الجهود المؤسسية والمبادرات الجادة لخدمة هذا الملف على الساحة الألمانية والأوروبية، منها:

– إطلاق مؤسسات تُعنى بالبيئة يقوم عليها شباب مسلم يمتلئ حماسا وهمة ونشاطا ورغبة صادقة في حماية  البيئة، وهناك نماذج رائدة  مثل مؤسسة  “Hima”  أو “حماء”  في ألمانيا التي يقوم عليها الشباب  ويقدمون مشروعات توعوية على مدار العام.

وجمعية   NOURENERGY “نور إنرجي”  بمدينة «دارمشتات» التي تبعد عن فرانكفورت 30 كيلو  و تُعني بالطاقة الشمسية وقد أطلقتْ مبادرات نوعية  منها مشروع:

 “المسجد الأخضر” كما أطلقت مبادرة في السنوات الماضية تدعو المسلمين في شهر رمضان لعدم استعمال البلاستيك “رمضان بدون بلاستيك” ونالت استحساناً وتفاعلاً طيبا، لكن لازال هناك ضعف في الوعي بخطر استعمال البلاستك.

وأزعم أن أكثرنا لا يعلم ماذا يسبب البلاستك من أضرار كبيرة على البيئة والكائنات الحية، وأعترف أنني – قبل كتابة هذا المقال – لم أكن على علم  بكل تلك الأضرار المذهلة.

ووفقا لدراسة أعدتها الأمم المتحدة، يتواجد ما يصل إلى 18000 قطعة بلاستيك في كل كليو متر مربع من المحيطات. وتقع الحيوانات مثل الأسماء أو السلاحف باستمرار ضحية لهذه القطع البلاستيكية حيث تتغذى عليها وفقا لمنظمة CreenPeace

ويمكنك عبر محرك البحث “جوجل” أن تطالع مقالات أو تشاهد برامج على اليوتيوب لتقف على الأضرار الكارثية على الإنسان والحيوان والطيور والكائنات البرية والبحرية.

ولا يفوتني هنا الإشادة بحملات غرس الأشجار في الغابات التي تقوم بها مؤسسات إسلامية عديدة مثل مؤسسة الرائد في أوكرانيا واليونان وغيرهما من الأقطار.

ماذا يمكن أن يقدم مسلمو أوروبا لحفظ البيئة؟

 لا مراء في أن الدول الصناعية الكبرى والغرب عامة، عليه أن يتحمل المسؤولية الأكبر في حماية الكوكب الذي نسكنه.  بالالتزام بمقررات مؤتمرات المناخ وسن القوانين والتشريعات الملزمة، ولا نغفل عن دور التثقيف الجماهيري ودور المدارس والجامعات في بث الوعى العام.

وبناء عليه فإن مسلمي أوروبا والغرب هم جزءٌ من المجتمع الغربي وطبيعته الاستهلاكية.  وعليهم إذاً أن يقوموا بدورهم في في ترشيد الاستهلاك والتوعية والتثقيف والأخذ بزمام المبادرات التي تساهم في صناعة مستقبل صحي للعالم.

(الإنسان هو أصل الداء ومكمن الحل) 

الإنسان هو المشكل وهو الحل في الوقت ذاته، لذلك تأتي التوجيهات القرآنية والنبوية لتُحَمل الإنسان المسؤولية عن الكون والمحافظة على مقدراته والقيام بحق الخلافة في الأرض واستعمارها قال تعالى: “هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ (61) هود

 وعلى المرء أن يرُد كل خلل وفساد في البيئة إلى نفسه أولا.

قال جل شأنه:

“ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)  الروم

إلى أنانيته التي تُعمي عينه عن إبصار مواضع قدميه.

وفى سباق الاستهلاك المحموم يظن الإنسان أن نتاج اللحوم في أفريقيا أو أمريكا اللاتينية أو استهلاك الملابس على نحو مبالغ فيه لن يتعدى أثره مواطني الغرب، ناسيا أو جاهلا أننا نعيش في كوكب واحد وعلى أرض واحدة، وكل قطرة ماء تُراق في غير موضعها في بقعة من الأرض يتعدى ضررها الطرف الآخر من العالم.

وكل شجرة في غابة تُقطع في غير ضرورة تصيب الكون بالاختناق.

كما أن كل مساحة خضراء جديدة تضيف للبيئة انتعاشا، وكل ترشيد في استهلاك الطعام والشراب واللباس والمركب والأجهزة الالكترونية تجعل رئة الأرض أكثر راحة وصحة.

(دور الأئمة والدعاة)

يشكل التوجيه الديني الحيز الأكبر من التأثير على سلوك ومشاعر وبناء قناعات الجماهير، وإننا وبكل اعتزاز نؤكد أنه لا يوجد كتاب سماوي أعطى للكون ومكوناته اهتماما ورعاية وعناية مثل القرآن العظيم، ونذكر في هذا المقام العبارة المشهورة لشيخنا محمد الغزالي: ” أن الكون قرآن صامت والقرآن كون ناطق” فكيف لمسلم يقرأ كتاب الله تعالى بقلب حاضر وعقل متأمل، فيقطع شجرة، أو يقتل حيوانا في غير ضرورة، أو يلوث نهرا، أو يفسد ماء.

لقد صنع القرآن الكريم علاقة راقية دقيقة المشاعر بين المسلم والكون، تشعر بقرابة روحية بينك وبين الأشياء من حولك، فالشجر والحجر والجبال والأنهار والوديان والنباتات والحيوانات والطيور، والسماء والأرض وسائر المخلوقات كلها تسير معك إلى وِجهة واحدة، وهى العبودية لله تبارك وتعالى، واقرأ قول الله عز وجل:

 “وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (15) الرعد”

“أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِّلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) النحل

هذه الآيات الكريمة وشبهها تجعل المرء ليس فقط صديق البيئة بل أنيس البيئة، يأنس بها وتأنس به، يسكن قلبه وعينه وروحه معها وتطمئن هي في جواره وتفرح به.

إن دور الدعاة كبير في توجيه الجماهير نحو رعاية البيئة وحمايتها، وذلك عبر خطبة الجمعة والمحاضرة والندوات وورش العمل، وما أجدر أن يقود الإمام والداعية مبادرات نوعية لتكون رسالة حقيقية تغني عن كثير من القول.

(رعاية البيئة مدخل للتعريف بالإسلام)

حينما يسمع كثير من الأوروبيين عن الإسلام يرتبط في أذهانهم علاقة الإسلام بالعنف واضطهاد المرأة غالبا، نتيجة لأسباب كثيرة ليس موضع بسطها الآن، على أننا نستطيع أن نقدم تعريفا بالإسلام نظريا وعمليا، من خلال الفلسفة التشريعية التي نادى بها القرآن الكريم والسنة الشريفة في رعاية للبيئة ووقايتها من التلوث والاستنزاف.

وعمليا من خلال المشروعات والمبادرات التي تتبناها المساجد والمؤسسات الإسلامية.

فضلا عن ترسيخ الهوية والاعتزاز بالإسلام عند الأجيال الجديدة حينما ترى في الإسلام هذا الوجه الحضاري العظيم.

(دور المؤسسات الإسلامية بأوروبا)

يمكن للمؤسسات الإسلامية بأوروبا وروابط الأئمة ومنتديات المرأة والشباب والجمعيات الإسلامية المختلفة أن تؤدي دورا عظيما تجاه هذا الملف الخطير، بما لها من وزن وتأثير على أعضائها.

 أذكر حينما دعونا بهيئة العلماء والدعاة في ألمانيا إلى ندوة كبيرة عن البيئة في برلين يوم 7 نوفمبر 2015 وشاركت معنا مؤسسات كثيرة بألمانيا (التجمع الألماني المسلم – مؤسسة الإغاثة الإسلامية – المجلس الأعلى للمسلمين- أربع مساجد كبرى ب برلين وشباب من مؤسسة  Hima أو (حماء) كما هي باللغة العربية وشخصيات سياسية وأئمة،، كان رد فعل الشباب انهم سعداء أن المؤسسات الإسلامية الكبيرة ومؤسسات الأئمة مهتمة بهذا الموضوع الحيوي المصيري

وقد خرجت الندوة بتوصيات كثيرة مهمة، غير أننا للأسف لم نكمل العمل معا، وفترت الهمم، وإن قامت بعض الجمعيات المختصة بنشاطها المعتاد.

 إن الفجوة كبيرة بين الشباب والمؤسسات الكبرى، ويمكن لمشروع البيئة أن يمثل تعاونا وتكاملا بين الأجيال الجديدة والمؤسسات الكبرى.

أقترح بعض الأفكار لدور المؤسسات في حماية البيئة/

أولا/ شراكات مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني.

أن تعقد المؤسسات الإسلامية على الساحة المحلية والأوروبية شراكات مع المؤسسات الأوروبية الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني من شأنها المحافظة على البيئة وتنميتها. ولعل هذا الملف يُشكل فرصة واسعة للالتقاء حول هَم واحد وتَحد واحد ومصير واحد.

ثانيا/ إطلاق مسابقات بين المساجد.

كم رجوت وسعيت أن نطلق مسابقة كبرى بين المساجد تحفيزا لها على تبنى جميع المواصفات التي من شأنها المحافظة على البيئة، ويُرصَد لها جوائز مالية مشجعة، لكل مسجد يحقق المواصفات اللازمة، منها على سبيل المثال:

– المساحات الخضراء بالمسجد.

– العناية بالنظافة.

– ترشيد استهلاك الماء والكهرباء.

– تقليل استعمال البلاستك.

– نظام التهوية والإضاءة.

ثالثا/ إطلاق مسابقات بين الشباب.

يتمتع شبابنا الأوروبي بالحماس الشديد لملف البيئة وحمايتها وتنميتها ويحتاج منا أن ندعمه ونحفزه، وفكرة المسابقات من شأنها تعزيز دوره واكتشاف قدراته وتعميم الأفكار الناجحة.

رابعا / العمل المشترك بين المساجد والكنائس:

– عقد ندوة مشتركة نبرز فيها دور الأديان في حفظ حياة الإنسان ورعايتها للبيئة.

– مبادرات عملية مشتركة بين الشباب من المساجد والكنيسة.

(دور الأسرة المسلمة) 

قال لي بعض الآباء يوما:

لاحظت يوما أن ولدي كلما وجد مصباح البيت مشتعلا قام بإغلاقه، وكثيرا ما يتحدث عن ضرورة النحل لوجود الإنسان في الحياة، وعدم قتل الحشرات، فسألته عن سر اهتمامه، فأجابني أن لديهم أسبوع بالمدرسة للعناية بالبيئة.

ولما بدأ الأب يتجاوب مع طفله كان لهذا أثر كبير على ولده.

والسؤال

لماذا لا نبدأ نحن قبل المدرسة في غرس مفهوم رعاية البيئة عند أولادنا نظريا وعمليا؟

لعلي أشير إلى وسائل عديدة منها:

1- القدوة:

في استعمال الماء والكهرباء والطعام والشراب واللباس، والعناية بالمساحات الخضراء واستعمال الورق.

وإذا ذهب الأب أو الأم إلى السوق فليأخذ معه حقائب من القماش.

2- قراءة القصص:

ليس ثمة وسيلة أكثر تأثيرا وتشكيلا للوعى كالقصة.

علينا أن نصنع من خلال القصة مسؤولية الإنسان تجاه الكون، وبناء علاقة عاطفية بينه وبين مكونات الوجود.

3- العناية بالزروع داخل البيت.

4- يوم بدون سيارة مع تعليل الفعل.

وهى فكرة صلح أن تكون فكرة لحملة عامة

أن ندعو الناس في يوم لترك السيارات بالبيت واستعمال وسائل المواصلات.

وأذكر أن ملكة النرويج شاركت بمعرض الكتاب الدولي بفرانكفورت عام 2019 وقد سافرت بالقطار حفاظا على البيئة من التلوث.

وكانت رسالة قوية وقدوة حقيقية.

5- التقليل من أكل اللحم.

قال لي طفل صغير:

يا عمو: لو أن الناس تبطل تأكل لحم لرجع العالم نقيا نظيفا….

قلت له كيف؟

قال: لأن كيلو اللحم يستهلك ماء كثيرا، يصل إلى 8000 لتر ماء للكيلو الواحد، وتربية الأبقار والمواشي تستهلك مساحات من الأرض كان يمكن أن تكون مساحات خضراء.!

قلت له:

نحن لا ندعو للامتناع عن أكل اللحم ولا يجوز أن نعالج إسرافا في الاستهلاك بتحريم ما أحل الله لنا وامتن به علينا كما جاءت بذلك نصوص كثيرة في كتاب الله تعالى.

ولكن أوافقك في أهمية التقليل من تناول اللحوم.

ولعلي أقصد هنا من يقدر على شراء اللحوم وتناولها عدة مرات بالأسبوع، وليس ملايين الناس حول العالم الذي لا يرون اللحم إلا مرة في العام، أو لا يجدونه أصلا.

قامت الجمعية الألمانية التغذية بدراسة حول اللحوم وأثرها على البيئة وصحة الإنسان، كان من نتائجها المدهشة: “إنه من الممكن توفير 9 ملايين طنا من غاز ثاني أكسيد الكربون، إذا تناولنا كمية أقل من اللحوم فقط في يوم واحد من أيام الأسبوع”.

وهذه ليست دعوة للامتناع بل للتقليل.

6- التقليل من الملابس:

قال لي أحد الشباب: أتعلم بعض أنواع الملابس يستهلك 600 لتر ماء؟

قلت لا أعلم.

فقال طفل كان حاضرا:

والملابس رخيصة الثمن ضارة جدا بالبيئة وبدأ يشرح ويفصل القول.

7- لا تسارع باستبدال هاتفك

رأيت شابا مولودا بألمانيا ومعه تليفون قديم يستعمله ولا يغيره، فسألته لماذا لا تغير جهاز تليفونك؟

فقال: حفاظا على البيئة..

ثم بدا يشرح علاقة أجهزة التليفون الجديدة وكثرة استهلاكها بالبيئة.

ختاما أقول:

إننا نتعبد لله تبارك وتعالى بكل فعل أو ترك يحفظ للأرض جمالها وبركتها ونقاءها ويدرأ عنها الفساد.

حينما نسقى شجرة فإننا نستشعر أنها روح ونحتسب فيها الأجر من الله العلي الكبير، وحينما نطعم عصفورا فإنما لكونه شريك لنا في عبوديته لله تعالى، وإذا غرسنا غرسا فإننا نغرسه لمن يأتي بعدنا من الإنسان والطير وسائر المخلوقات، ولعل من أعظم الدلالات على مكانة الغرس والتشجير حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تَقوم حتى يَغرِسَها، فليَغرِسْها) رواه البخاري في الأدب المفرد.

لقد أُهبِط أبونا آدم عليه السلام إلى الأرض، وهي مباركة نقية طاهرة لا عوج فيها ولا فسادا، وتلك أمانة في أعناقنا.

 وإنما نعيش على ظهرها مستخلفين، ولا يليق بنا إلا أن نُسَلمها لمن يأتي بعدنا وهي جديرة بالحياة.

***

بقلم الشيخ/ طه سليمان عامر

رئيس هيئة العلماء والدعاة بألمانيا