تطوير البرامج والنشاطات المسجدية في رمضان

إدارة الإعلام

إدارة الإعلام

يمتدّ الموسم الرمضاني المبارك شهراً بحِيَالِهِ، تنفتح معه آفاق رحبة للبرامج والنشاطات المسجدية، التي تجدر العناية بتنميتها وتطويرها حولاً بعد حولٍ، أخذاً بعين الاعتبار الأولويات والمتطلبات والخيارات التالية:

  • تنويع البرامج والنشاطات المسجدية بما يوائم طبيعة موسم رمضان ويتحرّى مقاصده ويُلبِّي احتياجات الجمهور المتعددة. غنيّ عن البيان أنّ هذا الشهر فرصة مثالية لتعليم الأجيال أمور دينها، ولإنعاش الإيمان الدافئ والحضّ على الطاعات وتنمية الالتزامات القِيَميّة، وللتشجيع على المبادرة إلى الخير والبرّ والإحسان، والتراحم والتواصل بين الأجيال، ولتوثيق عرى المسلمين فيما بينهم، ومع مجتمعهم العريض، وتنمية حضورهم الإيجابي في البيئة المحلية.
  • إعادة تصميم برامج رمضان ونشاطاته بما يُراعي التحوّلات والمستجدات في الواقع والبيئة المحلية. يتّضح هذا، مثلاً، في مواسم الأوبئة والجوائح – نسأل الله العافية – بما قد يترتّب عليها من إغلاقات، وتعليق الصلوات الجامعة، وفرض إجراءات وقائية حسب تعليمات السلطات الصحية المختصة.
  • إدماج جمهور المسجد في تطوير البرامج والنشاطات، من خلال خيارات تفاعلية في تصميم هذه البرامج والنشاطات وفي تنفيذها. من شأن هذا المسعى أن يحقِّق جملة من المكتسبات المرجوّة، منها:
  • ربط الجمهور بالمسجد أو المركز بعُرى أوثق.
  • تكييف البرامج والأنشطة بما يراعي اهتمامات الجمهور ويتحرّى احتياجاته.
  • تنمية القدرة على الوصول إلى أوساط وفئات في المجتمع.
  • تمكين إدارة المسجد أو المركز من استشعار انطباعات الجمهور والاستفادة منها في التحسين والتطوير.
  • تخفيف أعباء التنفيذ عن إدارة المسجد أو المركز والانفتاح على خيارات تطوّعية.
  • رغم أنّ الأولوية في النشاطات والبرامج ينبغي أن تتوجّه في العادة إلى جمهور المسجد المباشر في المقام الأوّل، إلاّ أنّ ذلك لا يقضي بالاقتصار على هذا الجمهور اللصيق وحده. يَجدُر توسيع مجالات النشاط إلى دوائر أوسع وأوساط أكثر تنوّعاً، من خلال خيارات عملية وتواصلية وشبكية متعدِّدة.
  • على المساجد والمراكز الإسلامية أن تطوِّر برامج اجتماعية وخِدْميّة خاصة بشهر رمضان المبارك، فهو موسم العطاء والتراحم. يُنصَح في هذا المقام بتنظيم برامج ونشاطات تتوجّه إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، ونزلاء المشافي وأصحاب الأمراض المستعصية، والفئات الضعيفة والهشّة في المجتمع، والفقراء والمحتاجين وفاقدي المأوى ونزلاء السجون، من خلال مبادرات مباشرة و/أو عبر شراكات مع مؤسسات وهيئات متخصِّصة. من المهمّ الحرص على معايير الجودة ومتطلّبات الرعاية والتواصل في هذا الشأن حسب ما هو مقرّر في الأنظمة المحلية وما يُتعارَف عليه في البيئة المحلية.
  • إنْ وافق شهر رمضان المبارك، وموسم العيد من بعده؛ مناسباتٍ ومحطّات عامّة أو أيّاماً وطنية ودولية أو مبادراتٍ وحملات مجتمعيّة؛ يجدُر اغتنام هذه الفرصة قدر الإمكان في تقديم رسالة رمضان للمجتمع وإبراز القيم الإيجابية ذات الصلة التي يحضّ عليها الإسلام، وتوجيه بعض برامج رمضان ونشاطاته بما يتناسب مع هذه المناسبات ونحوها إنْ أمكن.
  • على إدارات المساجد والمراكز الإسلامية أن تحرص على تقديم رمضان لمجتمعها العريض والمتنوِّع. يقتضي هذا، مثلاً، توجيه قسط من برامج رمضان ونشاطاته نحو حضّ المجتمع المسلم المحلِّي على إنعاش المعايشة الإيجابية والتواصل الحميد مع شركاء المجتمع من حولهم، خاصة من خلال أواصر الجيرة والزمالة والصداقة والعلاقات الاجتماعية المتعددة. إنّ إقامة موائد الإفطار الجامعة مثال حَسَن في هذا الشأن دأبت عليه مساجد ومراكز وجمعيات في مدن وبلدات أوروبية، يجتمع عليها الناس على اختلاف أديانهم ومشاربهم في تراحُم ووئام، وقد يتوجّه بعضها إلى فئات معيّنة في المجتمع هي أحوج إلى من يتفقّد أحوالها ويُجالِسها.
  • مواكبة الاهتمام الذي تُبديه بعض وسائل الإعلام والصحفيين والمؤثِّرين في مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الموسم، من خلال تهيئة فرص التعرّف على هذا الموسم وإنجاز تقارير إيجابية أو مُنصِفة عنه، وتوضيح ما يلزم توضيحه لدفع ما قد يقع من سوء فهم أو إساءة تأويل. على إدارات المساجد والمراكز الإسلامية أن تجتذب التغطيات الإعلامية الإيجابية عن هذا الموسم وتُيسِّر لها السُّبُل، من خلال مواكبة البرامج والنشاطات المسجدية أو الاجتماعية المتصلة بالشهر المبارك، أو التمكين من المعايشة الإعلامية والشبكية لحياة المسلمين في رمضان في نطاق الفرد والأسرة والحياة اليومية، عبر برامج مخصصة لهذا الأمر قد تقوم إدارة المسجد أو المركز بتهيئة السُّبُل لها والتفاهم مع الصحافيّين والناشطين الشبكيّين بشأنها.
  • الحرص على مراعاة المعايير البيئية والالتزامات الإيكولوجية والصحية والمبدئية في نشاطات رمضان وبرامجه، ويُنصَح بتقيُّد المسجد أو المركز عموماً بهذه المعايير والالتزامات بطبيعة الحال. لا يصحّ، مثلاً، إهمال الخيارات الأمثل للتعامل مع النفايات والمُخلّفات. وينبغي المفاضلة بين المواد المستخدمة في البرامج والنشاطات والموائد حسب مواصفاتها الصحية والبيئية/ الإيكولوجية أيضاً، وأن يقدِّم المسلمون مثالاً حميداً لأنفسهم ومجتمعهم في هذا الشأن. يَجدُر اغتنام الموسم الرمضاني في التوعية والترشيد في هذه المجالات التي تتعاظم أهميتها في الحياة الحديثة مع الاستفادة من المؤسسات والجمعيات المختصة في هذا المقام، وتنظيم حملات من قبيل “رمضان أخضر”، أو “صيام صحي”، أو نحو ذلك.