رمضان والمسلمون الجدد

الشيخ كمال عمارة

الشيخ كمال عمارة

لا يكاد يمر يوم في أوربا دون أن يفتح الله قلوب بعض عباده من الأوربيين إلى الدخول في الإسلام، والتحلي بآدابه والتعلق بأحكامه. غير أن هؤلاء المهتدين الجدد يعانون غالباً  في بداية حياتهم الجديدة ازدواجية الانتماء إلى عالمين، وينتابهم القلق مما يحمله لهم عالمهم الجديد، والخوف من العزلة في عالمهم القديم. فقد أكد لنا كثير منهم أن أشد ما يشغلهم بعد خطوة إعلان الإسلام أمران :

 الأول  هو مصير علاقاتهم الاجتماعية القديمة، وأواصرهم العائلية.

 والثاني: مدى قدرتهم على فهم وتطبيق التكليفات الدينية الإسلامية واحتمال تأثيرها على أعمالهم والتزاماتهم الوظيفية.

ويأتي في طليعة هذه التكليفات الصيام، حيث يعتبر أول رمضان في حياة المهتدي محطة فارقة تمتزج فيها مشاعر متباينة، وقد يجد فيها صعوبة في التأقلم.

فهذه إحدى الأخوات المهتديات تقول إنها كانت متخوفة من صعوبة الصوم في أول رمضان لها سنة 2019، وأن الأكل في ساعة متأخرة ثم الاستيقاظ للسحور وصلاة الفجر كان شاقاً عليها جداً وأثر على أدائها في العمل؛ كما قالت آنها شعرت بأنها ازدادت انعزالاً في رمضان، فهي لا تشارك زملاءها في العمل فترة استراحة الفطور كما اعتادت من قبل، وتفطر وحدها مساءً بسبب تأخر وقت المغرب.

إن كلام هذه الأخت يحتم علينا النظر في الوسائل الكفيلة بمساعدة هؤلاء المقبلين الجدد على هذا الدين، بعد أن فارقوا عاداتهم ومألوفاتهم وضيقوا من حدود علاقاتهم القديمة، حتى يكون الإسلام نافذة جديدة نحو السعادة والسلام النفسي والشعور بالجماعة الحاضنة والأخوة الحانية.

ومن التجارب التي تأكدت نجاحتها في احتضان المسلمين الجدد في رمضان:

  • إقامة إفطارات جماعية خاصة بهم.
  • تنظيم لقاءات بين الجدد وأصحاب الخبرة من المهتدين لتبادل الخبرات وتذليل العقبات.
  • إقامة دورات علمية في فقه الصيام.
  • ربط كل مهتدٍ جديد بعائلة مسلمة تكون راعية ومرجعاً له فيما يستشكل عليه، ويشهد معها الإفطار أحيانا.