أي سرّ لحرف الصاد هذا؟

أجل، هي صادات صاغت أكثر قيم الإسلام. لست مولعا بكثير مما يسمى تفسيرا علميا إذ فيه كثير من التحملات ولا بالتفسير العددي أو الإعجاز العددي إذ هو مثله. عدا أني رأيت أن كثيرا من قيم الخير لا مناص لها من احتواء هذا الحرف العجيب «ص».

الصدق الذي هو مخ الإيمان بالله سبحانه وهو ضد النفاق؛ أي الصدق العقدي ومثله الصدق المسلكي الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام: «إنّ الصدق يهدي إلى البر»، الصلاة أمرها معلوم، الصيام مثل ذلك، الصدقة التي يسميها القرآن أحيانا زكاة عندما يمدح أهلها أو يأمر بها ولكنه يسميها صدقة أو صدقات عندما يعين مصارفها كما فعل في سورة التوبة.

كما أن أكثر استخدامات الحديث النبوي تكون بكلمة الصدقة وليس الزكاة وهي الواجبة والمندوبة معا، الصبر الذي أخرجه سبحانه من جدول الحساب فقال عنه أن أهله يؤتون أجورهم بغير حساب، حتى الإخلاص الذي هو في جانب منه الصدق عدا أن حرف الصاد هنا جاء في ذيله وليس في صدره كما هو الحال في القيم الأخرى.

ست قيم إسلامية عظمى منها يتشكل الهيكل العظمي للدين كلها لا بد أن تحتوي إليها هذا الحرف العجيب «ص»: الصدق والإخلاص عقيدة والصلاة والصيام والصدقة عبادة والصبر خلقا.

تأويل ذلك عندي هو أنه لا بدّ لتلك القيم العظمى من أن تتقوى وتتعزز بهذا الحرف المفخم الكبير الذي يملأ الفم تناسبا بين المبنى والمعنى وهو الأمر الذي جرى عليه اللسان العربي الذي هو علم مسموع لا مكتوب إذ أن الصوت هو من يحدد معنى الكلمة كما كان العهد عند أرباب هذا اللسان العربي العظيم الذي تحدى به الرحمان سبحانه أهل السليقة الأقحاح فكبتهم تكبيتا وجاء كتابه يحمل ذلك التحدي إلى يوم الدين، ربما يكون ذلك.

 كذلك إذ أن إحدى حلقات هذا العقد القرآني العجيب اسمها بهذا الحرف «سورة صاد»، وربما أقسم به سبحانه.

المقالات المنشورة بالموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي المجلس الأوروبي للأئمة