بأقلام المسلمين الجدد: تجربتنا الأولى مع رمضان

لولا، معلمة نرويجية، 32 سنة، أول رمضان سنة 2019:

{منذ 9 سنوات كنت أؤمن أن الإسلام هو الدين الصحيح بالنسبة لي، وبمساعدة الرابطة، كنت على استعداد لاعتناق الإسلام قبل رمضان 2019. وأنا ممتنة جدًا لذلك!

أود أن أشارككم تجربتي مع رمضان، ويمكنني أن أقول إنني واجهت تحديات وإيجابيات في رمضان. 

ولنبدأ بالتحديات:

 – أنا المعلمة المسلمة الوحيدة في المدرسة التي أعمل فيها. لذا فقد واجهت قلة التفهم لصيامي بين زملائي. فقد كانت أيام عملي طويلة وشاقة، دون أي اعتبار أو تقدير لمستوى طاقتي أو قدرتي على التركيز.

 – كامرأة عزباء، عانيت من الوحدة في أيام رمضان الطويلة خلال الأسبوع، لقد كنت محظوظًة جدًا لأنني كنت أتلقى دعواتٍ على الإفطار من العديد من العائلات في مؤسسة الرابطة، ولكن نظرًا لارتباطاتي المهنية ولأنني يجب أن أستيقظ في الساعة 05:30 كل يوم، كان يجب علي أن أنام قبل الإفطار مباشرة وبعده أيضا، لذلك لم تتح لي الفرصة لتلبية تلك الدعوات. إن شاء الله، سيكون لدي عائلتي في غضون سنوات قليلة، وربما تكون أيام الأسبوع في رمضان أكثر متعة حينها.

 – مكان إقامتي بعيد جداً عن الرابطة ولا أستطيع المشاركة في التراويح في أيام العمل، الأمر الذي جعلني أشعر بالاكتئاب قليلاً.

 أما الجوانب الإيجابية من تجربتي مع الصيام ورمضان فأصفها كالتالي :

 – مرَّ الجوع والعطش بعد يوم أو يومين ولا أشعر بهما إطلاقا الآن.

 – أصبحت أكثر صبرًا، خاصة في أثناء التدريس في الفصل مع طلابي.

 – أشعر بأنني أقرب إلى الله مع كل يوم يمر.

 – أشعر بدافع أكبر لتعلم سورة جديدة وقضاء الكثير من الوقت في قراءة القرآن والقراءة عن الإسلام.

 – أشعر أنني محظوظة لأنني جزء من دين يمكنني من الذهاب إلى التراويح في المساء. هناك أشعر بسعادة ومتعة حقيقيتين!

 – على الرغم من أنني لا أحصل على الكثير من الدعم من زملائي، إلا أنني أحصل على الكثير من الدعم من طلابي، يصوم العديد من طلابي أيضًا، لذا فقد أصبح هذا شيئًا نقوم به معًا في صفي، وهناك العديد من غير المؤمنين الذين صاموا لعدة أيام “تضامنًا” معنا. 

 – أشعر وكأنني جزء من شيء كبير عندما أصوم، وغالبًا ما أعتقد أننا حوالي مليار شخص يصومون معًا، وهو أمر أعتقد أنه من الجيد التفكير فيه.

 – عززت علاقتي بالمسجد وبالناس الجميلين الذين قابلتهم في الرابطة. أنا سعيدة جدًا بكل الدعم والرعاية الذي أظهروه لي. شكرا جزيلا عائلتي الرابطة ❤

على الرغم من أنني أشعر بالحزن قليلاً عند انتهاء شهر رمضان لهذا العام، إلا أنني أتطلع إلى الاحتفال بالعيد لأول مرة!  الحمد الله! }

****

لارس، طبيب نرويجي، 40 سنة:

 أول رمضان لي

السلام عليكم

 نحن الآن في منتصف أول صيام لي لشهر رمضان في حياتي.  انتابتني مشاعر مختلطة من الفرح والتخوف قبل بداية الشهر بقليل، وتساءلت كيف ستسير الأمور، هل سأتحمل قضاء كامل اليوم دون تناول الطعام والشراب دون أن ينهار عقلي …؟

 ما شاء الله – أنا أبلى بلاءً حسناً، بل إنني في حالة جيدة جدا بشكل مدهش !!!  حتى أنني كنت في نزهات وجولات في الطبيعة وذهبت لمسافات طويلة في أيام إجازتي، وهو شيء أحب القيام به. نعم – أشعر بعدها بعطش أكثر قليلاً، لكن ليس أكثر مما أستطيع تحمله.

  الجوع ليس مستمرًا، ولكنه يأتي فقط في موجات قليلة قصيرة على مدار اليوم.  ربما يكون أكثر مرونة قليلاً في المساء، عندما يقترب الإفطار، عندها يجب أخذ المزيد من جلسات العزف على “البيانو”.

كان أول يومين من الصيام صعبين بعض الشيء، ولكن بعد ذلك يبدو أن الجسد قد دخل في وضع جديد، حتى أنني لم أفتقد قهوة (الإسبريسو) المعتادة في الصباح، تقريبًا لا أفكر في ذلك.

 لقد قمت ببعض التعديلات فيما يتعلق بالعمل ؛  أنا محظوظ جدًا لأنني أقرر بنفسي ساعات عملي، ويمكنني تغييرها إذا لزم الأمر.  لذا فأنا أعمل ساعات مخفضة طوال شهر رمضان، وأبدأ يوم العمل فقط في منتصف النهار وأعمل نصف يوم … وهذا يعني أنني أحصل على حوالي 6 ساعات من النوم المتواصل من السحور / الفجر (قبل الساعة 4:00 بقليل) حتى ساعة الاستيقاظ.

 التحدي الأكبر بالنسبة لي هو النوم المتقطع – إن الاضطرار إلى الخروج من النوم العميق والاستيقاظ لتناول الطعام في حوالي الساعة الثالثة ليلًا يبدو غريبًا للغاية … خاصة أن الأمر يستغرق بعض الوقت للقدرة على الرجوع الى النوم بعد ذلك، لكن كما ذكرت أعلاه، لدي فرصة أن أنام جيدًا في الصباح، وهذا ينقذني.

 وأنا أعي أن هذه الأوقات الغريبة هي أولاً وقبل كل شيء نتيجة العيش في خطوط العرض العليا (نعيش عند 60 درجة شمالًا)، وليست حالة معظم المسلمين في العالم، الذين يعيشون في خطوط عرض أقرب إلى خط الاستواء، والصيام عندهم كل يوم يزيد أو ينقص قليلاً عن 12 ساعة مهما كان وقت حلول شهر رمضان.

لاحظت بعض التغييرات المثيرة للاهتمام على المستوى العقلي، خاصة منذ اليوم الثالث: فكأن قدرتي على الصبر والرحمة قد زادت بضع درجات، وكذلك حالة الرضا والقدرة على التحكم في الحاجات المادية كالطعام والشراب، إنه تمرين انضباط جيد للغاية يستفيد منه جميع الناس، أشعر حقًا أن رمضان عزز إيماني والحمد لله.

كما أنني أحصل على دعم معنوي وغذائي جيد جدا من عزيزتي.  كما أن الفترة التي تسبق الإفطار فيها كثير من المرح والمتعة !  (مما يشجع ربما على الأكل اكثر  …)

 وأنا أعلم أن الكثيرين شملوني بالدعاء في صلواتهم لأتمكن من قضاء رمضان بطريقة جيدة. أعتقد أن الله سمع هذه الدعوات واستجاب لها.  الحمد لله.

 الله أكبر!  السلام، لارس }

المقالات المنشورة بالموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس الأوروبي للأئمة