علاقة المرأة بالمسجد ودور الأئمة

مقدّمة:

ما ينبغي لنا إنكار عاهتين فينا:

١- عاهة التدين وفق عادات وتقاليد ورثناها (وخاصّة في حقول الأسرة والمرأة ومعالجة الشأن العامّ) وليس وفق ما جاء في الوحي الصّحيح وما فعله الصّحابة الكرام بحسبانهم أوّل المؤتمنين على حسن الفقه وإحسان التّنزيل سيما إذا أجمعوا على أمر (وخاصّة ما سمّي أصوليًا: التّواتر المعنويّ. وما نسمّيه اليوم: ثقافة عملية لا قولية).

٢- عاهة الخوف من مقاومة ما ثبت وحيا وآل العمل عرفا فينا إلى ما يخالف ذلك. وقع في هذا فقهاء كبار وعلماء عظام. منهم من اعترف بنفسه على نفسه بذلك (في مسألة واحدة معروفة). خوف عامّة النّاس مفهوم. إذ قد يتلبّس به جهل. ولكنّ خوف العالم أن يصلح ما فسد وله فيه برهان ساطع هو ذنب كبير شنّ عليه القرآن الكريم حملات لا تعرف هوادة في سورة البقرة على خلفية أنّ ذلك صناعة إسرائيلية. ولو تأخّر العلماء عن وظيفة البيان لجمد الدين ونبت الفساد ثمّ اضطرمت ناره.

ما ينبغي لنا إنكار ذلك لأنّ بداية الإصلاح وعي وإقرار. حساب الذي يعلم يوم القيامة أثقل من حساب الذي لا يعلم بكثير وكثير. والعالم مطالب بالإصلاح. وليس بلزوم الصّلاح فحسب. ألم يأت الأثر بأنّ صلاح النّاس وفسادهم مشروطان بوظيفة فئتين (الأمراء والعلماء)؟ وهل يرتاب حرّ اليوم في فساد الأمراء؟ أليس طائفة واسعة من علماء عصرنا بين فارّ من مقاومة المنكر ولاعق لأحذية المفسدين؟ أليس إصلاح النّاس في حياتهم الدينية والاجتماعية مطلوبا؟ من تأخّر عن مقاومة الفساد السّياسيّ أليس أولى به أن يقاوم فساد النّاس؟ الحقّ الذي لا مراء فيه (وليرض من يرضى وليغضب من يغضب): كثير منّا (نحن طلبة العلم) نخشى النّاس أن يؤذوننا بتصنيفاتهم أو إشاعاتهم وقالاتهم. ما رأيت في زماني عاهة دينية مثل عاهة بحث الداعية عن جمهور له يبسط له ما يريد ليكون له ردءا يقاوم به دعاة آخرين ينتمون إلى تيّار آخر. هذه ناكية ناكية على أولي الفضل منّا والسعة مقاومتها. 

الذّريعة طريق ذو اتجاهين:

كلّما ذكرت الذّريعة على لسان طالب علم أو متعالم إلاّ ارتبطت بالسدّ. وهو خطأ بيّن. الذّريعة – كما استخدمها الصّحابة وهم أفقه النّاس – تسدّ كلّما غلب على الظنّ أنّها مفضية إلى منكر. ولكنّها تفتح – ودون غضاضة – كلّما غلب على الظنّ أنّها مفضية إلى معروف. ذلك أنّ الشّريعة لم تنصّ على حكم كلّ شيء أو كلّ أمر سيما في الحياة العامّة للنّاس. وجعلت لملء منطقة الفراغ أصولا وضوابط. منطقة الفراغ تعني تكريم الإسلام العقل المجتهد المجدّد. وتعني الاعتراف بتغيّرات الزمان والمكان وغير ذلك ممّا يحتاج إلى تشريعات فرعية جزئية تحت سقف الأصول الكبرى المعروفة. وقريبا من ذلك أصوليًا أنّ دائرة المباح هي أوسع دائرة ضمن الأحكام الخمسة المعروفة. ومن ذا جاء قولهم: كلّ مباح مطلقا يطلق كلّما أفضى إلى خير وبرّ ويقيّد كلّما أفضى إلى شرّ وفساد. الذين يعالجون التحدّي العالمانيّ المعاصر هذا هو سلاحهم الأصوليّ: الشّريعة مغلقة فيما لا يكنه العقل مداه. ولكنّها مفتوحة لكلّ مجتهد ومجدّد فيما عدا ذلك. وذلك ردّا على فرية النمط التيوقراطيّ الذي يحكم أهله باسم الله. فلا تحديث ولا تجديد.

تراثنا بين التقديس والتبخيس:

مذهب الوسطية المفضّل ليس في متناول كلّ من هبّ ودبّ. هو طريق يسير يسر الإسلام. ولكنّه مشروط بالعلم الرّاسخ والإرادة الأرسخ. أرأيت كيف أهمل الخوارج العلم الرّاسخ فضلّوا حتّى بعد أن توفّرت فيهم الإرادة الأرسخ؟

لا مناص لطالب العلم الجادّ والمثابر من العلم بتضاريس تاريخنا الذي أثمر تراثنا. لا يُتصوّر تراث في استقامته وفي تنكّبها ولو جزئيا دون العلم بأنّ القيمة الدينية وحدها لا تصنع الحكمة إذا كانت الأيام بلياليها سائرة في الاتجاه المضادّ. من خلاصات حياتي: المناخ هو كلّ شيء تقريبا في صناعة القيمة الصّحيحة لسلوك صحيح وفي صناعتها لسلوك ناكب. القيمة المجرّدة عفوا من مناخ حيّ نابض لا تصنع حياة.

تاريخنا الذي صنع جزئيا تراثنا وقع اغتصابه مبكّرا. مازال وعينا بهذا التهديد النّبويّ الشديد وعيا هازلا ومازلنا نبوّؤه مبوّأ نبوءة فحسب. وما هو بنبوءة فحسب. بل هو نذارة مغلّظة (لتنقضنّ عرى الإسلام عروة عروة).

تراثنا كلّه تقريبا – ربّما يستثنى تراثنا التّحريريّ – ظلّ يثمر وينتج ويجتهد ويجدّد وهو يتحاشى الاصطدام مع مغتصبي الشرعية. حتّى أكره على شرعنة ذلك أملا في عدم الاصطدام ورجاء من غيمة كاربة أن تزول. فما زالت غيمة. ولكن زال عن تراثنا تجدّده كلّما وقع الاحتكاك والاشتباك مع دوائر الاغتصاب.

العلم بهذا من لدن من يرثه مطلوب. فلا يتورّط في تقديس لا تسبغ نعمه إلاّ على الوحي الكريم. ولا في تبخيس لا يصدر إلاّ عن جاهل أو حاقد.

عندما يقول المرء مثل هذا فهو يريد القول أنّ تراثنا في معظمه مضيء ساطع وأنّ اتجاهه العامّ صحيح. ولكن لا يعني ذلك أنّه تراث لا يأتيه الباطل. والذين أخطؤوا في قضية الأسرة والمرأة تحديدا يظلّون قامات. ألا يخطئ القامة؟ ولكن الظنّ عندي أنّ تيّار المحافظة السيئة (بل الحنين إلى بعض مراسم الجاهلية العربية)

كان أقوى منهم. (قال شيخ المفسّرين الطبريّ أنّ هجر النّاشز كهجر الدابّة. وقال المجدّد الكبير ابن القيّم أنّ الذّكر أفضل من الأنثى بمنطوق آية آل عمران. أمّا ما وثّقه المرحوم عبد الرّحمان الجزيري في كتابه المعتمد رسميا ” الفقه على المذاهب الأربعة ” فهو موغل في هذه العاهة. قال مثلا: أنّ المرأة ترفع عقيرتها بالصّياح حتّى ينجدها فحل يذكّي لها دابّتها وهي لا تتولّى ذلك. وهذا منه – رحمه الله وغفر الله لنا وله – غيض من فيض. ولا مفرّ لطالب العلم من الاطلاع بنفسه على هذا ومثله).

الأسرة والمرأة في يمّ الحياة دوما:

كلام صحيح وخطير وكبير يكبر علينا قبوله. ويعسر علينا سماعه. والحقّ أنّ مرارة الحقّ لمن يصبر عليه أشدّ وطئا وأقوم قيلا من الرّكون إلى سماع ما يطرب فحسب. ومن عاهاتنا أنّ ما لغط به غيرنا من الخصوم حقيق بنا النّأي بأنفسنا عنه. إذا تحدّث خصومنا كثيرا عن قيم التّحرّر والمرأة والتحديث فإنّ التدين هو مفاصلة ذلك (بتعبير الشهيد سيد قطب رحمه الله) والنّأي عنه. لو كان ذلك كذلك لاختار جعفر الطيّار في حضرة محكمة النّجاشيّ سورة (الكافرون) بدل سورة (مريم). أليس كلّه من ذكر الله؟ تلك هي الحكمة وذلك هو الميزان.

سؤال في يمّ الحكمة: لماذا فصّل الوحي (بل القرآن نفسه الذي فوّت فيما هو أولى منه أو كما نزعم) في مجال الأسرة والمرأة زوجا وقبل الزوجية وبعدها؟ أليس تفصيله فيما هو أهمّ بزعمنا (الصّلاة) أولى؟

الجواب عندي: ليس في منظومة الإسلام قيمة أفضل من قيمة. وحقل أفضل من حقل. هناك قيمة أولى من قيمة. وحقل أولى من حقل. اولوية تكامل وبنائية. وليس أولوية تفاضل.

الجواب عندي: ما فصّل القرآن الكريم بنفسه وفي آيات محكمات لا متشابهات وبالعشرات في حقل الأسرة عامّة والمرأة خاصّة إلاّ ليعلّمنا أنّ ديننا في الجملة لا يقوم إلاّ بذلك تفصيلا وليس إجمالا. ليعلّمنا أنّ قوّتنا الاجتماعية والقيمية هي في قوّة أسرتنا التي فيها المرأة جهاز تنفّس ورئة هواء. وليس ساقا يمكن بترها وتتواصل الحياة.

من لا يستقرئ نظم الشريعة مبصرا ما قدّمت وأخّرت وما كبّرت وصغّرت وما أجملت وفصّلت لا يمكن أن يتقلّد مناصب الفقه ولا الاجتهاد ولا الإفتاء ولا معالجة تحديات معاصرة بالغة الاشتباك.

عندي سؤال آخر: ترى لماذا يحرص الخصوم على كسب معركة المرأة؟ ترى لماذا تدخل هذه المعركة أعلى هيئة أممية (اتفاقيات سيداو مثلا ومؤتمر السكان في القاهرة وبيجين 1994 و1995) كلّ ذلك صدفة؟

الجواب عندي: خصمنا يعلم (أكثر منّا رغم غضب بعض إخواني) مناطق القوّة فينا. فهو يجتهد لطمسها وتلويثها. هو يعلم أنّ المرأة عاطفة بالمعنى الإيجابيّ وعلى معنى أنّها إذا تقلّدت قيمة تموت بها وعليها ولأجلها. ومن دلائل التّاريخ التي يحرص فحول كثيرون على لجمها: لم ترتدّ امرأة واحدة في التاريخ. ولكن ارتد فحول وفحول.

ممّا أحدّث به نفسي أنّ الله الذي رتّبت أقداره الغلاّبة أن يشيّد الإسلام على أسّ ثلاثة هي (أوّل مؤمن في الأرض امرأة لا فحل. وأوّل شهيد امرأة لا فحل. وأوّل مستأمن على أوّل مصحف امرأة لا فحل) أراد أن يفرغ أفئدتنا من جاهلية عربية نشيدها الرّسميّ (المرأة سقط متاع) ويملؤنا بقيمة عظمى (المرأة شقيق الرّجل. ومساو له: قيمة ومصدرية ورسالة ومآبا وجزاء). هل جاء ذلك كذلك صدفة؟

من فقه الصّحابة لقيمة المرأة:

الفاروق (وهو الأشدّ في دين الله بتعبير محمّد عليه السلام) يقلّد (الشّفَاء) رئاسة السّوق المركزيّ لعاصمة الدولة.  وهو نفسه تعترض عليه المرأة وهو يجمع بين إمامة الجمعة وفوق منبرها وبين رئاسة الدّولة في قضية مهور فيقرّها ويعتذر والنّاس يسمعون ويرون. رئيس لجنة الانتخابات بعد اغتيال الفاروق يلج البيوت بيتا بيتا يرصد آراء النّاس حتّى العذراء في خدرها. ما منعها دين من المشاركة في انتخاب رئيس جديد. ولا منعه هو تدين مزيّف أن يستطلع آراءهنّ. هل تأخّر الإمام البخاريّ عن قبول امرأة في سنده (أمّ محمّد)؟ كيف وقد أخذ هو بنفسه العلم عن عشر شيخات معروفات بأسمائهنّ؟ وفي إثره تعلّم شارحه (العسقلانيّ) من عشرين شيخة معروفات بأسمائهنّ. أسماء هؤلاء وأولئك دوّنها المرحوم الغزاليّ في بعض كتبه. أين تعلّم هؤلاء علوم الحديث؟ لا معهد في تلك الأيام عدا المسجد.

من التي علّمت بالإسكندرية لخمسين عاما كاملات القراءات العشر وتخرّج على يديها مئات – بل آلاف – من المقرئين؟ أليست أمّ السعد؟

هل رفع جاهل عقيرته أنّ صوتها عورة؟

أولئك جميعا أشربوا فقه محمّد عليه السلام. وقوامه أنّ المرأة تبايعه بنفسها. وليس بطريق زوجها أو أبيها وأنّها تطلبه بتخصيص حلقة أسبوعية لها في المسجد فيستجيب. وأنّها تجاهد معه بسيفها وتبقر به بطون المشركين. وأنّها تهاجر زرافات ووحدانا تاركة زوجا وأهلا بمكّة تتحرّر من إكراه قريش فيستقبلها. وأنّها تؤمّ أهل بيتها لفرط علمها وبعدها عن المسجد وتواضع علم من يليها وهو من يقرّها على ذلك. وأنّها تمنح اللّجوء لمشركين في حالة طوارئ عامّة فإذا أخبرته بعد لأي أقرّها فرحا بعملها. وأنّها تشارك في البردين متلفّعات بمروطهنّ لا يعرفن من الغلس كما روت عائشة في البخاريّ. وأنّها تخرج من بيتها معتدّة من وفاة زوج تجذّ نخلها فيقرّها مشجّعا.

ما هو المطلوب منّا:

١- دراسة كتاب (تحرير المرأة في عصر الرّسالة) للمرحوم أبي شقّة. وحتّى يطمئنّ الإمام أنّ صاحبه ليس علمانيا ولا ليبراليا فإنّ علمين ممّن نتعلّم منهما الفكر والفقه قدّما له وأثنيا عليه (الغزالي والقرضاوي عليهما كلّ الرّحمة وكلّ الرّضوان). دراسة علمية وليس قراءة مطالعة متعجّلة. مزية هذا المؤلف الذي لم يؤلّف في موضوعه البتّة أنّه لزم القرآن وصحيحي الإمامين فحسب.

٢- لزوم الحذر كلّه كلّما عثر على حديث نبويّ ضعيف في مسألة المرأة والأسرة. حركة الوضع (الكذب) نشبت هنا وفي مجال السياسة نشوبا. ونجحت في صناعة عقل ظاهره التقوى وباطنه الخواء. ما صحّ هنا كاف وزيادة. طالب العلم يميّز بين العلم وبين الفقه. سائق العلم حتّى لو صحّ في غير محلّه أو في محلّ يخشى إفضاؤه إلى سوء هو سائق يقود عربة بدون رخصة سياقة وفي مكان شديد الاكتظاظ.

٣- العفو عمّا له ملابساته الغابرة (ختان الإناث والانتقاب وإرضاع الكبير) والإعراض عمّا يقدّم الإسلام في صورة مخيفة أو سيئة. الفقيه ينتقي أطيب الثّمر وليس يعود لأهله متأبّطا كلّ معروض.

٤- رعاية المتغيّرات في مسألة الأسرة والإفادة بجهود المجلس الأوروبيّ للإفتاء. دراسات معمقة وفتاوى وتوصيات. سبق إبن القيّم كلّ النّاس في القول أنّ الإفتاء شأن محلّيّ ومباشر. ولا سلطان لأيّ عالم من خارج أوروبا على صناعة فتاوانا واجتهاداتنا. أليس أهل أوروبا أدرى بتحدياتهم؟

٥- العلم بأنّ تقديم الصورة الصحيحة للإسلام ليس هزيمة كما يشيع بعضهم. بل هو سنّة نبوية (حتّى تعلم يهود أنّ في ديننا فسحة) و (عدم بنائه البيت على قواعد إبراهيم وقد نزل الوحي إليه بذلك). الهزيمة هي حبس الإسلام في صورة تاريخية غابرة ليكون التاريخ حاكما على الإسلام. الهزيمة هي تطويع محكمات الإسلام لرغبات النّاس. الوسطية هي طريق ثالث آخر وممكن.

٦- ترجمة ما صحّ عن المرأة إلى لغات أوروبا. ووضعه في متناول النّاس سيما في مطويات خفيفة ومواقع إلكترونية.

٧- تصحيح موقف الإسلام عن الأسرة والمرأة يوما من بعد يوم من خلال الخطب الهادفة والدروس والمواعظ والمحاضرات ومقاومة الاتجاهين الفاسدين معا: اتجاه العلمنة واتجاه الجمود. كلاهما آفة.

٨- تخصيص مناشط خاصّة بالمرأة في المسجد ومناشط أخرى مختلطة ورعاية الشباب منهم بصفة خاصّة. والتّخطيط لعودة المرأة إلى المسجد عودة صحيحة وحقيقية وبتأنّ فيه العلم والمعرفة والترغيب والصبر. وفي الآن نفسه العمل على تحطيم جدر سميكة ظالمة جائرة حفرتها عاداتنا بين المرأة والمسجد. أليس الحقّ أولى بالإتّباع؟ أليس فتح الذريعة المفضية إلى المعروف أولى؟ هل هناك اليوم مكان واحد لم تلجه المرأة؟ إلاّ بيت ربها. وكتاب ربّها الذي أفلح الناس في الحيلولة دونها ودونه أنّها إذا حاضت فهي رجس من الشّيطان. نجحوا والله. وسينجحون كلّما تأخّرنا عن مقارفة العلم والمعرفة والتمحيص.

٩- إنشاء محاضن خاصّة بهنّ على هامش المسجد: مبادرات موسمية لعلّها تنتهي بإقبالهنّ على المسجد.

.١- إبطال هذا الاعتقاد: لا يجوز ولا يستحبّ للمرأة شهود صلاة الجمعة حتّى وذلك لا يكلّفها شيئا. لا بيت ولا زوج ولا ذرية ولا عمل ولا دراسة. عقيدة إسرائيلية تشرّبناها: حرام على المرأة شهود الجمعة. ولكن تشهد احتفالا في المسجد. نبيح لغير المسلمة الدخول والاطلاع ونحرّم ذلك على المسلمة. من يتورّط في هذا ليدخل النّار: لا يباح أو لا يستحبّ للمرأة شهود الجماعة والجماعة حتى وهي منفكة من كلّ ارتباط ببيت أو زوج أو ولد أو عمل أو دراسة؟ إلاّ من يزعم أنّ للمرأة (إسلام آخر وكتاب آخر ونبيّ آخر).

١١-  التسلّح بالعلم (أصولا ومقاصد) لمقاومة تيّار (النّسوية أو الأنثوية feminisms) الذي يجتال مسلمات ويغتال عقولهنّ (إمامة المرأة الرّجال مطلقا – الصّلاة المشتركة -وغير ذلك ممّا يأتي به البحث وأيام الجهل) هذا تيار قد ينداح في ظلال الجهل والفراغ. مقاومة هذا في أوروبا بالنّص فحسب مجرّدا من حكمه ومقاصده غير متاح. مازال الفهم المقاصديّ فينا باهتا. مازالت المقابلة فيما بين نصّ ومقصد. والمقابلة الصحيحة: نصّ ووسيلة.

خلاصة:

المسجد – سيما في أوروبا – الذي يظلّ مهجورا من المرأة لا مستقبل له. ومثله المسجد الذي يظلّ مهجورا من الطفل والشاب. والمسلم الجديد. المرأة التي لا يكون لها من التربية والعلم بالدين وبالواقع في محاضن المسجد لا يؤمّل منها أن تلد بارّا وتربّي بارّا. أليس فاقد الشيء لا يعطيه؟ الإمام الذي ينحني للواقع الجائر خوفا من الناس لا يؤتمن على دين ودعوة حتى لو كان هو نفسه هزبرا هصورا في وجه السلطان. قيمة الإصلاح لا تتجزأ من حيث أنها قيمة. ولكن تنجزأ من حيث أنها خطة وعمل. المرأة هي طعم معركتنا: من يكسب المرأة إلى جانبه فالقابلات له. ومن فرّط فيها اليوم التقطتها الخصوم لتجعل منها غدا رأس حربة.

بقلم الشيخ/ الهادي بريك.

اقرأ أيضًا:

قيمة الجمال في الإسلام

كيف تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الشباب؟

    المقالات المنشورة بالموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس الأوروبي للأئمة