قضايا متجددة حول رسالة المساجد في أوروبا

الشيخ كمال عمارة

الشيخ كمال عمارة

تناولنا في المقال السابق رسالة المسجد وخصوصيتها في الواقع الأوربي، وقد أشرنا إلى الخصائص التالية، نوردها مبوبةً تقريباً للفهم ومدخلاً لبسط بعض القضايا المتعلقة بالمساجد، ممّا يكثر التطرق إليه بين المسلمين الأوروبيين.

الفرص والمساحات المتاحة:

  • حرية الدعوة وممارسة الشعائر والعبادات.
  • حرية إقامة المساجد وإدارتها.
  • وجود بعض القوانين الداعمة لدور العبادة والأنشطة ذات الطابع الأسري أو الاجتماعي.

العوائق

  • غياب الدعم الرسمي.
  • غياب المرجعية الشرعية الموحدة.
  • قلة الكفاءات الشرعية والإدارية المسيِّرة.

التحديات

  • تنامي التيار العنصري داخل أوروبا والاعتداءات المتكررة على المساجد.
  • التضييقات الإدارية والمضايقات الأمنية لعمل المساجد في بعض البلدان الأوروبية.
  • ضعف الإمكانات المالية.
  • تعدد التيارات المذهبية والفكرية وغياب رؤية موحدة لإدارة المساجد وطبيعة مهمتها.

مع الإشارة إلى أن هذه العناصر متعلقة برسالة المسجد خصوصاَ وليس بالواقع الدعوي عموماً، حيث إن الفرص والعوائق والتحديات على هذا المستوى الأعم، أكثر وأشد تنوعاً وتعقيدا.

دعونا نركز في هذا المقام على توجهين اثنين يتجاذبان رؤية المسلمين الأوروبيين للمساجد ودورها، واحد يميل إلى الانفتاح والفعالية المجتمعية وآخر يميل إلى التقوقع والانغلاق. ولحسن الحظ فإن التوجه الأول هو الغالب على الساحة اليوم. فبالإضافة إلى الدور الأساسي في احتضان عبادة المسلمين وشعائرهم، وتربية الأجيال وتعليمهم وحفظ هويتهم؛ فإن للمساجد في أوربا دوراً أساسياً في الرعاية والوساطة الأسرية والمساهمة في الجهود المجتمعية العامة، بل تطورت هذه الرسالة لدى كثير من المساجد والمراكز الإسلامية في أوروبا إلى مستوى المشاركة السياسية واحتضان المنتديات لعرض البرامج الحزبية وتشجيع المسلمين على الإدلاء برأيهم والمساهمة في المحطات الانتخابية.

كل ذلك يتم في جو من الشفافية والانفتاح ييسر لكل من أراد من المواطنين الأوروبيين من غير المسلمين، زيارة المساجد للاطلاع على مناشطها وخطبها وسير الحياة اليومية فيها، سواءً عبر ما يُسمى بـ ” اليوم المفتوح” أو عبر محطات أسبوعية ثابتة، وقد سرني كثيرا ما رأيته في زيارة لمسجد النور في مدينة «ترومسو» شمال النرويج، وكانت الشمس لا تغرب فيها أيام الزيارة، وقد توقعت أني سأجد مسجداً معزولاً عن محيطه، يؤمه قليل من الناس في صلاة الجمعة، فإذا بي أفاجأ بتنظيم محكم يقوم عليه مسلمون من أصل نرويجي، وخلف الصفوف أعدت كراسٍ مخصصة لغير المسلمين الراغبين في حضور الجمعة ، وكانت مملوءة بالكامل وأكثر الضيوف من الشباب، ومثلهم من الشابات في قسم النساء، وزاد المشهد جمالاً إعلان أحد الشباب إسلامه بعد الخطبة. وعند انتهاء الصلاة أقام المسجد غداءً على شرف الضيوف الحاضرين، وقد سألت أحد الشباب النرويجيين، لاحظت فيه انفتاحا وتبسطا أكثر من رفاقه، إن كانت هذه هي الزيارة الأولى له للمسجد، فأجاب بأنها الزيارة الرابعة ولن تكون الأخيرة، وأنه يفكر في الإسلام ولم يعد الطريق طويلا على حسب قوله، وقد لفت انتباهي أنه كان يصلي معنا في الصف الأول عندما أقيم لصلاة العصر. هذا الحديث عن مسجد في مدينة لا تشرق فيها الشمس في أقصى الشمال، وهو حال أكثر المساجد الأوروبية من حيث الانفتاح والشفافية والمشاركة المجتمعية.

ورغم هذا التوجه العام، يطفو على السطح من حين لآخر تشويش أو تشكيك في المنطلقات الشرعية، انطلاقا من رؤية مغلقة محبطة، أو اجتهادات فقهية لا تراعي البعد المقاصدي أو خصوصية الواقع الأوروبي. ومن الأمثلة على ذلك مسألة التوسع في استقبال غير المسلمين في المساجد، أو الفتيات المسلمات غير المحجبات أو الشباب الذي ابتلي ببعض المعاصي والمخالفات.

التوسع في دخول غير المسلمين إلى المساجد في أوروبا:

قد يكون استحضار الخلاف الفقهي حول هذه المسألة مقبولا في البلاد الإسلامية، ولكني لا أرى له مسوغا في البلاد الأوروبية التي تحتضن المساجد وترعاها، وتنتصب في قلب أحيائها ومدنها، ويحيط بها غير المسلمين من كل جانب، بالإضافة إلى أن مهمة دعوة غير المسلمين إلى الإسلام وتأليف قلوبهم، أو على الأقل كسب تعاطفهم وتعاونهم، تندرج ضمن أولويات المساجد ومهامها الأساسية.

فكيف يمكن أن يكون هذا ممكنا دون اعتماد سياسة الانفتاح وتيسير الزيارة والتشجيع عليها لكل من رغب فيها من غير المسلمين، وبخاصة أنه لا دليلَ صريحاً صحيحاً على حرمة ذلك أو حتى كراهته، بل إن النصوص الشرعية طافيةٌ شافيةٌ بجواز ذلك والترغيب فيه، متى دعت إليه حاجة أو كان بقصد دعوتهم وتوضيح شعائر الإسلام لهم. وكل ما ورد في خلاف ذلك مما يوهم التحريم، إما محمول على المسجد الحرام خصوصا ً، أو ما كان من باب إذلال المسلمين والاعتداء على حرمة المسجد، وهذا متفق على عدم قبوله طواعية . 

فقد روى أبو هريرة – رضي الله عنه –  أن رسول الله ﷺ بعث خيلاً قِبَل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له : ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد ” (متفق عليه البخاري(462)، ومسلم (1764))،  ووجه الدلالة أن ثمامة أدخل المسجد وربط بسارية من سواريه وهو مشرك، وعن عثمان ابن أبي العاص-رضي الله عنه- أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله ﷺ فأنزلهم المسجد حتى يكون أرق لقلوبهم” (رواه ابن خزيمة (601))، وتنبه هنا إلى كلمة حتى يكون أرق لقلوبهم.  وعن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: بينما نحن جلوس مع النبي ﷺ في المسجد دخل رجلٌ على جمل، فأناخه في المسجد، ثم عقله، ثم قال لهم: أيكم محمد؟ والنبي ﷺ بين ظهرانيهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ….” (البخاري(63) ومسلم(12)) وروى أبو هريرة – رضي الله عنه – أيضاً قال: إن اليهود أتوا النبي ﷺ وهو جالس في المسجد في أصحابه، فقالوا: يا أبا القاسم في رجل وامرأة زنيا منهم” (رواه أبو داود(488))

وكان أبو سفيان يدخل مسجد المدينة وهو على شِرْكِهِ، واستقبل النبي ﷺ نصارى نجران في مسجد المدينة، ولما حان وقت صلاتهم صلوا في المسجد إلى المشرق، وقال فيهم ﷺ “دَعُوهُمْ “. وقد ترجم البخاري في صحيحه دخول المشرك المسجد، في إشارة إلى مذهبه في جواز ذلك، على عادته في التبويب، وأورد حادثة ربْط ثُمامة بن أُثال التي سبق ذكرها (الحديث 462) وعلى هذا الرأي أكثر الأئمة، وقَصَرَهُ الشافعي على الضرورة أو الحاجة.

بل ذهب أبو حنيفة إلى القول بجواز دخول غير المسلم المسجد الحرام والْحَرَمَ، وحَمَلَ نجاسته في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الذينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُواَ المسجدَ الحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا) (التوبة: 28) على أنها نجاسة معنوية، وحمل قربان المسجد على المُكْثِ فيه، كما حمل دخول الحرم على الاستيطان فيه، أو أن ذلك محمول على دخولهم استيلاءً واستعلاء أو طائفين عراة كما كانت عادتهم في الجاهلية.

ولا يخفى أن مدار حديث الفقهاء واختلافهم إنما هو حول المساجد في دولة الإسلام وبلاد المسلمين، لا في بيئة غير بيئتها ودولة غير دولتها، مما يقتضي اجتهادا معاصرا يراعي اختلاف الحالات والمآلات.

وان كانت الاجتهادات التقليدية القديمة نفسها تتسع لما عليه المساجد الأوروبية اليوم من انفتاح على محيطها وخدمة لمجتمعاتها ودعوة مباشرة لرسالة الإسلام.

مع التأكيد أيضاً، أن ذلك مرتبط بتحقيق مصلحة معتبرة، ومشروط بعدم تعطيل الرسالة الأساسية للمسجد ومراعاة أحوال المصلين، وعدم تضررهم من ذلك، وهذا أمر راجع إلى تقدير واجتهاد القائمين على المساجد، وقد صار هيناً والحمد لله، وجرت عليه العادة فأصبح معتادا، وتحققت منه مصالح عظيمة.

وليس من الضروري إلزام الزائرات للمسجد، غير المسلمات، بلباس محدد أو تغطية كامل الجسد، لأنهن غير مخاطبات بفروع الشريعة، ومخافة أن يحد ذلك من إقبالهن على سماع شرع الله والاطلاع عليه عن قرب. وبخاصة أن كثيرا من الزائرين والزائرات يأتون إلى المساجد مباشرة من أماكن عملهم أو دراستهم في إطار زيارات مدرسية أو مهنية، وقد يكفي تنبيههم مسبقا بحرمة المسجد وأن تكون الهيئة على قدرٍ من الاحتشام. ولقد عهدنا في الأوروبيين احتراما لهذه الإرشادات واستجابة كبيرة لها.   

أما من الناحية العملية فإن المساجد تسلك في هذا السبيل أحد خيارات ثلاثة:

فبعضها يهيئ عشرات العباءات ويلزم الزائرات بارتدائها عند دخول المسجد

والبعض الآخر يكتفي بالطلب مسبقا بقدرٍ من الاحتشام

في حين يهمل البعض الآخر هذا الأمر ويسيء اختيار أوقات الزيارات وأماكنها، فتحصل إخلالات لا تليق بالمسجد وتسيء لمرتاديه. فالمساجد بيوت الله، وهي أطهر الأماكن وأحبها إلى الله تعالى، ولا يجوز التقصير في الحفاظ على طهارتها وسموّها وراحة المصلين فيها، وقد جاؤوا راغبين في الانقطاع عن زخم الحياة الخارجية وفتنها، طامعين في لحظات صفاء روحي وصلة بالله تعالى لا يشوبها شيء.

والأمر موكول إلى القائمين على المساجد في تقدير كيفية التعامل مع ضيوف المسجد ورواده من غير المسلمين، بحسب توقيت الزيارة ومكانها وبرنامجها، من غير تشدد منفر ولا تساهل مخلٍّ.

كما يجب أن يستعد القائمون على المساجد بشكل جيد لاستقبال هؤلاء الضيوف وتوفير سبل الراحة والاستفادة المثلى من الزيارة، فقد بينت التجربة أن للزيارة الأولى تأثيرا كبيراً وانطباعات مهمة، وبخاصة حين يفاجأ الزائرون بصورة مخالفة تماما لما يروج له في الإعلام من تشويه وافتراء.

وأكثر ما يجب الانتباه إليه في هذا المجال أن يكون المستقبل متقنا للغة القوم إن لم يكن من جنسهم، كريم النفس جميل الأدب، حاضر البديهة.    

دخول غير المحجبات المسلمات إلى المساجد الأوربية ومشاركتهن في المناشط:

هذه مسألة تثير أيضا بعض الجدل في أوساط أعضاء ومشرفي المساجد والمراكز الأوربية، وإن كان أغلبهم قد اختار الحل الأسهل بوضع قيود على دخول الفتيات والنساء المسلمات غير المحجبات. ولكن هل هذا هو الحل الأنسب للمسلمين في الغرب؟ ألم يكن مسجد رسول الله ﷺ مفتوحا لكل المسلمين فيدخله الكافر مستوضحا والعاصي مستغفراً، والمفطر في رمضان يشهد على نفسه بالهلاك؟ أليس المسجد في أوربا هو المحضن التربوي الوحيد المتاح لفتياتنا وفتياننا؟ فإذا أغلقناه دونهم، فأي سبيل سيختارون؟ وإلى أي بدائل سيتجهون؟ وأوروبا كلها تتزين لهم بملاهيها وزخرفها ونواديها؟

ثم أي دليل شرعي يمنع من احتضان العاصين من شبابنا وشاباتنا في مساجدنا ومراكزنا؟ أم هو الجمود والهروب من الواقع وغياب الحكمة في التعامل مع تحدياته.

وقد فصلنا القول في جواز دخول الكافرات إلى المساجد في بلاد المسلمين، فما بالك بالمؤمنات غير المحجبات، بلْه ما تتميز به مساجد أوروبا ومراكزها من خصوصية في البيئة والرسالة وما تحتاجه من فقه يراعي هذه الخصوصية ويستجيب لمتطلبات الواقع ومقاصد التشريع.

مع الإشارة هنا، إلى أن أكثر المساجد والمراكز الإسلامية في أوربا عبارة عن مقار عادية مسوغة عبر الكراء، وما كان منها مملوكا مستقلا فغالبا ما يتضمن مرافق عديدة لا تمثل فيها قاعة الصلاة إلا نسبة ضئيلة، مما يوفر مرونة في تنظيم المناشط واستيعاب كل الفئات من المسلمين من غير تعطيل لأداء الصلوات أو تشويش عليها.

وقد أرشدنا الله تعالى إلى أن نقول سلاماً، ونقرب رحمة الله من عباده، ونحببهم في طاعته، قال الله تعالى: وَإِذَا جَآءَكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِـَٔايَٰتِنَا فَقُلْ سَلَٰمٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُۥ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوٓءًۢا بِجَهَٰلَةٍۢ ثُمَّ تَابَ مِنۢ بَعْدِهِۦ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُۥ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (الأنعام 54)

وقد تبينت أهمية هذا المنهج وجدواه، رغم ما يتطلبه من جهد وصبر، من خلال تجارب عديدة ، فقد كان أحد المساجد يعاني من ارتياده من قبل بعض الشباب المسلم المبتلين بالاتجار بالمخدرات، بحكم موقعه في وسط المدينة، فعزمت الإدارة على منعهم من الدخول، خوفا من تشويه صورة المسجد، غير أن الإمام رفض ذلك، واقترح بعض الإجراءات العملية التي تحفظ سمعة المسجد ولا تحرم أولئك الشباب من بيت الله والصلاة فيه ، فكان ذلك عوناً لبعضهم على التوبة والرجوع الى الطريق المستقيم. والأمثلة على ذلك كثيرة لا يكاد يخلو منها مسجد في أوروبا.

ولا يجب علينا أن نتكلف او نبالغ في تنبيه وتذكير هؤلاء المرتادين الغافلين أو الغافلات بشكل مباشر وفظ قد يؤدي إلى نفورهم أو جرح مشاعرهم، بل نترفق بهم ونراعي ظروفهم ، ويسعنا في التعامل معهم أضعف الإيمان إذا تعذرت أو تأخرت سبل الإصلاح.  

لا شك أن إصدار قرار إداري بعدم دخول غير المحجبات إلى المسجد أو انخراطهن في مناشطه، وتعليقه على مدخله، هو أسهل الحلول! لكن كم نفوساً تائقة إلى الصلاح صددناها بذلك؟ وكم فرصا ضيعناها؟ وكم طرقاً للتواصل مع الناس قطعناها؟ ومتى كانت التحديات الدعوية تحلّ بالهروب منها واعتزال الناس؟ ويحضرني بهذا الصدد حديثٌ طالما ردَّدناه وقلّما طبقناه واستحضرناه عند مواجهة الصعوبات في الدعوة وهو قول النبي ﷺ: «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم». (رواه الترمذي)   

ويمكن إجمال مقاصد تشجيع الشباب المسلم على ارتياد المساجد والمراكز الإسلامية الأوربية، وإن كانت الفتاة غير محجبة أو الفتى متلبساً بمعصية في النقاط التالية:

  • تيسير التواصل معهم لترشيدهم وتعليمهم مبادئ الدين وتعاليم الإسلام.
  • توفير البدائل الحسنة لشبابنا المسلمين، لقضاء أوقات الفراغ والابتعاد عن أماكن المجون المنتشرة في كل مكان.
  • الحفاظ على هويتهم وتمنين صلتهم بدينهم.
  • توظيف طاقاتهم وذوي التخصص منهم في خدمة المشاريع الدعوية والمصلحة العامة.
  • تحبيبهم في المسجد وتقوية ثقتهم في رسالته والقائمين عليه ليكونوا رصيدا للدفاع عنه ودعمه على اختلاف مواقعهم وتفاوت التزامهم.

وأخيرا، لا يخفى ما لهذين الموضوعين من ارتباط وثيق بفقه الدعوة وآدابها، وضوابطها وأصولها، وما يجب أن يتحلى به الداعية والقائمون على المساجد والمراكز الإسلامية من علمٍ شرعي وفهمٍ مقاصدي وإلمام بالواقع وتفاصيله. وهذا مَهيعٌ واسعٌ يجب أن تُستنهضَ له هممٌ وتُجندَ له طاقات.  

***

بقلم الشيخ: كمال عمارة