البيان الختامي للمؤتمر العالمي للمواقيت

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

وقد شارك فيه عدد من السادة أعضاء هيئة أمناء المجلس الأوروبي للأئمة، في مقدمتهم الدكتور خالد حنفي عضو اللجنة العلمية، والشيخ طه عامر والشيخ وجيه سعد رئيس هيئة الأمناء، وبمشاركة الشيخ كمال عمارة رئيس المجلس.

فقد انعقد بفضل الله وتوفيقه المؤتمر العالمي للمواقيت في الفترة من 19 – 20 صفر 1443 هـــ الموافق 26 – 27 أيلول 2021 م بمدينة إسطنبول بتركيا، الذي نظمته رئاسة الشؤون الدينية التركية، والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، وبمشاركة عددٍ من المؤسسات والمراكز الإسلامية الأوروبية كمؤسسة ملي جروش، والمركز الإسلامي في آخن، ومجلس مسلمي فرنسا، ومسجد باريس، وعددٍ من الاتحادات والروابط الإمامية الأوروبية، ومجموعةٍ من الأئمة ومدراء المراكز والجمعيات الإسلامية في الغرب.

ونظرًا لظروف جائحة كورونا فقد شارك عددٌ من الأئمة والدعاة والمعنيين بملف المواقيت في الغرب عبر تقنيات التواصل الشبكي.

وقد تشرف المؤتمر بحضور أصحاب الفضيلة:
الأستاذ الدكتور/ علي أرباش رئيس الشؤون الدينية التركية.
الأستاذ الدكتور/ عبدالرحمن حاجقلي رئيس المجلس الأعلى للشؤون الدينية التركية.
الشيخ العلامة الأستاذ الدكتور/ على محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو المجلس اللأوروبي للإفتاء والبحوث.
الأستاذ الدكتور/ صهيب حسن القائم مقام رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث.
الأستاذ الدكتور/ حسين حلاوة الأمين العام للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث.
الدكتور/ أكرم كلش الرئيس السابق للمجلس الأعلى للشؤون الدينية التركية.

وقد انعقد المؤتمر بعد عمل مستدام للجنة العلمية والذي بدأ في الثاني عشر من شهر مارس/ آذار 2016م، بعد الندوة العلمية التي نظمتها لجنة الفتوى بألمانيا وكان موضوعها: «حساب مواقيت الصلاة في ألمانيا ومدى إمكانية توحيد درجتها الحسابية»، التى شاركت فيها رئاسة الشؤون الدينية التركية، وعدد من أعضاء المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، والمراكز والمؤسسات الإسلامية في الغرب، وجمعية ملي جروش في ألمانيا، ثم حملت رئاسة الشؤون الدينية التركية من بعدها راية المشروع مع المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث ونسقت مع المعنيين بالملف من الفقهاء والفلكيين، والأئمة ومسؤولي المراكز الإسلامية في الغرب، فشكلت اللجنة العلمية واجتمعت ست مرات، ونظمت ندوة مختصة في المركز الإسلامي بآخن عام 2018م، كما شكلت فريقًا للرصد من الفقهاء والفلكيين، حيث قام بثلاث رحلات رصدية: الأولى في مدينة برلين بألمانيا، والثانية في مدينة براج بالتشيك، والثالثة في محافظة بُولُو بتركيا، ولم تكن ظروف الطقس والموقع مناسبة للرصد في المرتين الأوليين، وكانت أنسب في الثالثة لهذا سُجلت نتائج الرصد في تقرير عمل اللجنة وبُني عليها في المشروع الذي أقرَّه المؤتمر.

ثم قامت اللجنة بجمع التقاويم وطرق حساب مواقيت الصلاة المنتشرة والمعمول بها على الساحة الأوروبية، واشتغلت على تقييمها ودراستها وتحليل أوجه النقص أو الخلل فيها، أو عدم مناسبتها للواقع الأوروبي، ثم طلبت اللجنة في إعلان رسمي منشور تقديم مقترحات ومشروعات لحل إشكالية المواقيت وفق معايير حددتها، وقد قُدِّم إلى اللجنة ستة مشروعات متكاملة وبعد لقاءات مطولة وتقييم للمشروعات من جميع الجوانب انتهت إلى ترجيح مشروعٍ تم عرضه ومناقشته في المؤتمر، وقد سُبق المؤتمر بلقاءٍ موسعٍ ضَمَّ عددًا من الأئمة ومدراء المراكز الإسلامية في الدول الاسكندنافية عبر تقنية التواصل الشبكي، وقد عرض عليهم المشروع واستمعت اللجنة إلى ملاحظاتهم ثم عدَّلت مشروعها وفق ما ورد في هذا الاجتماع.

وقد افتُتح المؤتمر بآيات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن حاجقلي، تلتها كلمة الأستاذ الدكتور صهيب حسن، تلتها كلمة الشيخ الأستاذ الدكتور علي القره داغي، ثم ختمت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكلمة الأستاذ الدكتور علي أرباش رئيس الشؤون الدينية التركية.

ثم تتابعت جلسات المؤتمر، حيث قدم فضيلة الأستاذ الدكتور علي القره داغي ورقةً تأصيلية وتأطيرية حول مقاصد المواقيت وحِكَمها، مُركِّزًا على فقه الميزان ومقصد التيسير والوحدة ورفع الحرج، وضرورة أن يكون مشروع اللجنة العلمية للمؤتمر سبيلًا لتقليل الخلاف، وسببًا في رفع الحرج عن المسلمين على الساحة الأوروبية.

ثم قدم الدكتور خالد حنفي عضو اللجنة العلمية ورقةً بحثيةً تناول فيها التأصيل الشرعي لمشروع اللجنة، وأجاب على أهم الإشكالات التي يمكن أن تَرِدَ على المشروع وفقاً لما تم التوصل إليه في لقاء ستراسبورغ وما بعده.

ثم عرض الشيخ عزير أزورتك عضو اللجنة العلمية المشروعات والمقترحات التي قُدِّمت للجنة العلمية للمؤتمر، وقارن بينها موضحًا الأبعاد الفلكية والجداول العملية للمشروع.

ثم قدَّم الدكتور أُنيس قرقاح عضو اللجنة عرضًا حول آفاق تنزيل المشروع وسبل تقليل الخلاف على الساحة الأوروبية.

ثم فُتح باب الحوار والمناقشة للمشروع مع المشاركين عن قُربٍ وعن بُعد في اليوم الأول والثاني للمؤتمر.

وانتهى المؤتمر إلى القرارات والتوصيات الآتية:

  1. اعتماد مشروع اللجنة العلمية في صنع التقاويم (مواقيت الصلاة)، والذي يعتمد طريقة ثلث الليل الشرعي، وحساب أقل مدةٍ للليل والنهار على خمس ساعات وتتخلص فيما يلي:

أ‌. لا يجوز إهمال العلامات الشرعية لأوقات العبادات إلا مع مشقة غير معتادة، واقتُصر في التقدير على الأزمان التي يظهر فيها الحرج والمشقة.

ب‌. الفجر هو -كما تم قبوله في اجتماع ستراسبورغ- بياض معترض في الأفق الشرقي- يدخل لمَّا تقترب الشمس إلى الأفق ب 18 درجة.

ت‌. العشاء يدخل وقتها بغيبوبة الشفق الأحمر في الأفق الغربي، وهي تتحقق بنزول الشمس تحت الأفق ب 17 درجة.

ث‌. يُقدَّر لوقت الفجر والعشاء في الفترة التي تغيب فيها العلامات بالتقدير على ثلث الليل الشرعي، ويُعتمد في حساب الثلث في الأيام التي تغيب فيها علامة الفجر على آخر يومٍ حدثت فيه العلامة.

ج‌. يُقدر لوقت الفجر والعشاء إذا وُجدت العلامات وكان في الالتزام بها حرج ومشقة غير معتادة بأن دخل وقت العشاء أو الفجر بعد ثلث الليل الشرعي.

  1. تشكيلُ لجنةٍ مصغرة من الفقهاء والفلكيين لمتابعة تطبيق المشروع، والعمل على إعداد مواقيت الصلاة ونشرها، ولتكون في تواصلٍ دائمٍ مع المراكز والمؤسسات الإسلامية في الغرب فيما يتعلق بتطبيق المشروع وتنزيله في الأقطار والمدن.
  2. متابعة تطبيق المشروع فيما فوق 60 درجة، ورصد وتقييم الإشكالات الناتجة عن التطبيق وتعديلها.
  3. إنشاء صفحة على شبكة الانترنت لتسهيل الحصول على المواقيت وفق ما قرره المؤتمر.
  4. إطلاق تطبيق هاتفي مجاني لمعرفة أوقات الصلاة في مدن العالم وفق معايير اللجنة العلمية.
  5. تنظم اللجنة العلمية عددًا من اللقاءات على الساحة الأوروبية للتعريف بالمشروع والإجابة على الأسئلة والإشكالات التي ترد على تطبيقه في بعض المناطق.
  6. يؤكد المؤتمر على ما قررته المجامع الفقهية من مشروعية الجمع بين الصلاتين في الفترة التي يقع فيها الحرج والمشقة الشديدة في أداء الصلاة وفق المشروع المعتمد.
  7. يوصي المؤتمر السادة الأئمة والدعاة، ومدراء المراكز والمؤسسات الإسلامية في الغرب، وعموم المسلمين إلى وحدة الصف وجمع الكلمة، وتجنيب المسلمين تعدد المواقيت ونظم حساب الصلاة في البلد الواحد أو المدينة الواحدة على نحو يُشكِّك الناس في عبادتهم ويوقعهم في الحرج والمشقة، ولا يعكس الصورة الحضارية العالمية للإسلام.

وقد قدَّم الحضور الشكر الجزيل لتركيا رئيساً وحكومةً وشعبًا على استضافة المؤتمر، ولرئاسة الشؤون الدينينة التركية، والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، واللجنة العلمية، وكل من بذل جهدًا أو وقتاً لإتمام هذا المشروع وإخراجه للنور.

والله تعالى نسأل أن يوفقنا لجمع الكلمة ووحدة الصف، وعمل الخير وخير العمل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المقالات المنشورة بالموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس الأوروبي للأئمة